ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 03:08 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ومن ذلك أيضا:
قوله تعالى: (شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان).
يقول ابن هشام رحمه الله:
فـ "اثنان": مرفوع:
إما على أنه خبر المبتدأ وهو "شهادة"، وذلك على أن الأصل:
شهادة بينكم شهادة اثنين، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فارتفع ارتفاعه، وإنما قدرنا هذا المضاف لأن المبتدأ لابد أن يكون:
عين الخبر: نحو "زيد أخوك".
أو مشبها به نحو: "زيد أسد".
والشهادة ليست نفس الاثنين ولا مشبهة بهما.
وإما على أنه فاعل بالمصدر، وهو الشهادة، والتقدير: ومما فرض عليكم أن يشهد بينكم اثنان. اهـ.
شرح شذور الذهب، ص81.
فالمصدر يعمل عمل الفعل المضارع، وعليه يكون قولك: شهادة اثنان، كقولك: يشهد اثنان، والله أعلم.
ومنه قوله تعالى: (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما)، في قراءة: (إما يبلغان):
ففاعل "يبلغ": ألف الاثنين، وعليه يبقى الفاعل: (أحدهما)، بلا عامل، فيقدر له عامل، ويكون تقدير الكلام: إن يبلغه أحدهما أو كلاهما، فيكون الفعل والفاعل قد كررا مرتين: مرة في "يبلغان"، ومرة في: أحدهما بتقدير العامل المحذوف، وفائدة ذلك، كما يقول ابن هشام رحمه الله: التوكيد، والله أعلم.
يقول الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله:
أما أن جعل "أحدهما" بدلا، أي من الألف في "أحدهما"، ليس بشيء، لأنه يضعف المعنى، وبيان ذلك أن البدل، كما هو معروف، هو الذي يكون مقصودا بالحكم بلا واسطة، فلو جعلناه بدلا، لأفاد أن المقصود هو بلوغ أحدهما الكبر، فيكون بدل بعض من كل لأن أحدهما بعض من كليهما، مع أن المقصود التوكيد والتعميم، وهذا المعنى إنما يدل عليه جعل "أحدهما" فاعلا بفعل محذوف يدل عليه الفعل المذكور.
بتصرف من منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب، ص82.
ومن ذلك أيضا:
قوله تعالى: (فليدع ناديه)، فتقدير الكلام: فليدع أهل ناديه، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مكانه، وسبقت الإشارة إلى ذلك مرارا، ولا يبدو التقدير هنا ضروريا، لأن المستمع سيفهم قطعا من جملة: (فليدع ناديه)، أن المقصود دعوة أهله لا دعوة النادي نفسه، فهذا أمر غير متصور، والله أعلم.
ومن ذلك أيضا:
قوله تعالى: (ولا تمش في الأرض مرحا).
فـ: "مرحا": مصدر وقد وقع حالا، وهذا خلاف الأصل في "الحال"، وهو كونه مشتقا، وقد تأول النحاة الأمر على:
أنه على حذف مضاف يكون في معنى المشتق، فيكون التقدير: ولا تمش في الأرض ذا مرح، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، وهذا كقولك: طلع زيد بغتة، أي: ذا بغتة.
أو على أن المصدر نفسه بمعنى المشتق، فيكون تقدير الكلام: ولا تمش في الأرض مرحا، بكسر الراء، وهي قراءة، ويكون تقدير، طلع زيد بغتة، أي: مباغتا.
أو على بقاء المصدر على أصله، ويكون المقصود هو المبالغة، ويكون المعنى: لا تمش في الأرض مرحا، حتى كأنك أنت المرح نفسه، ويكون قولك: جاء زيد ركضا، أي جاء مسرعا كأنه هو الركض نفسه، وقولك: محمد عدل، أي أنه عادل لدرجة يكاد العدل يتجسد في شخصه، ومعلوم أنه لا يخبر عن أسماء الذوات بالمصادر، أو أسماء المعاني، إلا على سبيل المبالغة.
بتصرف من منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب، ص99.
والوجهان الأخيران لا تقدير لمحذوف فيهما، فهما أرجح من الأول، والثالث أرجح من الثاني للنكتة البلاغية التي تتضح من المبالغة في وصف الحال، والله أعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 05 - 2006, 06:00 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ومنه قوله تعالى: (إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون).
يقول أبو حيان رحمه الله:
وقيل، أي "مثل": هو نعت لمصدر محذوف تقديره: إنه لحق حقاً مثل ما أنكم، فحركته حركة إعراب.
وحاصل المسألة:
¥