السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قوله تعالى: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين).
يقول أبو حيان رحمه الله:
(وليعلم الله الذين آمنوا) هذه لام قبلها حرف عطف، فتتعلق بمحذوف متأخر، أي: فعلنا ذلك وهو المداولة، أو نيل الكفار منكم. اهـ.
أي: فعلنا ذلك ليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء.
أخي: مهاجر حفظك الله ..
1 - لم أفهم قول أبي حيان: "فتتعلق بمحذوف متأخر" وتقدير ذلك المحذوف، فهلا أوضحته؟
2 - هناك توجيه آخر لهذه الآية، وهو أن الواو زائدة، وبهذا لا نحتاج لتقدير محذوف، واللام تعليل لما سبقها (نداولها)، وهذا قول أبي البقاء رحمه الله [من كتاب الدر المكنون في علم الكتاب المصون للسمين الحلبي].
3 - عند تقدير المحذوف، فلماذا نذهب إلى تقديره تقديراً خارجاً عن القرآن، فكما أن المرتبة الأولى في التفسير هي تفسير القرآن بالقرآن، فلماذا لا نلجأ في التقدير إلى التقدير بما ورد في كتاب الله، فمثلاً قوله تعالى: (إن يمسسكم قرح ... )، إذا قلنا بأن الواو في (وليعلم الله) حرف عطف ولا بد من تقدير محذوف، فإن هذا المحذوف نجده في آية أخرى نزلت في نفس الشأن، وهي قوله تعالى: (وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين)، فيكون المحذوف: "بإذن الله"، فما رأيكم يا رعاكم الله بهذا التوجيه، فأنا أراه أسلم عند التعامل مع آيات الله، لا نقع في القول في كتاب الله بما لا نعلم.
4 - توجيه آخر للآية، جاء في التحرير والتنوير: " ... فقوله: (فقد مس القوم قرح مثله) ليس هو جواب الشرط في المعنى ولكنه دليل عليه أغنى عنه على طريقة الإيجاز والمعنى: إن يمسسكم قرح، فلا تحزنوا أو فلا تهنوا، وهنا بالشك في وعد الله بنصر دينه، إذ قد مس القوم قرح مثله، فلم تكونوا مهزومين ولكنكم كنتم كفافاً، وذلك بالنسبة لقلة المؤمنين نصر مبين ... (وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين) عطف على جملة (وتلك الأيام نداولها بين الناس) فمضمون هذه علة ثانية لجواب الشرط المحذوف المدلول عليه بقوله: (فقد مس القوم قرح مثله) وعلم الله بأنهم مؤمنون متحقق من قبل أن يمسسهم القرح"اهـ.
:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:
ـ[قبة الديباج]ــــــــ[05 - 09 - 2006, 01:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
3 - عند تقدير المحذوف، فلماذا نذهب إلى تقديره تقديراً خارجاً عن القرآن، فكما أن المرتبة الأولى في التفسير هي تفسير القرآن بالقرآن، فلماذا لا نلجأ في التقدير إلى التقدير بما ورد في كتاب الله، فمثلاً قوله تعالى: (إن يمسسكم قرح ... )، إذا قلنا بأن الواو في (وليعلم الله) حرف عطف ولا بد من تقدير محذوف، فإن هذا المحذوف نجده في آية أخرى نزلت في نفس الشأن، وهي قوله تعالى: (وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين)، فيكون المحذوف: "بإذن الله"، فما رأيكم يا رعاكم الله بهذا التوجيه، فأنا أراه أسلم عند التعامل مع آيات الله، لا نقع في القول في كتاب الله بما لا نعلم.
يبدو لي أنني أخطأتُ في تقدير المحذوف في هذه الآية، فقوله"بإذن الله"ليست جملة تامة ليعطف عليها جملة أخرى، ولكن هي دعوة عامة في جميع آيات الله، فكثير من الآيات أُفصح بها وذكر ما لم يذكر في آيات أخرى.
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 09 - 2006, 09:22 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
معنى قول أبي حيان، رحمه الله: "فتتعلق بمحذوف متأخر"، أن "اللام" في: "ليعلم الله" متعلقة بالمحذوف الذي قدره بـ "فعلنا ذلك"، لأن ما بعدها علة لما قبلها، فعلة فعلنا ذلك يوم أحد هي: معرفة الذين آمنوا معرفة ظهور وانكشاف توجب الثواب والعقاب، والله أعلم.
¥