تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقوله تعالى: (مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)

ويجوز أن يكون على حذف مضاف من الأول تقديره: مثل مهلك ما ينفقون. أو من الثاني تقديره: كمثل مهلك ريح. اهـ

البحر المحيط

وأسلوب حذف المضاف وإقامة المضاف إليه، مما سبقت الإشارة إليه، أيضا، في عدة مواضع سابقة.

وقوله تعالى: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ).

إذ قدر البعض السياق: وجد أمة من الناس يسقون إبلهم ووجد من دونهم امرأتين تذودان غنمهما ................ قالتا لا نسقي غنمنا، فحذف المفعولات: (إبلهم، غنمهما، غنمنا)

وقد اعترض ابن هشام، رحمه الله، في "المغني"، على هذا التقدير، إذ المقصود هنا أصالة الإعلام بمجرد إيقاع الفاعل للفعل، فاقتصر عليهما دون الإشارة إلى المفعول، ألا ترى أنه عليه الصلاة والسلام إنما رحمهما إذ كانتا على صفة الذياد وقومهما على السقي، لا لكون مذودهما غنما ومسقيهم إبلا، وكذلك المقصود من قولهما (لا نسقي)، السقي، لا المسقي، فلا يتصور أنه لو كان مذودهما أبقارا، على سبيل المثال، لامتنع موسى، عليه الصلاة والسلام، من السقي لهما، لأن لازم هذا أنه إنما أشفق على الغنم لضعفها لا عليهما، وهذا خلاف الواقع، ولا يتصور أن الذي حمله على ذلك أن مسقي القوم إبل، ولو كان أغناما كمذودهما، لما أقدم على ما أقدم عليه، فالمفعول هنا، غير مقصود أصالة، وتقديره لا يفيد معنى جديدا، والله أعلم.

بتصرف من "مغني اللبيب"، (2/ 267).

وإلى نفس المعنى أشار الزمخشري بقوله:

فإن قلت: لم ترك المفعول غير مذكور في قوله: {يَسْقُوْنَ} و {تَذُودَانِ} و {نَسْقِى}؟ قلت: لأن الغرض هو الفعل لا المفعول. ألا ترى أنه إنما رحمهما لأنهما كانتا على الذياد وهم على السقي. ولم يرحمها لأن مذودهما غنم ومسقيهم إبل مثلاً، وكذلك قولهما {لاَ نَسْقِى حتى يُصْدِرَ الرعاء} المقصود فيه السقي لا المسقي.

وقوله تعالى: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء}

يقول أبو حيان رحمه الله:

وفي الكلام حذف، والتقدير: فذهبتا إلى أبيهما من غير إبطاء في السقي، وقصتا عليه أمر الذي سقى لهما، فأمر إحداهما أن تدعوه له. اهـ

بتصرف يسير من "البحر المحيط"

فتكون الفاء هنا، أيضا، فاء فصيحة، أغنت عن ذكر جمل كثيرة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، في أكثر من موضع، والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 07 - 2006, 10:22 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ومن ذلك أيضا:

قوله تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب)

وفيها وجهان يقدر فيهما محذوف:

أحدهما: ما بوب به ابن هشام، رحمه الله، في "المغني": "حذف المبدل منه": إذ قدر أن "الكذب" بدل من الضمير المحذوف في "تصف"، فيكون تقدير الكلام: ولا تقولوا لما تصفه ألسنتكم الكذب، فيكون الكذب: بدل منصوب من هاء الغائب، لأن البدل يتبع المبدل منه رفعا ونصبا وجرا.

والوجه الثاني: أن يكون "الكذب": مفعولا لفعل محذوف تقديره: "فتقولون".

وأما بقية الأوجه فلا تقدير لمحذوف فيها:

فإما أن تكون "الكذب" مفعولا لـ "تقولوا".

وإما أن يكون "الكذب" بدلا لـ "ما" الموصولة، في "لما"، في قراءة من جر "الكذب".

وإما أن يكون "الكذب"، جمع "كذوب"، فيكون صفة للفاعل "ألسنتكم"، في قراءة من ضم الكاف والذال.

بتصرف من "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب"، (2/ 285).

قوله تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة)

إذ قيل أن "أم" في الآية متصلة، ومن شروطها أن تكون مسبوقة بهمزة استفهام، فيكون التقدير: أعلمتم أن الجنة حفت بالمكاره أم حسبتم أن تدخلوا الجنة؟ وتكون همزة "أعلمتم" هي همزة الاستفهام المقدمة، كما في:

قوله تعالى: (وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون)

وقوله تعالى: (أأنتم أشد خلقا أم السماء)

وقوله تعالى: (أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير