1ـ يستثنى من هذه القاعدة في وجوب متابعة النعت لمنعوته في التعريف أو التنكير ما عُرِّف بأل الجنسية، فإنه يصح نعته بالنكرة، ذلك أن المعرَّف بأل الجنسية يبقى على تنكيره وشيوعه في جنسه وإن كان معرفا لفظا؛ فنقول: لا ينبغي للرجل غيرك "،حيث وصفنا "الرجل" وهو المعرف بأل الجنسية بـ"غير"،وهي نكرة مغرقة في الإبهام وإن كانت مضافة، إذ إن الإضافة لا تكسبها التعريف لشدة إبهامها وغموضها، ودليل تنكيرها قوله تعالى"ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل" فـ"غير" هنا وقعت صفة لنكرة وهي "صالحا" ..
2ـ ويستثنى من وجوب متابعة النعت لمنعوته في الإعراب ما إذا صُرف النعت إلى وجه إعراب لا يتابع فيه منعوته، وهذا ما يسمى عند النحويين بقطع النعت .. وسوف نتحدث عنه ضمن عنوان مستقل ..
3ـ كذا يستثنى من متابعة النعت لمنعوته في التأنيث أو التذكير ما إذا كان النعت على أحد الأوزان التي يستوي فيها المذكر والمؤنث وهي:
أـ وزن فعول الذي بمعنى فاعل؛ نحو"مررت برجل صبور وامرأة صبور"
ب ـ وزن فعيل الذي بمعنى مفعول؛ نحو:"أحزنني رؤية طفلة جريح وطفل جريح "
جـ ـ وزن مِفعال؛ نحو "رأيت فتاة مهذارا"
د ـ وزن مِفعيل؛ نحو "رحم الله المرأة المسكين "
هـ ـ وزن مِفْعَل؛ نحو "هذه فتاة مِغْشم" (الذي يَرْكَبُ رأْسَه لا يَثْنيه شيء عما يريد ويَهْوَى من شجاعته)
وكذا إن كان النعت مصدرا؛ إذ إنه يبقى على صيغة واحدة للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث؛ فنقول:"رجل عدل ورجلان عدل ورجال عدل، وامرأة عدل وامرأتان عدل ونساء عدل " ..
4ـ يجوز في النعت السببي الرافع لجمع أن يبقى على إفراده كما أسلفنا، فنقول "أكرمت زيدا الكريم آباؤه"،أو نجمعه جمع تكسير فنقول "أكرمت زيدا الكرام آباؤه" ..
ثانيا: الأصل في النعت أن يكون مشتقا وهو ما دل على معنى وصاحبه كاسم الفاعل واسم المفعول ونحوهما، غير أنه قد يأتي جامدا ولكنه مؤول به؛ وذلك كالمصدر؛ نحو "هذا رجل عدل"أي عادل أو ذو عدل، واسم الإشارة؛ نحو "رأيت زيدا هذا" أي المشار إليه، وذو التي بمعنى صاحب؛ نحو "مررت برجل ذي مال"أي صاحب مال، وعدد المنعوت؛ نحو قوله تعالى"وكنتم أزواجا ثلاثة" أي معدودة، واسم الموصول المقترن بأل؛ نحو"يعجبني الشهيد الذي ضحّى" أي المضحي، والمنتسب؛ نحو"مررت برجل قرشي"أي منتسب إلى قريش، وما دل على تشبيه؛ نحو"هذا قائد أسد وهو في قيده"أي موصوف بالشجاعة، وما الدالة على التحقير أو التعظيم؛ نحو"لأمر ما جدعَ قصيرٌ أنفَه"،أي لأمر عظيم، وأي الدالة على الغاية مدحا أو ذما؛ نحو "أبو بكر رضي الله عنه حازم أي حازم" أي كامل الحزم، وكذا كل الدالة على كمال الموصوف؛ نحو "زيد عالم كل العالم" أي كامل العلم.
وهكذا نرى أن الذي سوغ وقوع النعت جامدا إنما هو تأويله بالمشتق لا غير ..
ثالثا: إذا تعدد المنعوت فكان مثنى أو مجموعا، سواء كانت التثنية أو الجمع لفظا ومعنى أو معنى فقط كزوج وجمع، فلا يخلو من أن يكون متحدا في أفراد ما نعت به أو مختلفا، فإن كان متحدا أتينا بالنعت شاملا، أي مثنى مع المثنى وجمعا مع الجمع؛ فنقول "فاز الطالبان المجدان والطلاب المجدون"،وإن كان مختلفا أتينا بالنعت مفرقا بالعطف؛ فنقول "هذا زوج حسن ورديء، وهؤلاء رجال فقيه ونحوي وشاعر"،ومن ذلك قول الشاعر:
فَلاقَيْنَاهُمُ مِنَّا بِجَمْعٍ ... كَأُلسْدِ الغَابِ مرْدَانٍ وَشيبِ
ويستثنى من ذلك اسم الإشارة فإنه ينعت مثنى مع المثنى وجمعا مع الجمع على أساس تغليب أحد الوصفين؛ فنقول"مررت بهذين الشاعرين أو بهذين الكاتبين"وذلك إن أردت الإشارة إلى اثنين أحدهما شاعر والآخر كاتب، ونقول "انظر إلى هؤلاء النحاة أو الكتاب أو الشعراء"وذلك إن أردت الإشارة إلى جمع يشتمل على شاعر وكاتب ونحوي
رابعا: إذا تتالت نعوت لمنعوت واحد فلا يخلو من أن تكون متحدة المعنى أو مختلفة؛ فإن كانت متحدة في المعنى لم يجز عطف بعضها على بعض؛ وذلك نحو "رأيت زيدا الذكي الألمعي، ومررت برجل كريم نجيب"،فالنعوت في المثالين ذات معنى واحد فلا يجوز عطفها .. أما إن كانت النعوت مختلفة المعاني جاز فيها العطف وعدمه؛ فنقول "جاء زيد الذكي الغني الكريم" و"جاء زيد الذكي والغني والكريم" ..
النعت الجملة:
¥