قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ –رَحِمَهُ اللهُ-:
«لَا يُفْلِحُ فِي هَذَا الشَّأْنِ - يَعْنِي الْعِلْمَ - إِلَا مَنَ أَقْرَحَ الْبُرُّ قَلْبَهُ»
علق أَبُو بَكْرٍ الخطيب: وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَى الْحَالِ الصَّعْبَةِ إِلَّا مَنْ آثَرَ الْعِلْمَ عَلَى مَا عَدَاهُ، وَرَضِيَ بِهِ عِوَضًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سِوَاهُ
[1/ 105]
قَالَ شُعْبَةُ، –رَحِمَهُ اللهُ-:
«إِذَا كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ مِنْ دَقِيقٍ وَطُنٌّ مِنْ قَصَبٍ، فَلَا أُبَالِي مَا فَاتَنِي مِنَ الدُّنْيَا»
[1/ 105]
أَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الدِّمَشْقِيَّ، –رَحِمَهُ اللهُ-:
[البحر الوافر]
لَمَحْبَرَةٌ تُجَالِسُنِي نَهَارِي ... أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أُنْسِ الصَّدِيقِ
وَرِزْمَةُ كَاغِدٍ فِي الْبَيْتِ عِنْدِي ... أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عِدْلِ الدَّقِيقِ
وَلَطْمَةُ عَالِمٍ فِي الْخَدِّ مِنِّي ... أَلَذُّ لَدَيَّ مِنْ شُرْبِ الرَّحِيقِ»
[1/ 106]
قَالَ الشَّافِعِيُّ –رَحِمَهُ اللهُ-:
سُئِلَ بَعْضُ السَّلَفِ: مَا بَلَغَ مِنَ اشْتِغَالِكِ بِالْعِلْمِ؟ قَالَ: هُوَ سُلُوِّي إِذَا اهْتَمَمْتُ، وَلَذَّتِي إِذَا سَلَوْتُ، قَالَ: وَأَنْشَدَنِي الشَّافِعِيُّ شِعْرَ نَفْسِهِ:
[البحر الطويل]
وَمَا أَنَا بِالْغَيْرَانِ مِنْ دُونِ أَهْلِهِ ... إِذَا أَنَا لَمْ أَضْحَ غَيُورًا عَلَى عِلْمِي
طَبِيبُ فُؤَادِي مُذْ ثَلَاثِينَ حَجَّةً ... وَصَيْقَلُ ذِهْنِي وَالْمُفَرِّجُ عَنْ هَمِّي"
[1/ 106]
قَالَ الْوَلِيدُ، يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ –رَحِمَهُ اللهُ-:
كُنَّا إِذَا جَالَسْنَا الْأَوْزَاعِيَّ فَرَأَى فِينَا حَدَثًا، قَالَ: يَا غُلَامُ، قَرَأْتَ الْقُرْآنَ؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اقْرَأْ: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النساء: 11] وَإِنْ قَالَ: لَا، قَالَ: اذْهَبْ، تَعَلَّمِ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُبَ الْعِلْمَ;
[1/ 108]