تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 07:02 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ومن ذلك أيضا:

قوله تعالى: (إنهم ساء ما كانوا يعملون).

يقول الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله:

ولا تدخل هذه الحروف، أي الحروف الناسخة، على جملة يكون الخبر فيها طلبيا أو إنشائيا، فأما قوله تعالى: (إنهم ساء ما كانوا يعملون)، وقوله سبحانه: (إن الله نعما يعظكم به)، وقول الشاعر:

إن الذين قتلتم أمس سيدهم ******* لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم ناما

فإنها على تقدير قول محذوف يقع خبرا لـ "إن". اهـ

فعلى سبيل المثال:

في البيت المذكور آنفا، قد يبدو، للوهلة الأولى، أن الخبر هو جملة النهي: (لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم ناما)، والنهي من أقسام الطلب، ولكن الخبر، في حقيقة الأمر، هو محذوف مقدر بالقول، فيكون السياق: إن الذين قتلتم أمس سيدهم مقول فيهم: لا تحسبوا .............. ، ويكون "مقول": خبر إن.

وهكذا في الآية الأولى، يكون السياق: إنهم مقول فيهم: ساء ما كانوا يعملون.

وفي الآية الثانية: إن الله يعظكم بعظة مقول فيها نعما هي، أو نحو ذلك، والله أعلم.

ويعلق الشيخ محيي الدين، رحمه الله، فيقول:

وهو عندي تكلف والتزام ما لا لزوم له. اهـ

بتصرف من "منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل"، (1/ 281، 282).

ومن ذلك قوله تعالى: (فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب، وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون)

يقول أبو حيان رحمه الله:

وبين هذه الجملة، (أي الآية السابقة)، والجمل التي قبلها محذوف يدل عليه المعنى تقديره: فأجابهم إلى ما سألوه وأرسل معهم يوسف، فلما ذهبوا به ............... اهـ

أي لما جادلوا أباهم، وقالوا: لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون، أجابهم إلى ما سألوه …………… ..

ثم يواصل، رحمه الله، قائلا:

واختلفوا في جواب لمّا أهو مثبت؟ أو محذوف؟ فمن قال: مثبت، قال: هو قولهم: قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق أي: لما كان كيت وكيت، قالوا وهو تخريج حسن.

وقيل: هو أوحينا، والواو زائدة، وعلى هذا مذهب الكوفيين يزاد عندهم بعد لما، وحتى إذا. وعلى ذلك خرجوا قوله: فلما أسلما وتله للجيين وناديناه أي: ناديناه وقوله: حتى إذا جاؤوها وفتحت أي: فتحت. اهـ

والزيادة هنا ليست من باب الحشو الذي لا حاجة إليه، وإنما هي من الزيادة الاصطلاحية التي تفيد التوكيد، لأن الزيادة في المبنى: زيادة في المعنى، أي: وأوحينا إليه في ذلك الوقت العصيب، فأكد الأمر بزيادة الواو لأن يوسف صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت أشد ما يكون احتياجا للتثبيت، والتأكيد على حسن العاقبة بعد هذا الابتلاء أمر حسن في هذا الموضع لأنه مما يثبت الجنان ويهون المصاب، وقد جاء بمؤكد ثان، وهو نون التوكيد الثقيلة في "لتنبئنهم"، فأكد بمؤكدين، والله أعلى وأعلم.

ثم يقول رحمه الله:

ومن قال: هو محذوف، وهو الشاهد هنا، وهو رأي البصريين، فقدره الزمخشري: فعلوا به ما فعلوا من الأذى، وحكى الحكاية الطويلة فيما فعلوا به، وما حاوروه وحاورهم به.

ونص كلام الزمخشري، رحمه الله، في كشافه:

وجواب «لما» محذوف. ومعناه: فعلوا به ما فعلوا من الأذى.

أي لما ذهبوا به، فعلوا به ما فعلوه من الأذى وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون.

ويواصل ابن حيان، رحمه الله، فيقول:

وقدره بعضهم: فلما ذهبوا به وأجمعوا أنْ يجعلوه في غيابة الجب عظمت فتنتهم.

وقدّره بعضهم: جعلوه فيها، وهذا أولى إذ يدل عليه قوله: وأجمعوا أن يجعلوه. اهـ

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 06:13 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ومن ذلك:

قوله تعالى: (لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون)

فجواب "لما"، محذوف، دل عليه قوله تعالى: (فريقا كذبوا وفريقا يقتلون)، تقديره: ناصبوه العداء، ففريقا كذبوا وفريقا يقتلون، على أن الرسول ليس واحدا بعينه وإنما المقصود جنس الرسل، كما أشار إلى ذلك أبو حيان رحمه الله.

يقول الزمخشري غفر الله له:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير