تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعليه نسج أبو الطيب، وإن كان ممن لا يحتج بشعره، فقال:

أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتلا ******* والبين جار على ضعفي وما عدلا

أي: أأحيا وأيسر ....... ، فكأنه قال: كيف أحيا وأقل شيء قاسيته قد قتل غيري، وقاس الأخفش ذلك في الاختيار، عند أمن اللبس، وسبقت الإشارة إلى ذلك.

بتصرف من "مغني اللبيب"، (1/ 36، 37).

ولا يخفى ما في الشطر الثاني من الإساءة، ولعلها من المبالغة التي جرت على ألسن الشعراء، والله أعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 09:45 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ومنه قوله تعالى: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين)، فتقدير الكلام: فإن كانت البنات فوق اثنتين، لأن الأولاد قد تقدم ذكرهم، وهم شاملون للذكور والإناث، وقد تقدم ذكر حظ الذكور وبقي حظ الإناث، فالضمير المستتر في "كن" راجع إلى بعض مفهوم من الكلام السابق، لا مذكور، لأنه راجع إلى الأولاد بعد طرح الذكور، فهذا المعنى بعينه لم يرد لفظ صريح يدل عليه ليقال بأن الضمير راجع إليه صراحة، وإنما فهم هذا المعنى من ذكر الكل "الأولاد" ثم ذكر تفصيله الأول "الذكور" فلم يبق إلا التفصيل الثاني "الإناث" أو "البنات"، والله أعلم.

مستفاد من شرح الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الجليل، حفظه الله، لـ "شرح شذور الذهب"، لابن هشام، رحمه الله، ص283، 284.

وأشار الزمخشري، غفر الله له، إلى موضع آخر لمحذوف مقدر بقوله:

والمعنى للذكر منهم، أي من أولادكم، فحذف الراجع إليه لأنه مفهوم، كقولهم: السمن منوان بدرهم. اهـ

فتقدير الكلام في "السمن منوان بدرهم": السمن منوان منه بدرهم، فـ "منه" هو: العائد الرابط بين المبتدأ "السمن"، وجملة الخبر "منوان بدرهم".

وتقدير الكلام في قوله تعالى: (للذكر مثل حظ الأنثيين): للذكر منهم مثل حظ الأنثيين، والله أعلم.

وقوله تعالى: (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)

إذ ذكرت الآية في سورة المؤمنون بالواو: (فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآَخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ)

وأما في سورتي الأعراف وسورة هود فقد ذكرت بغير واو، لأن العطف قصد في آية المؤمنون لاجتماع قوله الذي هو حق، وقولهم الذي هو باطل فكأنه إخبار بتباين الحالين والتي بغير واو قصد بها الاستئناف وكأنه جواب لسؤال مقدر، أي: فما كان قولهم له؟، قال: قالوا كيت وكيت {بلقاء الآخرة}، كما أشار إلى ذلك أبو حيان رحمه الله.

وقوله تعالى: (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ)

واختلف المعربون في تخريج {أنكم} الثانية، والمنقول عن سيبويه أن {أنكم} بدل من الأولى وفيها معنى التأكيد، وخبر {إنكم} الأولى محذوف لدلالة خبر الثانية عليه تقديره {إنكم} تبعثون {إذا متم} وهذا الخبر المحذوف هو العامل في {أذلة} وذهب الفراء والجرمي والمبرد إلى أن {أنكم} الثانية كررت للتأكيد لما طال الكلام حسن التكرار، وعلى هذا يكون {مخرجون} خبر {أنكم} الأولى.

وعليه جرى الشاعر في قوله:

لقد علم الحي اليمانيون أنني ******* إذا قلت: أما بعد أني خطيبها

قوله تعلى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا)

يقول الزمخشري غفر الله له:

فإن قلت: بم تعلقت الباء؟، يعني في "فبما"، وما معنى التوكيد؟ قلت: إما أن يتعلق بمحذوف، كأنه قيل: فبما نقضهم ميثاقهم فعلنا بهم ما فعلنا، وإما أن يتعلق بقوله: {حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ} على أنّ قوله: {فَبِظُلْمٍ مّنَ الذين هَادُواْ} [النساء: 160] بدل من قوله: {فَبِمَا نَقْضِهِم ميثاقهم}، وبقية الآية 160: (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا). اهـ، بتصرف.

فكأن متعلق الباء جاء بعدها بـ 5 آيات، فاتصل السياق دون تقدير محذوف، ويكون الأمر كذلك بالنسبة للآيات التالية: (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159))، فبسبب كل هذه الطوام، حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم.

وإليه أشار ابن عاشور، رحمه الله، من المتأخرين بقوله:

ومتعلَّق قوله {بما نقضهم}: يجوز أن يكون محذوفاً، لتذهب نَفْس السامع في مذاهب الهول، وتقديره: فعَلْنا بهم ما فَعَلْنا. ويجوز أن يتعلّق بـ {حرّمْنا عليهم طيّبات أحلّت لهم}.

والله أعلى وأعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير