لنرى ما ذا يقول أصحاب الاختصاص اليوم وبعد مرور أكثر من ألف وأربعمائة سنة على نزول الآية في شأن من نام أكثر من أربع وعشرين ساعة على جهة واحدة بدون تحريك بسبب من الأسباب كأن يكون قد تعرض لكسور كثيرة يصعب معها تحريكه لتفادي تراخي الجبائر وفساد الكسور مرة أخرى، أو فيمن تعرض لأضرار كثيرة نتيجة حادث أو حريق أو غيره.
يقول الدكتور عبد الحميد دياب: إن من الإصابات الشائعة والصعبة العلاج التي تعترض الأطباء الممارسين في المشافي هيمشكلة حدوث (الخشكرشات) أو ما تسمى بقرحة السرير Bed Sore عند المرضى الذين تضطرهمحالتهم للبقاء الطويل في السرير كما في كسور الحوض والعمود الفقري أو الشلل أو حالات السبات الطويل، والخشكريشات هذه عبارة عن قرحات وتموت في الجلد والأنسجة التي تحت الجلد بسبب نقص التروية الدموية عند بعض مناطق الجلد، نتيجة انضغاطها بين الأجزاء الصلبة من البدن ومكان الاضطجاع، وأكثر ما تحصل في المنطقة العجزية والإليتين وعند لوحي الكتفين وكعبي القدمين، ولا وقاية من حدوث هذه الخشكريشات سوى تقليب المريض، بحيث لا يبقى بدون تقليب أكثر من (12) ساعة، وقد تكون هذه هي الحكمة من تقليب الله عز وجل لأهل الكهف لوقايتهم من تلك الإصابة وإن كانت قصة أهل الكهف كلها تدخل في نطاق المعجزة (7) ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn7).
وجه الإعجاز
لم نعرف هذه الحقيقة العلمية عن تقليب المريض -الذي لا يستطيع تقليب نفسه- لم نعرفها إلا اليوم أو قل إن شئت في القرن العشرين أو قبله بقليل حتى لا نتهم بالمبالغة، وإذا كان ذلك كذلك فمن الذي أخبر محمد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم قبل عشرة قرناً من اليوم بهذه الحقيقة التي عجز عنها أهل الطب والاختصاص؟
هذه الحقيقة العلمية التي جاءت في سياق الخبر عن قوم أحبوا الله وأحبهم فنالتهم العناية الإلهية العظيمة التي لم تتوقف عند إنقاذهم من أعدائهم فحسب، بل تعدته إلى تقليبهم أثناء نومهم لئلا يصيبهم ما يصيب النائم لفترة طويلة دون تقليب، ?وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ? ولم يذكر الجهات الأخرى لأن النوم على الظهر هو الأصل في النائم حيث مركز الثقل يكون فيه أكبر وأوسع، فهل كان محمد صلى الله عليه وسلم يعلم بهذه الحقيقة؟ وهو رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب ليتفوق على علماء العصر بهذه الحقيقة؟
لا شك أن الذي أخبره بتلك الحقيقة هو الله الذي خلق الإنسان، والذي يعلم ما يحتاجه هذا المخلوق، وأن الذي أنزلها وأنزل غيرها من الحقائق على محمد هو الله، وأن القرآن بعد ذلك حق من عند الله، وهو كلامه الذي أنزله على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وليس كلام بشر افتراه أو علّمه بشر، ليكون لنا نوراً وبرهاناً ومنهاجاً إلى يوم القيامة، به نسترشد وعليه نعوّل، ومنه نستزيد بالإيمان والهدى والحق، وصدق الله القائل: ?وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ? [الحج:54].
المقال / للأستاذ المتخصص: قسطاس إبراهيم النعيمي جزاه الله خيرا.
ودمتِ ناشرة للخير دوما
ـ[نبض المدينة]ــــــــ[18 - 09 - 2010, 05:21 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
أختي المتألقة: نبض المدينة
جزاك الله الجنة، وبوأك أعلى مراتبها، وذكرك الله فيمن عنده على موضوعك القيم هذا، أسأل الله ألا يحرمك الأجر والمثوبة / اللهم آمين.
ما زلنا نتابع؛ حتى نستفيد.
ولو تسمحين لي بهذه الإضاءة حول هذه الآية:
أقوال المفسرين لقوله تعالى: ?وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ? [الكهف:18]
تقاربت أقوال المفسرين في أسباب التقليب، وعدد مراته، وكيفيته، ومصدره، وتعليل ذلك، وهو أن تقلبهم كان لجهة اليمين واليسار، والذي يقلبهم هو الله سبحانه، بإرسال ملك لتقلبيهم، وأن التقليب كان مرتين في كل سنة أو في مدة رقتدتهم كلها، وعللوا ذلك التقليب بأنه لئلا تأكلهم الأرض.
¥