تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أولا: أن سبب التذكير هنا ليس جوازه في حالة جمع المؤنث السالم، وإنما سببه الفصل بين الفعل والفاعل بالمفعول به "كاف المخاطب" في "جاءك".

ثانيا: أن الفاعل هنا ليس "المؤمنات"، وإنما هو "أل" الموصولة في "المؤمنات"، و "مؤمنات" هي صلة الموصول، فيكون تقدير الكلام: إذا جاءك اللاتي آمن، و "اللاتي" ليس جمع مؤنث سالم وإنما هو اسم جمع، واسم الجمع يجوز في فعله التأنيث وعدمه بالإجماع.

ثالثا: وهو الذي يعنينا في مسألة تقدير المحذوف، وهو أن تقدير الكلام: إذا جاءك النسوة المؤمنات، أو النساء المؤمنات، فحذف الموصوف "النسوة أو النساء"، وأقام الصفة محله، والموصوف ليس جمع مؤنث سالم لنقول بوجوب تأنيث الفعل، وإنما هو اسم جمع، يجوز تذكير فعله أو تأنيثه، فلما حذف وأقيمت الصفة محله أخذت جميع أحكامه، وأرجح الأقوال هنا القول الأول، وأضعفها القول الثالث لأن فيه تقدير محذوف، وهو خلاف الأصل فلا يقال به إلا عند الضرورة، كما تقدم في أكثر من موضع، والله أعلم.

بتصرف من "منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب"، ص204_205.

ومن ذلك أيضا:

قوله تعالى: (وقالوا كونوا هودا أو نصارى)، فتقدير الكلام: وقالت اليهود: كونوا هودا، وقالت النصارى: كونوا نصارى، وقد استدل ابن هشام، رحمه الله، بهذه الآية على جواز مجيء "أو" للتقسيم كـ "الواو"، فيجوز: الكلمة اسم أو فعل أو حرف، كما يجوز: الكلمة اسم وفعل وحرف، وإن كان الثاني أكثر.

ومثله قوله تعالى: (وقالوا ساحر أو مجنون)، أي: وقال بعضهم: ساحر، وقال بعضهم: مجنون.

بتصرف من مغني اللبيب (1/ 87).

ومن ذلك أيضا: قوله تعالى: (فما لكم في المنافقين فئتين)، فإعراب "فئتين" عند البصريين: حال، خلاف الكوفيين الذين يقولون: "فئتين" منصوب على إضمار "كان"، فتقدير الكلام عندهم: فما لكم في المنافقين كنتم فئتين، فحذف كان واسمها وأبقى خبرها، كقوله صلى الله عليه وسلم: (التمس ولو خاتما من حديد) أي: التمس ولو كان ما تلتمسه خاتما من حديد، وأجاز الكوفيين: ما لك الشاتم، أي: ما لك كنت الشاتم، خلاف البصريين، الذين لا يجيزون ذلك، لأنه عندهم حال، والحال لا يجوز تعريفها، ورأي البصريين هو الأرجح كما أشار إلى طرف من ذلك أبو حيان، رحمه الله، في بحره المحيط، والله أعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 07:11 م]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ومن ذلك قوله تعالى: (إن امرؤ هلك)، فامرؤ فاعل لفعل محذوف تقديره: هلك، دل عليه ما بعده، فامتنع ذكره لئلا يجمع بين العوض والمعوض عنه، فيكون تقدير الكلام: إن هلك امرؤ.

يقول الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله:

ههنا أصلان:

الأول: هل يجوز أن تقع الجملة الاسمية بعد أدوات الشرط؟

ذهب الكوفيون والأخفش من البصريين إلى جواز ذلك، وأباه جمهور البصريين، ولذا لا يصح عند الجمهور إعراب "امرؤ" على أنه مبتدأ، و جملة "هلك": الفعل والضمير المستتر، على أنها خبر، ويصح على مذهب الكوفيين والأخفش.

والثاني: هل يجوز أن يتقدم الفاعل على رافعه؟

ذهب جمهور الكوفيين إلى جواز ذلك واستدلوا له بقول الشاعر:

مال الجمال مشيها وئيدا ******* أجندلا يحملن أم حديدا.

فـ "مشيها"، فاعل تقدم على عامله "وئيدا".

وأبى جمهور البصريين ذلك، ومن هنا يعلم تخريج الكوفيين لإعراب "امرؤ" على أنه فاعل مقدم للفعل "هلك".

بتصرف من "منتهى الأرب" ص59_60.

ومنه قوله تعالى: (قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما)، فتقدير الكلام: قال رجلان من الذين يخافون الله .............. ، فحذف معمول الفعل "يخافون": لفظ الجلالة "الله" لدلالة السياق عليه، ويكون المعنى إما:

قال رجلان موصوفان بأنهما من الذين يخافون الله، وبأنهما أنعم الله عليهما، على القول بأن جملة "أنعم الله عليهما" جملة خبرية.

أو: قال رجلان من الذين يخافون الله، أنعم الله عليهما، بجعل جملة "أنعم الله عليهما" دعائية، كقولك: جاءني زيد، حفظه الله، وقال لي: كذا وكذا، فتكون جملة "أنعم الله عليهما" معترضة بين القول والمقول ولا موضع لها كسائر الجمل المعترضة ومنه قول الشاعر:

إن الثمانين، وبلغتها، ******* قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

فجملة "وبلغتها": جملة معترضة لا محل لها من الإعراب.

وقول الآخر:

وأبرح ما أدام الله قومي ******* بحمد الله منتطقا مجيدا

فجملة "بحمد الله"، جملة معترضة.

وقول ثالث:

فإني، بحمد الله، لا ثوب فاجر لبست ******* ولا من غدرة أتقنع

بتصرف من "شرح شذور الذهب"، ص73.

ومن ذلك قوله تعالى: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)، فقد قدر أنهم قالوا بعد الاستفهام: لا، فقيل لهم: فهذا كرهتموه، والغيبة مثله فاكرهوها كما كرهتموه، فحذف المبتدأ "هذا"، واتصلت جملة الخبر "كرهتموه" بالفاء، وقال الفارسي: التقدير فكما كرهتموه فاكرهوا الغيبة، وعليه يكون المحذوف هنا هو الموصول "ما" و الكاف، ومن ثم اتصلت جملة الصلة "كرهتموه" بالفاء، وقد ضعف ابن الشجري القول الأخير لأن فيه حذف الموصول، وهو "ما" المصدرية، مع بقاء الصلة جملة "كرهتموه"، وذلك رديء، والله أعلم.

بتصرف من مغني اللبيب (1/ 186).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير