تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فمن وقف على: (وما يعلم تأويله إلا الله)، فالتأويل عنده هو: حقيقة الشيء أو ما يؤول إليه، وعليه يكون الله، عز وجل، هو المستأثر بعلم حقيقة المتشابه، وأما الراسخون في العلم فيقولون: آمنا به كل من عند ربنا، وعليه تكون الآيات الغيبية كـ: آيات البعث والجزاء وآيات أسماء الله، عز وجل، وصفاته، من قبيل المتشابه الذي لا يعلم حقيقته إلا الله، ولا يقال هنا بأن معانيها متشابهة، فهي معروفة لكل من عرف لغة العرب، وإنما المتشابه منها: الكيفية، فصفات الله، عز وجل، على سبيل المثال: محكمة من جهة معانيها التي عرفها العرب في لغتهم فاليد هي اليد بمعناها عند العرب، ولكنها متشابهة من جهة الكيفية، فهي يد ليست كأي يد، لأن الله، عز وجل، ليس كمثله شيء، فلا يعلم حقيقتها إلا الله، عز وجل، خلاف من يقول: هي متشابهة المعنى والكيفية، فإذا سألته: ما معنى اليد؟، قال: لا أدري!!!!!، فهي من المتشابه الذي لا يعلم معناه إلا الله، والجواب: هي معلومة المعنى، وادعاء أنها من المتشابه إنما يصح من جهة الكيفية والحقيقة لا المعنى، ولا يلزم من ذلك تشبيه الله، عز وجل، وصفاته، بذوات مخلوقاته وصفاتهم، كما ادعى ذلك مؤولة الصفات، واتخذوه حجة لتأويل صفات الله، عز وجل، بزعم تنزيهه عن مشابهة خلقه، فالتواطؤ هنا في الاسم دون المسمى، فالاسم واحد: يد، له معنى واحد في كلام العرب، ولكن المسمى مختلف فيد الله، عز وجل، ليست هي عين يد الإنسان، ويد الإنسان ليست هي عين يد الجمل، ويد الجمل ليست هي عين يد الهر ............... الخ، رغم اتحاد الاسم والمعنى، وهذا ما يطلق عليه "التواطؤ اللفظي"، وهو يختلف عن "المشترك اللفظي" المعروف في اللغة، من جهة أنه في التواطؤ يوجد نوع اشتراك في المعنى وإن اختلفت الكيفية، فضوء الشمس وضوء المصباح، على سبيل المثال، مشتركان من جهة المعنى، وهو الإضاءة، ولكنهما مختلفان أشد الاختلاف من جهة الشدة والكيفية، ولله المثل الأعلى، فصفاته، عز وجل، يشترك بعضها مع صفات خلقه من جهة المعنى، مع تمام الاختلاف من جهة الكيفية.

وأما "الاشتراك اللفظي"، فلا تشابه فيه معنى أو كيفية، وإن اتحد الاسم، فلفظ "عين" إذا أطلق على عين الماء، وأطلق بالاشتراك اللفظي على الجاسوس، فإنه لا يظهر أي تشابه بين الحقيقتين من جهة المعنى أو الكيفية.

ومن وقف على: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم)، فالتأويل عنده بمعنى: تفسير الألفاظ ومعرفة معانيها، وعليه يدخل الراسخون في العلم في حد العلم بهذا المتشابه من جهة المعنى لا الكيفية، كما تقدم، والله أعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 12:38 م]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ومن ذلك: قوله تعالى: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)، فتقدير الكلام: وإن عاقبتم أعدائكم أو الكفار ................. الخ، فعاقبوا بمثل ما عاقبكم به أعدائكم أو الكفار .......................... الخ، فحذف المفعول في الشطر الأول من الآية، لدلالة السياق عليه، أو لإرادة العموم، أو رغبة في الإيجاز، وكذا حذف الفاعل في الشطر الثاني وبنى الفعل للمفعول، وأقام نائب الفاعل "تاء الفاعل"، مقامه، لنفس الأسباب التي حذف المفعول من أجلها في الشطر الأول.

وكذا في قوله تعالى: (خلق الإنسان من عجل)، وقوله تعالى: (وقضي الأمر)، فتقدير الكلام: خلق الله الإنسان من عجل، و قضى الله الأمر، فحذف الفاعل لأنه معلوم لكل أحد بحيث لا يحتاج المتكلم لذكره.

بتصرف من "منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب"، ص190_191.

ومن ذلك أيضا: قوله تعالى: (إذا جاءك المؤمنات)، فقد استدل جمهور الكوفيين وأبو علي الفارسي بهذه الآية على جواز تذكير وتأنيث الفعل المسند لجمع المؤنث السالم، فعندهم يجوز: جاءت المؤمنات، وجاء المؤمنات، من غير علامة التأنيث، خلاف البصريين الذين يوجبون التأنيث في هذا الموضع لأن الفعل أسند لجمع مؤنث سالم، والمؤنث هنا حقيقي لا مجازي، وقد أجاب البصريون على استدلال الكوفيين وأبي علي الفارسي بثلاثة أجوبة:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير