وقوله تعالى: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بماآتاكم} أي أعلمناكم بتقدم علمنا وسبق كتابتنا للأشياء قبل كونها, وتقديرنا الكائنات قبل وجودها, لتعلموا أن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم وما أخطأكم لم يكن ليصيبكم, فلا تأسوا على ما فاتكم لأنه لو قدر شيء لكان {ولا تفرحوا بما آتاكم} أي جاءكم, وتفسير آتاكم أي أعطاكم وكلاهما متلازم أي لا تفخروا على الناس بما أنعم الله به عليكم, فإن ذلك ليس بسعيكم ولا كدكم, وإنما هو عن قدر الله ورزقه لكم فلا تتخذوا نعم الله أشراً وبطراً تفخرون بها على الناس, ولهذا قال تعالى: {والله لا يحب كل مختال فخور} أي مختال في نفسه متكبر فخور أي على غيره. وقال عكرمة: ليس أحد إلا هو يفرح ويحزن ولكن اجعلوا الفرح شكراً والحزن صبراً. ثم قال تعالى: {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل} أي يفعلون المنكر ويحضون الناس عليه {ومن يتول} أي عن أمر الله وطاعته {فإن الله هو الغني الحميد} كما قال موسى عليه السلام {إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله لغني حميد}.
لفتة مهمة حول الآية من موقع ابن جبرين رحمه الله:
http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=57%20&nAya=22)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif كل مصيبة حدثت http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=57%20&nAya=22)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif ما أصاب في الأرض من جدب أو من قحط، أو من مرض، كل ذلك مكتوب في كتاب من قبل أن نبرأها، وكذلك ما أصابكم في أنفسكم من مرض، من موت، من فقر، من فتن، من قتل، كل ذلك مكتوب في كتاب: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=57%20&nAya=22)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif أي من قبل أن تحدث هذه المصيبة، بل من قبل خلق السماوات والأرض بما شاء الله بخمسين ألف سنة أو بأكثر من ذلك.
كما في بعض الأحاديث: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif كتب الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book44/Hits100968.htm) لماذا؟ http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=57%20&nAya=23)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif حتى لا تحزنوا وتأسفوا وتأسوا على ما فاتكم.
إذا فاتك شيء فلا تقل: ليتني فعلت كذا وكذا، وليتني ما ذهبت إلى هذا الموضع، وليتني ما ركبت هذه السيارة، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى شيء من ذلك بقوله: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book44/Hits100969.htm) .
فأنت مأمور قبل أن يحدث الشيء بأن تعمل وتفعل وتبذل السبب، ولكن متي حدث الأمر وفاتك الشيء فلا تلم نفسك، ولا تكثر التأسف والندم، ولا تقل: ليتني تقدمت ساعة حتى أفوز، ليتني تأخرت ساعة حتى أسلم من كذا وكذا، ليتني ساهمت مع فلان حتى أربح، وما أشبه ذلك. لا تقل هذا بل قل: قدر الله وما شاء فعل.
إذا أصابك شيء فارض بذلك، واعلم أن ذلك مكتوب عليك.
والله الموفق
اللهم اجعلنا لقضائك من الراضين ولنعمائك من الشاكرين / اللهم آمين.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[08 - 09 - 2010, 05:32 م]ـ
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ*الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[08 - 09 - 2010, 11:08 م]ـ
أخى ابن القاضى أختى زهرة بارك الله فيكما و فى جهدكما
¥