تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قالوا: إنَّ العالِم الرَّبانىَّ الذي تعلَّم صغار العِلْمِ قبل كِباره قال بعضُ السَّلفِ: أن يأخُذ صِغارَ العلم قبل الكبار فمثلُ هذا ينفع اللهُ به ويفتح اللهُ عليه من رحمته، ومن الآن تُجنِّدُ نفسك أنَّ فضلَ اللهِ عظيمٌ، وأنَّ الله- I- كما علَّمَ آدم وفهَّم سُليمان يُعلِّمُك ويُفَهِّمُك وقال الله يخاطب نبيَّه: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} [طه، آية: 114] العلم علمُه- I- ، والفهم من الله- Y- فلذلك ينبغى عليك ألاَّ تسأم ولا تملَّ؛ لكِنْ المنهجية .. إن كُنتَ في بداية الطلب والمسألة خلافية أوصيك بثلاث جُزئيَّات:

الجُزئية الأُولى: أن تفهم عن أي شىءٍ تتكلَّم هذه المسألة الذي هو التصوُّر. تحاول عند حكاية الأقوال وشرح الأقوال أن تفهم ما هي هذه المسألة عن أي شىءٍ تتحدَّث عن جواز الشىءِ وحُرْمتِه .. ؟! أي تفهم.

ثُمَّ بعد ذلك تترك الأقوال من الذي قال؟ وحجتُّه، ودليلُه إلى أن تأتي إلى الرَّاجح فتنظر إلى القول الراجح وتأخذ دليله إذا كنت لا تستطيع أن تُدْرِكَ بعُمقٍ.

فهذا أمرٌ يسعُ الإنسانَ المُبتدىءَ اليوم تبدأ بهذه الطريقة وتستمرُّ عليها الأسبوع الأول .. والأسبوع الثاني تبدأ بكتابة ورقة .. رؤس أقلام تذكر فيها ثم ترجع وتسمع الشريط مرَّةً ثانيةً وثالثةُ.

الأسبوع الثانى تضبط، الأسبوع الثالث وإذا بك أصبح الفهمُ لرؤس الأقلامِ عندك سجيَّةً وإلْفَاً، فتصبح تفهم شيئاً زائداً عن الفهم، وهذه فتوحُ اللَّهِ على طالب العلم.

يبدأ أوَّل ما يبدأُ بالقليل فإذا علم اللَّهُ من قلبه الخير والإخلاصَ وإرادة وجهِه فتح له بالكثير، حتَّى يُصبحَ يجلسُ المجلِسَ فيه المُطَوَّلات والمناقشات والأقوال والرُّدود فيخرج وقد جمع علماً كثيراً وخيراً كثيراً بل لرُبَّما يجلس في المجلس بعد أن اعتاد يستطيع إذا ذُكر الدليلُ أن يعرف كيف يستدلُّ صاحب القول قبل أن يُذكَرَ وجه دِلالته وهذا مُجَرَّبٌ ومُشَاهدٌ؛ ولَكِنْ وطِّنْ نفَسك بالإخلاص، وبقوة العزيمة، ولا تسأمْ وأوصى طالِبَ العلم -خاصةً ونحن في بداية الكتاب أي شىءٍ تجدُه في قلبك من السآمة والملل وسوء الظَّنِّ .. وهذا شىءٌ صعب .. وهذا شيءٌ .. كلهُّ من الشيطان والنفسِ الأمَّارةِ بالسوء وأي شىءٍ وجدته سيفتح اللهُ يُيَسِّرُ اللهُ .. إن شاء الله يُعينُ الله .. أنا أبذلُ ما أستطيع .. " يكون من لَمَّة المَلَك، وإذا بالله- U- يكون عند حُسْنِ ظنِّك فإن ظننتَ به خيراً كان لك منه من الخير ما يكون فوق الحًسْبَان ولذلك يقول اللَّهُ- Y- : { إِنْ يَعْلَمْ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْراً} [الأنفال، آية: 70]، فلذلك لا تَقُل: أنا عامِّى، ولا تقُل: أنا ما أعرف .. لستُ من طُلاَّب العلم. لا .. !! أنت طالِبُ عِلْمٍ في كُلِّ شىءٍ تفهمه وأي حكمة تتعلَّمُها فأنت طالِبُ عِلْمٍ لأنك تحتاجها، وطالبُ العِلمِ لا يختصُّ بإنسانٍ مُعيَّنٍ مُفَرَّغٍ تمام التفرُّغ لطلب العلم قد يكون الإنسانُ طالبَ عِلْمٍ وهو حدَّاد .. وهو نجَّار، وقد يفوق طُلاَّب العلم المُتفرِّغين لطلب العلم بإخلاصِه وجدِّه ومثابرته وصدق عزيمته.

الشاشى القفَّال إِمامٌ من الأئمة وديوان من دواوين العلم قوىُّ الباع في الفقه كان آيةً في الفقه؛ والسبب أنَّه كان يصنع الأقفال وجاء إلى الخليفة فأوقِفَ بالباب ومُنِع من الدخول، ثُمَّ دخل رجلٌ فقال: من هذا .. ؟! قالوا: هذا عالِمٌ ثُمَّ دخل ثانٍ قالوا: هذا قاضٍ فسأل: ما هذا.؟ قالوا: هؤلاء أهل العلم فنظرَهم يدخلون بدون استئذان، يُجَلَّون ويُكرمون، فأحسَّ بقدر العلم فأقبل على العلم بعد الكِبَر، وفتح اللهُ له من أبواب رحمته حتَّى أصبح من دواوين العلم، وممَّنيُذكر في قوة الفقه وسعة الباع، وله في علم الخلاف الفقهي كتبٌ نفع اللهُ بها كثيراً، فلذلك لا تقف عند حدٍّ وذلك فضل الله يُؤتيه من يشاء، وأعرفُ من كان طبيباً ومن كان مُمرضاً بعيداً عن العلم حتَّى سبحان الله .. !! فتح الله عليه وأفاض عليه من خيره حتَّى نفع الَّلهُ به وانتفع، العلم لا يقف عند حدٍّ ذلك فضل الله يُؤتيه من يشاء - فنسأل اللهَ العظيم أن يُؤتينا وإيَّاكم من فضله، وأن يرزُقَنا مِنْ واسع رحمته -، والله تعالى أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير