تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقد جاء في مسند أحمد من طريق أبي هريرة قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من اليهود قد صاموا يوم عاشوراء، فقال: ما هذا من الصوم؟ قالوا: هذا اليوم الذي نجى الله موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغرق فيه فرعون، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح وموسى شكراً لله تعالى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أحق بموسى وأحق بصوم هذا اليوم، فأمر أصحابه بالصوم، وفيه جهالة كما ذكره الهيثمي في المجمع.

وهنا تنبيه:

ينفي بعض المستشرقين صيام قريش لعاشوراء، ويرون ذلك محاولة لإرجاع عقيدة عاشوراء اليهودية الأصل إلى الحنيفية ملة إبراهيم!!.

بينما يقال في ذلك:

ما كان موسى عليه السلام إلا حنيفياً على ملة إبراهيم عليه السلام، وقد ثبت في السنة صيام قريش لعاشوراء وكسوتهم فيها الكعبة، ويبعد أن يكون هذا مما أخذته قريش عن اليهود؛ لأن قريشاً كانت تفعل ذلك في العاشر من محرم، أي على الأصل، بينما اليهود حرفت التاريخ الشهري إلى التقويم الشمسي فأصبح عاشوراء في ربيع الأول، ولو كانت قريشاً أخذته عن اليهود لجعلته في نفس يومهم، والله أعلم.

المسألة الرابعة: هل يستدل بصيام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء بجواز اتخاذ أيام تخصص للصيام لحدوث أحداث فيها؟

لا يستدل بذلك لأمور:

1 - لأن صيام عاشوراء توقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

2 - تخصيص أيام سيجعلها أعياداً وهذا منهي عنه في الشريعة.

3 - يجاب عن عاشوراء وصيام يوم الاثنين الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه صيامه مأمور به في الشريعة، وبأن هاتين المناسبتين حدث فيها نعم كثيرة وليس لأنهما عيد.

المسألة الخامسة: هل عاشوراء اسم إسلامي أم جاهلي؟

قال الحافظ (6/ 280): "وزعم ابن دريد أنه اسم إسلامي، وأنه لا يعرف في الجاهلية، ورد ذلك عليه ابن دحية بأن ابن الأعرابي حكي أنه سمع في كلامهم خابوراء" أ. هـ.

وخابوراء: اسم مكان، ومراد ابن دريد أن (فاعولا) ليس من أوزان العرب في كلامها.

المسألة السادسة: معنى صيغة عاشوراء "فاعولا":

قال القرطبي رحمه الله: عاشوراء: معدولٌ عن عاشرة للمبالغة والتعظيم، وهو في الأصل صفة لليلة العاشرة لأنه مأخوذ من العشر الذي هو اسم العقد واليوم مضاف إليها، فإن قيل يوم عاشوراء فكأنه قيل يوم الليلة العاشرة، إلا أنهم لما عدلوا به عن الصفة غلبت عليه الاسمية، فاستغنوا عن الموصوف فحذفوا الليلة فصار هذا اللفظ علماً على اليوم العاشر.

المسألة السابعة: وزن "فاعولا":

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (6/ 280): "وذكر أبو منصور الجواليقي أنه لم يسمع فاعولاء إلا هذا، وضاروراء، وساروراء، ودالولاء، من الضار والسار والدال".

وعلى هذا فالصيغة تدل على قلة في استعمال العرب لها، إلا على وجه التعظيم للشيء.

المسألة الثامنة: النبي صلى الله عليه وسلم صامه قبل الهجرة:

ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم صامه في مكة قبل الهجرة، فلما قدم المدينة وجد اليهود يصومونه.

ويفيد قوله "ما هذا اليوم لذي تصومونه؟ " أنه لم يكن صيامه قبل الهجرة لأجل نجاة موسى عليه السلام من الغرق وإنما لأمر آخر الله أعلم به، وهذا يؤيد أن صيام عاشوراء كان من بقايا دين إبراهيم عليه السلام.

المسألة التاسعة: متى كانت اليهود تصوم عاشوراء؟

ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وجد اليهود يصومون، ومعلوم أن قدومه كان في ربيع الأول، فهذا يدل على أن اليهود حين اعتمدوا على التاريخ الشمسي، وتركوا ميراث النبوة في التقويم الهلالي صار بهم الحال إلى أن تأخرت الأيام في حقهم حتى أصبح عاشوراء في ربيع الأول حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ويؤيد ذلك ما جاء عند الطبراني: "أنهم وكانوا يأتون فلانا اليهودي - يعني ليحسب لهم - فلما مات أتوا زيد بن ثابت فسألوه" قال الحافظ في الفتح (6/ 284): وسنده حسن.

والمراد أن الحساب بالتقويم الشمسي لا يعرفه كل أحد لأنه يقتضي الحساب والكتابة، وظاهر الرواية يفيد أن التقويم الشمسي من تحريف الأحبار ليستأثروا به، ويكون بيدهم الأمر دون الناس، وهذا من العلو في الأرض، وابتغاء العلم لغير الله تعالى.

المسألة العاشرة: الرافضة وصيام عاشوراء:

هناك فئتان ضالتان في صيام عاشوراء، وهما:

1 - الرافضة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير