تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قَالت: فاقْضِ بيننا، قَال: قد قَضَيْتُ، فذهبت أقواله كلها أمثالاً.

ووما جاء من هذا قوله تعالى: (فأوجس في نفسه خيفةً موسى) فالهاء عائدة على (موسى) وإن كان متأخرًا لفظًا، لأن (موسى) في تقدير التقديم، والضمير في تقدير التأخير. ومنه، أيضًا، قوله تعالى: (ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون).

قال ابن الشجري في أماليه (طناحي) 1/ 89: " إن إضمار الغائب مستعمل في كلام العرب على أربعة أوجه: ... الثاني: توجيه الضمير إلى مذكور بعده، ورد في سياقة الكلام مؤخرًا ورتبته التقديم، كقولك: ضرب غلامَه زيدٌ، وكقول زهير " وساق البيت.

والقاعدة النحوية تقول إن الضمير لا يعود على متأخر لفظًا ورتبة، ولتوضيح هذه القاعدة أمثل بقولك:

أكرم زيدٌ جارَه، فاحتمال التقديم والتقديم كما يلي:

1 - أكرم زيدٌ جارَه. 2 - أكرم جارَه زيدٌ. 3 - أكرم زيدًا جارُه. 4 - أكرم جارُه زيدًا.

فـ: زيد فاعل، والفاعل متقدم في الرتبة على المفعول. فيكون الضمير في المثال الأول عائدًا على متقدم لفظًا ورتبةً. وفي الثاني: يكون عائدًا على متقدم رتبة لا لفظًا. وفي الثالث: يكون عائدًا على متقدم لفظًا لا رتبة، وهذه أوجه جائزة، أما المثال الرابع فالضمير فيه عائد على متأخر لفظًا ورتبة، وهذه لا تجوز.

والمراد من قوله: على علاته هو: على كل حال، كما قال زهير، أيضًا:

إن البخيل ملومٌ حيث كان ولكنّ الجواد، على علاته، هرِمُ

وغالب شعر زهير مدح في هرِم بن سنان، وهو أحد الأجواد المشهورين. قال أبو الفرج في الأغاني: وكان هرم حلف ألا يمدحه زهير إلا أعطاه، ولا يسأله إلا أعطاه، ولا يسلم عليه إلا أعطاه: عبدًا أو وليدة أو فرسًا ... وقال عمر بن الخطاب لبعض ولد هرم: أنشدني بعض مدح زهيرٍ أباك، فأنشده، فقال عمر: إن كان ليحسن فيكم المدح. قال: ونحن - والله - إنْكنا لنجسن له العطية. قال: ذهب ما أعطيتموه، وبقي ما أعطاكم. وفي رواية أن عمر قال لابن زهير: ما فعلتِ الحلل التي كساها هرم أباك؟ قال: أبلاها الدهر. قال: لكن الحلل التي كساها أبوك هرمًا لم يبلها الدهر.

والله أعلم.

ـ[الكاتب1]ــــــــ[16 - 12 - 2003, 01:00 ص]ـ

إخواني

نعم وأنا معكم فيما ذهبتم إليه في إعراب " خلقا" مفعول به منصوب

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير