تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 02:17 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد

فكل عام وأنتم بخير وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ....

أخي علي المعشي كيف أنت؟ وكيف صرت بعدنا؟ لعلك بخير يا رب

أخي لما تصفحت بالأمس المنتدى ورأيت ما كتبت أحببت أن أنبهك إلى أمر ومقصد عند النحويين ولكنني كنت متعبا لذلك أرجأت الكلام إلى الغد ...

أخي لعلك تعلم أن النحاة نحاة البصرة حين وضعوا القواعد وضعوها على الكثير المطرد ونزهوا القرآن عن القليل النادر ونبهوا على دقائق يستحسن بمن يخوض غمار النحو أن يقرأها ...

من ذلك ما ذكره ابن جني في كتابه الخصائص 1/ 280 (باب في الفرق بين تقدير الإعراب وتفسير المعنى: هذا موضع كثيرا ما يستهوي من يضعف نظره إلى أن يقوده إلى إفساد الصنعة، وذلك كقولهم في تفسير قولنا (أهلك والليلَ) معناه الحق أهلك قبل الليل، فربما دعا ذاك من لا دربة له إلى أن يقول (أهلك والليلِ) فيجره، وإنما تقديره الحق أهلك وسابق الليلَ. وكذلك قولنا زيد قام: ربما ظن بعضهم أن زيدا هنا فاعل في الصنعة، كما أنه فاعل في المعنى ......................... ومن ذلك قولهم في عليك زيدا: إن معناه خذ زيدا، وهو -لعمري- كذلك، إلا أن (زيدا) الآن إنما هو منصوب بنفس (عليك) من حيث كان اسما لفعل متعد، لا أنه منصوب بـ (خذ).

ألا ترى إلى الفرق بين تقدير الإعراب وتفسير المعنى، فإذا مر بك شيء من هذا عن أصحابنا فاحفظ نفسك منه، ولا تسترسل إليه، فإذا أمكنك أن يكون تقدير الإعراب على سمت تفسير المعنى فهو ما لا غاية وراءه، وإن كان تقدير الإعراب مخالفا لتفسير المعنى تقبلت تفسير المعنى على ما هو عليه، وصححت طريق تقدير الإعراب حتى لا يشذ شيء منها عليك، وإياك أن تسترسل فتفسد ما تؤثر إصلاحه ... ) أهـ

وقد كنت أخي علي مثلك أرى رأيك وأقول بقولك مدة وأناقش وأدافع عن رأيي حتى تأملت كلام العلماء رحمهم الله في التحذير من تقديم المعنى على الإعراب والعكس ...... !!!

فحاولت بعدها أن أصحح وأربط بين المعنى والإعراب فأقول الفاعل كما قال العكبري ما دل عليه أهلكنا والجملة مفسرة له وفي الفاعل أقوال كما ذكرتم سابقا

علما أخي علي أنك لو قرأت بحثا لشريف النجار بعنوان البعد الدلالي في الخلافات النحوية في إعراب آيات القرآن الكريم لرأيت كل الصيد في جوف الفرا ... فهو ممن يرى رأيك وأثار مسائل أخرى واتهم النحاة بأنهم حكموا قواعد قسرية وفسروا القرآن على ما يشتهون .....

لذا أوصيك بتأمل قراءة كلام ابن جني ولا تسترسل واحفظ نفسك!!!!!!!!

ولا يكن في صدرك علي شيء وجزاك الله خيرا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 07:00 م]ـ

أخي الكريم (علي المعشي)

مسألة تعسف التأويلات والتقديرات هذه مسألة نسبية، فإذا كنت أنت ترى أن بعض التأويلات فيه تعسف، فهذه وجهة نظرك التي نحترمها، ولكن جماهير النحويين لا يرونها، فكيف نجبرهم على أن يفهموا كفهمنا؟

وأنا أرى أن الخلاف في أمثال هذه المسائل لا يجدي؛ لأنه خلاف نظري؛ فإن ورود الفاعل جملة صريحة لم يرد في القرآن، فلا يصح عند الجمهور أن تقول: (يعجبني يقومُ زيد)، أما ما ورد في القرآن فهو صحيح اتفاقا، وكون البصريين خرجوه بتأويل، والكوفيين خرجوه على ظاهره فهذا لا يفسد للود قضية لأنه يبقى خلافا نظريا.

وهذا يشبه الخلاف في قوله تعالى (إذا السماء انشقت) فالجملة صحيحة اتفاقا، ولكن الخلاف في تخريجها، وهذا كثير في مسائل الخلاف بين الفريقين.

وكذلك قوله تعالى: {ثم عموا وصموا كثير منهم} حمله بعضهم على لغة (أكلوني البراغيث)، والجمهور على خلافه ولهم فيه تأويلات وتقديرات.

وكذلك قوله تعالى: {إنَّ هذان لساحران}، وغير ذلك كثير من الآيات والنصوص الواردة عن العرب.

فمسألة التأويل المتعسف هذه يلجأ إليها الفريقان من نحاة الكوفة والبصرة في كثير من المسائل، فليست خاصة بالكوفيين، وإنما يحملهم عليها ما يجدونه مما لا يوافق المعهود من لغة العرب، ولا يتخذون ذلك قاعدة لازمة في جميع الأحيان.

فلا تظن أن نحاة الكوفة بمعزل عن التأويل المتعسف أحيانا.

فإذا علمنا ذلك اتضح لنا أن رفض القول لمجرد دعوى أنه تقدير متكلف لا تسلم لقائلها مطلقا؛ لأنه لا يعرف أحد من النحاة إلا وقد استعمل في بعض الأحيان هذه التأويلات المتكلفة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير