تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 08:27 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ومن ذلك أيضا:

قوله تعالى: (أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون)

فـ "أم" في الآية متصلة، تستحق الجواب، لأنها استفهامية يراد بها التعيين، وتقدير الكلام: أتخلقونه أنتم تخلقونه أم نحن الخالقون؟، وإن كان ابن هشام، رحمه الله، قد رجح عدم تقدير محذوف لوقوع "أم" بعد همزة التعيين بين جملتين اسميتين، فقال: وتقدير الاسمية في "أأنتم تخلقونه" أرجح منه في "أبشر يهدوننا"، لمعادلتها للاسمية وهي: (أم نحن الخالقون). اهـ

فكأنها وقعت بين جملتين اسميتين، فما الداعي لتأويل إحداهما بجملة فعلية.

بتصرف من النحو المنهجي، ص202، ومغني اللبيب، (2/ 41).

ومنه قوله تعالى: (أبشر يهدوننا)

فالأرجح، كما قال ابن هشام رحمه الله: تقدير "بشر" فاعلا لـ "يهدي" محذوفا، والجملة فعلية. اهـ

فيكون "بشر" فاعلا لفعل محذوف على شريطة التفسير، أي: من جنس الفعل الذي يليه، مع تقدم همزة الاستفهام لأن لها الصدارة دوما، فيكون تقدير الكلام: أيهدوننا بشرا يهدوننا؟، والله أعلم.

وتقدير الجملة الفعلية في قول الشاعر:

فقمت للطيف مرتاعا فأرقني ******* فقلت: أهي سرت أم عادني حلم

أرجح من تقديرها في الآية السابقة، لأن تقدير "هي" فاعلا لمحذوف يفسره "سرت"، أي: أسرت هي سرت، معادل للجملة الفعلية الثانية: عادني حلم، خلاف الآية فلا جملة فعلية تعادلها، والله أعلم.

بتصرف من مغني اللبيب، (2/ 41).

وقوله تعالى: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ)

يقول أبو حيان رحمه الله:

ولما كانت هذه الجملة بعدها جملة فعلية، كان النصب على الاشتغال أرجح من الرفع على الابتداء. اهـ

فنصبت "الأرض" على الاشتغال، لأن الفعل بعدها "مددناها"، شغل عنه بـ "الهاء"، فقدر لها فعل من جنس الفعل الآتي بعدها، فيكون تقدير الكلام: ومددنا الأرض مددناها، ويكون التكرار المقدر من باب التوكيد، ولا يجمع بين العوض والمعوض عنه، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في أكثر من موضع.

وقوله تعالى: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14))

يقول الزمخشري غفر الله له:

فإن قلت: قلما تقع «لا» الداخلة على الماضي إلاّ مكررة، ............ ، فما لها لم تكرر في الكلام الأفصح؟ قلت: هي متكرّرة في المعنى، لأن معنى {فَلاَ اقتحم العقبة (11)} فلا فكّ رقبة، ولا أطعم مسكيناً. ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك. اهـ

فكأن المعنى: لم يقتحم العقبة لأنه لا فك رقبة ولا أطعم مسكينا، فلما تخلف الشرط تخلف المشروط، فقدرت "لا" مرتين في الآيتين: 13 و 14، والله أعلم.

وقد تقدم المصدر العامل "إطعام" على مفعوله "يتيما"، لأن المقصود هنا الإطعام ولو كان يسيرا في يوم بعينه، وهو يوم المجاعة الذي يستحب الإطعام فيه أكثر من أي يوم آخر، فقدم الأهم فالأهم، فأهم شيء: الإطعام ولو كان يسيرا، في يوم المجاعة الذي تعم فيه البلوى، لليتيم الذي يحتاج من يكفله، والله أعلم.

ويجوز في غير القرآن: أو إطعام يتيم بإضافة المصدر إلى مفعوله، وهذا مما يضعف عمل المصدر لأنه أضيف إلى فضلة غير عمدة في الكلام، وهو المفعول.

مستفاد من شرح الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الجليل، حفظه الله، لـ "شرح شذور الذهب".

وقوله تعالى: (فإن الجنة هي المأوى)

فقد أجاز الكوفيون وبعض البصريين وكثير من المتأخرين نيابة "أل" عن الضمير المضاف إليه، وخرجوا على ذلك قوله تعالى: (فإن الجنة هي المأوى)، فتنوب "أل" عن الضمير في تقدير: فإن الجنة هي مأواه، لأن الإضافة للضمير لا تجتمع مع "أل"، وأما المانعون فإنهم يقدرون جار ومجرور "له" بعد "المأوى"، فيكون تقدير الكلام: فإن الجنة هي المأوى له.

كما في قولك: ضرب زيد الظهر والبطن، فعلى تقدير الأولين يكون المعنى: ضرب زيد ظهره وبطنه، فيكون "ظهره" بدل بعض من كل "زيد"، وعلى تقدير الآخرين يكون المعنى: ضرب زيد الظهر والبطن منه، والله أعلم.

بتصرف من مغني اللبيب، (1/ 76).

والله أعلى وأعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير