تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يعرف الحديث إلا في مجلس العلم، ولا يعرف فتحة الكتاب إلا في مجلس العلم، ثم إذا رجع رمى الكتاب واشتغل بزوجته وأولاده ولا يدري عن شيء، ثم يقول إنه طالب علم، ثم يأتي ويصيح: يا شيخ، أنا طالب علم، وعندي هم وغم، نعم هم وغم قد يسلط الله بإضاعة الأمانة، أنا طالب علم لا أجد روحانية العلم، متى كنت طالب علم، قبل أن تكون أصابني والهم والغم، هذا الذي نريد، نريد منهجها صحيحا.

ـ[مجد الدين السلفى]ــــــــ[13 - 01 - 10, 09:45 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

المنهجية في طلب العلم لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ

السؤال:

هذان سؤالان يؤديان إلى سؤال واحد أما الأول يقول: يا شيخ كيف الطريقة لطلب العلم النافع؟ والسائل الآخر يقول: يا شيخ إني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يجمعنا بكم في دار كرامته، وأريد إن شاء الله أن أكون عالمًا سلفيًّا مدافعًا عن السلفية حتى آخر نقطة من دمي، فما توجيهكم؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:

فإجابة على السؤال الأول: قد كتب العلماء في هذا الموضوع: الطريق في طلب العلم، وكيف يتدرج الإنسان ويترقى فيه، وما يلزم ذلك من التجرد والإخلاص لله رب العالمين، الذي هو أساس في طلب العلم؛ لأن طلب العلم عبادة ومن أفضل ما يتقرب به إلى الله، بل وأفضل من جميع التطوعات، التطوع في الجهاد والصلاة وغير ذلك من التطوعات، لأن السعادة في الدنيا والآخرة متوقفة على العلم الذي جاء به الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ الذي أوحاه إليهم رب العباد، الذي خلق الخلق لعبادته، وأرسل الرسل لهداية البشر إلى ما يسعدهم في الدنيا والآخرة.

وعلى كل حال: الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ربّى أصحابه على القرآن، وكان يعلمهم عشر آيات، يحفظونها، ويتفقهون فيها، ولا ينتقلون إلى غيرها إلا بعد أن أتقنوها علمًا وعملاً.

فأنصح طلاب العلم: بالعناية بالقرآن حفظًا ودراسة وتفهمًا، وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبدأ من العقائد بالمنهج الذي اختاره أئمة الدعوة؛ فيبدأ في العقيدة في توحيد العبادة بـ (كتاب التوحيد)، أو (الأصول الثلاثة) و (كشف الشبهات)، وأعمها وأحسنها ترتيبًا وأوفاها هو (كتاب التوحيد) الذي يندر أن يؤلف مثله في أبواب هذا التوحيد.

ثم شروح هذا الكتاب (فتح المجيد) و (تيسير العزيز الحميد) و (قرة عيون الموحدين) وما شاكل ذلك، بالإضافة إلى الرجوع إلى كتب التفسير المتعلقة بالآيات التي تتصدر أبواب هذا الكتاب، فإن ذلك مما يوسع معرفة الطالب ويفتح أمامه آفاقًا علمية.

وفي توحيد الأسماء والصفات: كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الواسطية)، ثم (الحموية)، ثم (التدمرية) ثم يتلوها شرح ابن أبي العز على (العقيدة الطحاوية).

وفي الأحكام ومعرفة الحلال والحرام والمعاملات وما شاكل ذلك: يأخذ (بلوغ المرام) أو (عمدة الأحكام) وإن استطاع حفظ ذلك فياحبذا، ويرجع إلى شروح مثل هذين الكتابين.

ثم يتدرج بعد ذلك في هذه الأبواب الثلاثة: فيأخذ من كتب اللغة ما يساعده على فهم مراد الله ـ تبارك وتعالى ـ ومن أبواب اللغة النحو والصرف والمعاني والبيان وما شاكل ذلك، فإن هذه يعرف بها مراد الله من القرآن، ويعرف بذلك إعجاز القرآن.

ويدرس كتب مصطلح الحديث يبدأ مثلا بـ (نزهة النظر) ثم (دليل أرباب الفلاح) للشيخ حافظ الحكمي، ثم (اختصار علوم الحديث) لابن كثير، ثم يترقى إلى دراسة الكتب الموسعة.

ويأخذ من أصول الفقه، يتدرج مثلاً من (الورقات) إلى (الروضة) إلى ما شاكلها، حتى تتوافر العلوم التي تساعده على فهم كتاب الله ـ تبارك وتعالى ـ وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا.

هذه البداية وينطلق منها بعد ذلك إلى كتب العقائد الموسعة، كتب السلف وهي كثيرة وإلى شروح السنة مثل (سبل السلام)، (المنتقى)، (فتح الباري) وما شاكل ذلك من الكتب التي اعتنت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شرحًا وبيانًا، مع تجنب الإنحرافات العقدية التي قد توجد في بعض هذه الكتب ولا سيما (فتح الباري)، صاحب الفتح رحمه الله وقع في تخبط في الصفات والعقيدة ليته كان تجنبها، ولو تجنبها لكان شيخ الإسلام الثاني بعد ابن تيمية، ولكن لله في خلقه شئون.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير