تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 06:24 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ومنه قوله تعالى:

(ويذهبا بطريقتكم المثلى)، فتقدير الكلام على أحد تخريجات أبي حيان، رحمه الله، في "بحره المحيط": ويذهبا بأهل طريقتكم المثلى:

يقول أبو حيان رحمه الله:

وقيل: هو على حذف مضاف أي {ويذهبا} بأهل طريقتكم وهم بنو إسرائيل لقول موسى.

فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، والله أعلم.

ومنه قوله تعالى: (وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا)، فعامل النصب في قوله: (خيرا) محذوف جوازا، وتقدير الكلام: أنزل ربنا خيرا.

يقول ابن هشام رحمه الله:

وقد يضمر، "أي العامل وهو الفعل"، جوازا إذا دل عليه مقالي أو حالي، فالأول نحو: (قالوا خيرا)، أي: أنزل ربنا خيرا، بدليل: (ماذا أنزل ربكم) ........ الخ.

بتصرف من شرح شذور الذهب، ص242.

فتقدير العامل بالفعل "أنزل"، دل عليه ورود السؤال عن المنزل، قبله، والله أعلم.

ومثله تماما قوله تعالى: (حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا أنزل ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير)، فتقدير الكلام: قالوا: أنزل ربنا الحق، فحذف العامل، لدلالة السؤال عنه قبله عليه.

ومن ذلك أيضا:

قوله تعالى: (وكل إنسان ألزمناه)، فعامل النصب في "كل" محذوف وجوبا لاشتغال الفعل بعده بضميره، الهاء في "ألزمناه"، ولذا يقدر عامل النصب من جنس الفعل المشتغل، ويكون تقدير الكلام: وألزمنا كل إنسان ألزمناه.

يقول ابن هشام رحمه الله:

وقد يضمر، "أي العامل"، وجوبا في مواضع: منها باب الاشتغال، وحقيقته: أن يتقدم اسم، ويتأخر عنه فعل أو وصف صالح للعمل فيما قبله، مشتغل عن العمل فيه بالعمل في ضميره أو ملابسه.

فمثال اشتغال الفعل بضمير السابق "زيدا ضربته" وقوله تعالى: (وكل إنسان ألزمناه). اهـ

شرح شذور الذهب، ص242.

فلو قلت: زيدا ضربت، لزال الإشكال وأعرب "زيدا"، مفعول به مقدم للفعل "ضرب"، لأنه لم يشتغل بضمير يعود على "زيد"، ولكن لما اشتغل الفعل بهاء الغائب في "ضربته" العائدة على "زيد" لزم تقدير عامل يعمل النصب في "زيد" لأن الفعل ضرب لا يعمل إلا في معمول واحد، وقد استوفاه، وبقي "زيد" بلا عامل، فيقدر له عامل من جنس ما بعده، ويكون تقدير الكلام: ضربت زيدا ضربته، ولا يجوز ذكر العامل المحذوف في هذه الحالة لأن الفعل الذي أتى بعد المعمول سد مسده ولا يجمع بين العوض والمعوض عنه في موضع واحد، وهكذا الشأن في الآية، والله أعلم.

وشاهد ذلك من كلام العرب:

قول عمرو بن كلثوم:

ملأنا البر حتى ضاق عنا ******* وماء البحر نملؤه سفينا

فالفعل "نملأ" مشغول بالهاء العائدة على "ماء البحر"، لذا لزم تقدير عامل لـ "ماء البحر"، من جنس ما يليه، فيكون تقدير الكلام: ونملأ ماء البحر نملؤه.

ومن ذلك أيضا:

قوله تعالى: (وكل شيء فصلناه تفصيلا)، أي: فصلنا كل شيء فصلناه،

وقوله تعالى: (والجبال أرساها)، أي: أرسى الجبال أرساها.

مستفاد من مداخلة الدكتور مسعد محمد زياد، حفظه الله، في مشاركة الأخ عبد القادر علي الحمدو، حفظه الله، تحت عنوان "الاسم المنصوب على الاشتغال".

ومن ذلك أيضا:

قوله تعالى: (ونحن عصبة)، في قراءة من قرأ بنصب "عصبة" على أنه حال سد مسد خبر "نحن"، فتقدير الكلام: ونحن نرى عصبة.

يقول الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله:

والتنظير بهذه الآية الكريمة على قراءة نصب "عصبة" على أنه حال، وخبر المبتدأ، الذي هو نحن، محذوف، وأصل الكلام: ونحن نرى عصبة، فأما على القراءة المشهورة برفع "عصبة" فـ "نحن" مبتدأ خبره "عصبة"، ولا كلام لنا فيها الآن، ومثل الآية في قراءة النصب قولهم: حكمك لك مسمطا، ومعناه: حكمك لك مثبتا، فمسمطا: حال، والخبر محذوف، والتقدير: حكمك حاصل لك حال كونه مثبتا.

منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب، ص248.

وكذا قولك: شربي الماء باردا، فـ "باردا": حال سد مسد الخبر، فتقدير الكلام: شربي الماء حاصل أو كائن حال كونه باردا.

ومن ذلك قوله تعالى: (ولا تقولوا ثلاثة):

يقول أبو حيان رحمه الله:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير