مِن بعدِ ما أخبَرَ الأقوامَ كاهِنُهُم00 بأنَّ دينَهُمُ المُعوَجَّ لم يَقُمِ
وبعد ما عاينُوا في الأُفقِ مِن شُهُبٍ 00 مُنقَضَّةٍ وَفقَ ما في الأرضِ مِن صَنَمِ
حتى غَدا عن طريقِ الوَحيِ مُنهَزِمٌ00 مِن الشياطينِ يقفُو اِثْرَ مُنهَزِم
كأنَّهُم هَرَبَا أبطالُ أبْرَهَةٍ00 أو عَسكَرٌ بالحَصَى مِن راحَتَيْهِ رُمِي
نَبْذَا به بَعدَ تسبيحٍ بِبَطنِهِمَا00 نَبْذَ المُسَبِّحِ مِن أحشاءِ ملتَقِمِ
جاءت لِدَعوَتِهِ الأشجارُ ساجِدَةً00 تمشِي اِليه على ساقٍ بلا قَدَمِ
كأنَّمَا سَطَرَتْ سطرا لِمَا كَتَبَتْ00 فُرُوعُهَا مِن بديعِ الخَطِّ في الَّلقَمِ
مثلَ الغمامَةِ أَنَّى سارَ سائِرَةً00 تَقِيهِ حَرَّ وَطِيسٍ للهَجِيرِ حَمِي
وما حوى الغارُ مِن خيرٍ ومِن كَرَمِ00 وكُلُّ طَرْفٍ مِنَ الكفارِ عنه عَمِي
فالصدقُ في الغارِ والصدِّيقُ لم يَرِمَا00 وهُم يقولون ما بالغارِ مِن أَرِمِ
ظنُّوا الحمامَةَ وظنُّوا العنكبوتَ على00 خيرِ البَرِّيَّةِ لم تَنسُجْ ولم تَحُمِ
وِقَايَةُ اللهِ أغنَتْ عَن مُضَاعَفَةٍ00 مِنَ الدُّرُوعِ وعن عالٍ مِنَ الأُطُمِ
ما سامَنِي الدَّهرُ ضيمَاً واستَجَرتُ بِهِ00 اِلا ونِلتُ جِوَارَاً منه لم يُضَمِ
ولا التَمستُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِن يَدِهِ00 اِلا استَلَمتُ النَّدَى مِن خيرِ مُستَلَمِ
لا تُنكِرِ الوَحْيَ مِن رُؤيَاهُ اِنَّ لَهُ00 قَلْبَاً اِذا نامَتِ العينانِ لم يَنَمِ
وذاكَ حينَ بُلُوغٍ مِن نُبُوَّتِهِ00 فليسَ يُنكَرُ فيهِ حالُ مُحتَلِمِ
تبارَكَ اللهُ ما وَحيٌ بمُكتَسَبٍ00 ولا نبيٌّ على غيبٍ بمُتَّهَمِ
كَم أبْرَأَتْ وَصِبَاً باللمسِ راحَتُهُ00 وأطلَقَتْ أَرِبَاً مِن رِبقَةِ اللمَمِ
وأَحْيت السَنَةَ الشَّهباءَ دَعوَتُهُ00 حتى حَكَتْ غُرَّةً في الأَعصُرِ الدُّهُمِ
بعارِضٍ جادَ أو خِلْتَ البِطَاحَ بها00 سَيْبٌ مِنَ اليمِّ أو سَيْلٌ مِنَ العَرِمِ
دَعنِي وَوَصفِيَ آياتٍ له ظهَرَتْ00 ظهُورَ نارِ القِرَى ليلا على عَلَمِ
فالدُّرُ يزدادُ حُسناً وَهْوَ مُنتَظِمُ00 وليس يَنقُصُ قَدرَاً غيرَ مُنتَظِمِ
فمَا تَطَاوُلُ آمالِ المدِيحِ الى00 ما فيه مِن كَرَمِ الأخلاقِ والشِّيَمِ
آياتُ حَقٍّ مِنَ الرحمنِ مُحدَثَةٌ00 قديمَةٌ صِفَةُ الموصوفِ بالقِدَمِ
لم تَقتَرِن بزمانٍ وَهْيَ تُخبِرُنا00عَنِ المَعَادِ وعَن عادٍ وعَن اِرَمِ
دامَتْ لدينا ففاقَتْ كُلَّ مُعجِزَةٍ00 مِنَ النَّبيينَ اِذ جاءَتْ ولَم تَدُمِ
مُحَكَّمَاتٌ فما تُبقِينَ مِن شُبَهٍ00 لذي شِقَاقٍ وما تَبغِينَ مِن حِكَمِ
ما حُورِبَت قَطُّ الا عادَ مِن حَرَبٍ00 أَعدَى الأعادِي اليها مُلقِيَ السَّلَمِ
رَدَّتْ بلاغَتُهَا دَعوى مُعارِضِهَا00 رَدَّ الغَيُورِ يَدَ الجانِي عَن الحُرَمِ
لها مَعَانٍ كَموْجِ البحرِ في مَدَدٍ00وفَوقَ جَوهَرِهِ في الحُسنِ والقِيَمِ
فَمَا تُعَدُّ ولا تُحصَى عجائِبُهَا00ولا تُسَامُ على الاِكثارِ بالسَّأَمِ
قَرَّتْ بَها عينُ قارِيها فقُلتُ له00 لقد ظَفِرتَ بحَبْلِ الله فاعتَصِمِ
كأنَّها الحوضُ تَبيَضُّ الوُجُوهُ بِهِ00 مِنَ العُصَاةِ وقَد جاؤُوهُ كالحُمَمِ
وكالصِّراطِ وكالميزانِ مَعدَلَةً00 فالقِسطُ مِن غيرِهَا في الناسِ لم يَقُمِ
لا تَعجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنكِرُهَا00 تجاهُلا وَهْوَ عينُ الحاذِقِ الفَهِمِ
قد تُنكِرُ العينُ ضَوْءَ الشمسِ مِن رَمَدٍ00 ويُنكِرُ الفَمَ طعمَ الماءِ مِن سَقَمِ
يا خيرَ مَن يَمَّمَ العافُونَ ساحَتَهُ00 سعيَا وفَوقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُمِ
ومَن هُوَ الآيةُ الكُبرَى لمُعتَبِرٍ00 ومَن هُوَ النِّعمَةُ العُظمَى لِمُغتَنِمِ
سَرَيتَ مِن حَرَمٍ ليلا الى حَرَمِ00 كما سَرَى البَدرُ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ
وبِتَّ ترقَى الى أن نِلتَ مَنزِلَةً00 مِن قابَ قوسَيْنِ لم تُدرَكْ ولَم تُرَمِ
وقَدَّمَتْكَ جميعُ الأنبياءِ بها00 والرُّسْلِ تقديمَ مخدومٍ على خَدَمِ
وأنتَ تَختَرِقُ السبعَ الطِّبَاقَ بهم00 في مَوكِبٍ كُنتَ فيه صاحِبَ العَلَمِ
وللقصيدة بقيّة
ـ[أم مصعب1]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 05:54 ص]ـ
أبانَ مولِدُهُ عن طِيبِ عنصُرِهِ 00 يا طِيبَ مُبتَدَاٍ منه ومُختَتَمِ
أبانَ: فعل ماض مبني على الفتح.
مولِدُهُ: فاعل مرفوع, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة , وهو مضاف , و الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
عن: حرف جر مبني على السكون, لامحل له من الإعراب.
طِيبِ: اسم مجرور , وعلامة جره الكسرة الظاهرة , و هو مضاف.
عنصُرِهِ: مضاف إليه مجرور , وعلامة جره الكسرة , و هو مضاف , و الهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
و شبه الجملة متعلق بالفعل " أبان "
أو يكون "عن " حرف جر زائد " و طيب مجرور لفظا منصوب محلاً على أنه مفعول به لأبان .. !
و جملة "أبان .. " ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
يا: حرف نداء مبني على السكون , لا محل له من الإعراب " يظهر أنها للتعجب و الله أعلم ".
طِيبَ: منادى منصوب , وعلامة نصبه الفتحة , و هو مضاف.
مُبتَدَاٍ: مضاف إليه مجرور , وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
منه: من حرف جر مبني على السكون , و الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بحرف الجر و شبه الجملة متعلق بمحذوف أوبـ" ياء النداء "؟؟؟؟ أو يكون زائد لا متعلق له!!
و: حرف عطف مبني على الفتح , لامحل له من الإعراب.
مُختَتَمِ: معطوف على ما قبله مجرور , و علامة جره الكسرة الظاهرة.
و جملة " يا طيب .. "استئنافية لا محل لها من الإعراب.
،
،
في انتظار التصويب
¥