خاف، يخاف ـ هاب يهاب، فإذا وجدت الألف في الماضي والمضارع معا فاعلم أن الفعل من باب (فعِل يفعَل) والأصل: خوِف يخْوَف ـ هيِب يهْيَب.
إذاً .. الألف الثابتة في الماضي والمضارع دليل على الباب، بقي أن نحدد أصل هذه الألف أواو هي أم ياء؟
وهنا يأتي دور المصدر (خاف يخاف خوفا) واوي ــ (هاب يهاب هيبة) يائي.
أعود الآن لأجيب عن سؤالك: كيف نفرق بين قال، خاف؟
قال: مضارعه (يقول) حدد لنا أمرين: أصل الألف (الواو) والباب (يفعُل)
خاف: مضارعه (يخاف) حدد لنا الباب فقط (يفعَل) لأن فتحة الفاء في المضارع هي فتحة العين في الأصل، أما أصل الألف فلم نعرفه إلا بالمصدر (خوفا). ومثله هاب هيبة.
إذًا .. بقي علينا أن نعرف حركة فاء الماضي عند الإسناد إلى ضمير الرفع المتحرك .. في هذا الباب (فعِل يفعَل) نحرك الفاء عند الإسناد بحركة العين المحذوفة ولا يهم إن كان المحذوف أصله ياء أو واو فنقول: خِفْتُ، هِبْتُ.
مع ملا حظة الفرق .. وهو أننا في البابين السابقين حركنا الفاء بحركة تناسب الحرف المحذوف، أما هنا فحركنا الفاء بحركة الحرف المحذوف بغض النظر عن المحذوف نفسه.
نتائج:
ـ عند الإسناد إلى ضمائر الرفع المتحركة نضم الفاء في حالة واحدة هي أن يكون الفعل من باب (فعَل يفعُل) وهو خاص بالواوي مثل: قُلتُ، عُذتُ؛ وضمة الفاء مردها إلى كون المحذوف واوا.
ـ ونكسر الفاء في حالتين:
* أن يكون من باب (فعَل يفعِل) وهو خاص باليائي مثل: بِعْتُ، سِرتُ، وكسرة الفاء مردها إلى كون المحذوف ياء.
* أن يكون من باب (فعِل يفعَل) وهو مشترك بين الواوي واليائي مثل: نِمتُ، شِئتُ، وكسرة الفاء مردها إلى كون (حركة المحذوف كسرة).
ملحوظة: إذا كان الوصف من باب (فعِل يفعَل) على وزن (أفعل) فلا يكون فيه إعلال، وذلك مثل: حوِل يحوَل، وهيِف يهْيَف، حيث لا يقال: هاف، حال، وإنما تبقى الواو والياء على حالهما؛ لأن الوصف على وزن أفعل (أهيف، أحول).
والله أعلم.
ـ[الحامدي]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 06:45 ص]ـ
أحسنت أخي المعشي، وبارك الله فيك.
ثم أين كنت؟؟ لقد اشتقنا إليك.
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 06:53 ص]ـ
الأستاذ الكبير علي المعشي:
فعلا إجابة موفقة منظمة، تدل على تمكن وحسن تصور.
وأقول كما قال الحامدي:
اشتقنا إليك، فلا تحرمنا من إطلالتك.
ـ[د. عبد الله اللحياني]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 08:20 ص]ـ
الأستاذ الفاضل (علي المعشي) لله در أناملك، و بارك الله فيك و في علمك، فقد كانت إجابتك موفقة، و يشرفني التواصل معك.
ـ[أبو بشر]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 11:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما المانع من أن تكون "خاف" من باب "فعَلَ – يفعَل" بفتح العين في الماضي والمضارع (مثل "فتَح – يفتَح") بدلاً من أن تكون من باب "فعِل – يفعَل" بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع (مثل "فرِح – يفرَح)؟
الجواب – وبالله التوفيق: أن الفعل لا يكون من باب "فتح" إلا إذا كانت عينه أو لامه حرفاً من أحرف الحلق، فالواو في "خوف" ليست من أحرف الحلق فيمتنع أن تكون من باب "فتح" فيتعيّن أن تكون من باب "فرح"، ولا أدري أذكرت هذه النقطة من قبل أم لم تذكر؟ والله أعلم
ـ[ضرغام]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 05:57 م]ـ
لماذا لا نقول أن مصدر هذه الأفعال سبيل لمعرفة أصل حرف العلة؟ ّ
خاف: خوفا
باع: بيعا
نام: نوما
ودواليك
ـ[ضرغام]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 06:02 م]ـ
آسف: يجب كسر همزة إن بعد القول، فأرجو العذر في هذا الخطأ
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 06:39 م]ـ
أخى: المعشى:
أحسنت ونظَّمت، وأفدت، لا حرمنا الله من أمثالك
مرة أخرى: جزاك الله خير
ـ[علي المعشي]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 10:52 م]ـ
أحسنت أخي المعشي، وبارك الله فيك.
ثم أين كنت؟؟ لقد اشتقنا إليك.
الأستاذ الكبير علي المعشي:
فعلا إجابة موفقة منظمة، تدل على تمكن وحسن تصور.
وأقول كما قال الحامدي:
اشتقنا إليك، فلا تحرمنا من إطلالتك.
أخويَّ العزيزين: الحامدي، ابن النحوية
أعلى سؤالكما عني أشكركما أم على إطرائكما الذي لا إخالني أستحقه؟
من القلب لكما أسمى آيات الشكر والعرفان عليهما معا، وما كان انقطاعي المؤقت إلا لظروف شغلتني بعض الشيء وأحمد الله على زوالها وهأنذا أسعد بكم مجددا، فلا حرمني الله إياكم!
الأستاذ الفاضل (علي المعشي) لله در أناملك، و بارك الله فيك و في علمك، فقد كانت إجابتك موفقة، و يشرفني التواصل معك
أخي الدكتور عبدالله اللحياني
بل ليَ الشرف العظيم بالتواصل معك أيها السامق علما وخلقا.
تحياتي وصادق مودتي لكم جميعا.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 11:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما المانع من أن تكون "خاف" من باب "فعَلَ – يفعَل" بفتح العين في الماضي والمضارع (مثل "فتَح – يفتَح") بدلاً من أن تكون من باب "فعِل – يفعَل" بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع (مثل "فرِح – يفرَح)؟
الجواب – وبالله التوفيق: أن الفعل لا يكون من باب "فتح" إلا إذا كانت عينه أو لامه حرفاً من أحرف الحلق، فالواو في "خوف" ليست من أحرف الحلق فيمتنع أن تكون من باب "فتح" فيتعيّن أن تكون من باب "فرح"، ولا أدري أذكرت هذه النقطة من قبل أم لم تذكر؟ والله أعلم
أحسنت أخي أبا بشر، هو كما تفضلت، وما أجمل هذا النوع من المباحث اللغوية التي تدل على روعة لغتنا ودقتها التي تدعو للعجب بحق.
دمت بود ونقاء.
¥