(2) تحول المضغة إلي العظام: يستمر طور المضغة من نهاية الأسبوع الرابع إلي نهاية الأسبوع السادس من عمر الجنين (أي من حوالي اليوم السادس والعشرين إلي اليوم الثاني والأربعين من تاريخ الإخصاب) ثم ينتقل إلي طور آخر سماه القرآن الكريم باسم طور العظام ويتم في خلال الأسبوع السابع من عمر الجنين (في حدود الأيام 43 إلي 49 من تاريخ الإخصاب) , وفي هذه الفترة يبدأ انتشار الهيكل العظمي للجنين وذلك بالتكلس التدريجي للغضاريف التي تم تكونها في مرحلة المضغة حول عدد من المنابت العضوية. وبتكون العظام يبدأ الجنين (الذي يتراوح طوله بين 14 مم و 20 مم) , في تحقيق استقامة جذعه , وبروز أطراف أصابعه , وظهور حويصلات مخه , وفي ذلك يقول المصطفي (صلي الله عليه وسلم): إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها , وخلق سمعها وبصرها , وعظامها , ولحمها , وجلدها ... (أخرجه كل من الأئمة مسلم , أبو داود , والطبراني).
(3) كسوة العظام باللحم: بعد اكتمال تحول المضغة إلي عظام في نهاية الأسبوع السابع من عمر الجنين تبدأ عملية كسوة العظام باللحم (العضلات والجلد) في خلال الأسبوع الثامن (من اليوم الخمسين إلي السادس والخمسين بعد الإخصاب) , ويكون طول الجنين في هذه المرحلة بين 22 مم ,31 مم. وتنشأ خلايا العضلات عادة من الطبقة المتوسطة للمضغة وتخرج من بين فلقاتها ولذلك فإنها تنشأ مجزأة , وتنتقل بعيدا عن منطقة الفلقات ثم تنمو وتتصل مع بعضها البعض مكونة أعدادا من الخيوط والألياف الأنابيب العضلية التي تنتظم بالتدريج في حزم مميزة تتصل بغشاء العظام مكونة النسيج العضلي الذي يكسوها , والذي يتميز إلي كل من الجهاز العضلي للظهر , والجهاز العضلي للبطن والصدر , والرأس والأطراف ويزود كلا منها بفرع من العصب الشوكي.
خامسا: في قوله تعالي: ... ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين *:
بدءا من الأسبوع التاسع من عمر الجنين تأخذ صفاته الجسدية والشخصية في التمايز بتمايز كل أعضاء وأجهزة الجسم التي تنشط للعمل مع بعضها البعض في تناسق عجيب , وقد كسيت العظام باللحم (العضلات) والجلد , ويطلق القرآن الكريم علي هذه المرحلة اسم مرحلة النشأة وتمتد من اليوم السابع والخمسين إلي نهاية فترة الحمل في الأسبوع الثامن والثلاثين (حول اليوم السادس والستين بعد المائتين) , ويتراوح طول الجنين فيها بين 33 مم ,500 مم.
وفي هذه المرحلة يبدأ النمو بطيئا ويستمر بهذا البطء حتي بداية الأسبوع الثاني عشر , ثم تتسارع معدلات النمو في الحجم والتغير في الشكل فتتحرك العينان إلي مقدمة الوجه , وتنتقل الأذنان من الرقبة إلي الرأس , ويستطيل الطرفان السفليان بشكل ملحوظ.
ولتطاول المدة بين كسوة العظام باللحم وبين إنشاء الجنين (خلقا آخر) استخدم القرآن الكريم حرف العطف (ثم) الذي يفيد الترتيب مع التراخي.
هذه المراحل المتتالية في خلق جنين الإنسان لا يعرف علم الأجنة في قمة من قممه اليوم لأي منها اسما محددا , ولا وصفا محددا , ولايميزها إلا بأيام العمر. وسبق القرآن الكريم بوصفها وتسميتها , في مراحلها المتتالية بهذه الدقة العلمية المذهلة , وبهذا الشمول والكمال في زمن لم يكن متوافرا فيه أي من وسائل التكبير أو الكشف المستخدمة اليوم لمما يقطع بأن القرآن الكريم لايمكن أن يكون صناعة بشرية , بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله , وحفظه بعهده في نفس لغة وحيه (اللغة العربية) علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية وإلي أن يرث الله (تعالي) الأرض ومن عليها حتي يكون حجة علي الناس كافة إلي يوم الدين , كما يشهد ذلك للنبي والرسول الخاتم الذي تلقي القرآن الكريم بالنبوة وبالرسالة. وبأنه كان دوما موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض , فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه , ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين والحمد لله رب العالمين.
والله الموفق
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[29 - 08 - 2010, 02:31 م]ـ
الزهرة المتفائلة كفت ووفت بارك الله فيك وفيه
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
الأستاذ الفاضل:همبريالي
والأستاذ الفاضل: معاذ بن إبراهيم
¥