تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تنتج العقول البشرية آلاف الكتب والنشرات والصحف والمجلات والأعمال الإبداعية العلمية المدونة بشتى وسائل الحصر والتدوين، والتي تزايدت بشكل هائل في عصر التقانة الحديثة.

وما هي إلا صدى لقسم المولى عز وجل بالقلم وما ينتجه وإنه لمن الصعب على المسلم الواعي الاستعلام بالسرعة والدقة الكافيتين عن كل ما تنتجه العقول البشرية في عصر الانفجار المعرفي.

واختيار المرجع المعرفي المناسب للتواصل العلمي معه.

ولذلك فإن الببليوغرافيا الإسلامية نقلة نوعية في سبيل تحقيق ذلك.

الحمد لله شرفنا بخدمة دينه الحنيف، ورفع أمتنا به فوق الأمم، وشرّع لها العلم طريقاً للهداية، ودليلاً للوصول، وصلى الله على الدليل الهادي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فمن المعروف أن العلوم الشرعية منها ما هو علم مقصود لذاته وهي (علوم المقاصد) كالتفسير والتوحيد والفقه…، ومنها ما هو مقصود لغيره (علوم الوسائل)، كأصول الحديث والفقه والعربية وعلم الفهرسة…

ونظراً لعظمة علوم الشريعة واتساعها وجلالة قدرها، فإن الواجب على الباحثين فيها أن يوسعوا دائرة علوم الوسائل التي تسهم في خدمتها وتيسير الوصول إليها، وخصوصاً في هذا العصر الذي تفاقمت فيه المعرفة، وازدادت فيه العلوم تكاثراً، كما تميز بالتقنية العلمية التي تختصر الجهد والوقت.

ولذلك فإن علوم الشريعة وما يتعلق بها من علماء ومدارس وكتب وعناوين هي مما يجب على مؤسسات البحث العلمي أن تمنحه فرصة الظهور، وتقدم له الخدمات التي تسهم في تطويره وذلك عبر علوم الوسائل المتنوعة.

سلسلة البيبليوغرافيا الإسلامية محاولة جادة لخدمة علوم الشريعة وما يتعلق بها، عن طريق الأدلة والتي تشمل الرسائل الجامعية أو الكتب والمؤلفات أو الجامعات والمعاهد الشرعية والنشرات البيبليوغرافية والتي تحتوي على معلومات هامة حول مواضيع متنوعة تنوع العلوم الشرعية.

ومن المعروف أن البيبليوغرافيا عمل مؤسساتي، غالباً ما تقوم فيه مجموعات كبيرة من الباحثين بهدف رصد كل جديد وإدخال البيانات بشكل متناسق ونشرها وتوزيعها.

وعسى أن تكون هذه السلسلة نواة لمؤسسة بيبليوغرافية مخصصة لرصد النتاج العلمي الإسلامي وفهرسة بياناته بالشكل الذي يخدم الباحثين أو كل من يحتاج إلى معلومات عنه على غرار بنوك المعلومات والمعارف والتي انتشرت بشكل كبير في الغرب وما ذلك على الله بعزيز.

هذا ويرجع مصطلح البيبليوغرافيا إلى العهد الإغريقي، وهو مركب من كلمتين (بيبليو) Biblio ومعناها كتاب، وغراف Graph ومعناها رسم أو وصف وتجميع التركيبة في كلمة واحدة تعني (وصف الكتاب).

وتأتي البيبليوغرافيا في الوقت الحاضر في مقدمة العلوم المكتبية من حيث جمع وحصر الإنتاج الفكري البشري، والتعريف به وتقديمه في القوائم البيبليوغرافيا، وفهارس المكتبات، والكشافات، ونشرات الاستخلاص، والأدلة، والمراصد البيبليوغرافية…

ولا بد من الإشارة إلى أن هذا العلم ليس وليد القرن الحالي بل قد عرف علماء المسلمين البيبليوغرافية، وإن من أهم الأعمال البيبليوغرافية الإسلامية القديمة:

1 - كتاب الفهرست لابن النديم، يعتبر من أرقى التصانيف التي وجدت في عصره، والتي وجدت لعدة قرون من بعده، من حيث شموليته التي عكست تماماً شتى مجالات المعرفة التي وجدت آنذاك.

2 - مفتاح السعادة ومصباح السيادة عام 948ه، لطاش كبرى زاده وقد اعتبره المؤرخون والاختصاصيون مرجعاً بيبليوغرافياً قيماً يشتمل على أسماء الكتب المؤلفة في مختلف العلوم والمعارف البشرية.

3 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ألف كتاب كشف الظنون العالم التركي مصطفى بن عبد الله المشهور حاجي خليفة، وقد تأثر في كتابه هذا بكل من الفهرست لابن النديم، ومفتاح السعادة، ومصباح السيادة لطاش كبرى زاده فأخذ عنهما وسار على نهجهما.

وانتهى من تأليفه بعد عمل متواصل يبحث ويطالع ويجمع دام عشرون عاماً ليقدم بهذا العمل البيبليوغرافي خدمة جليلة لعلوم الشريعة، وللعاملين في المكتبات والاختصاصيين والباحثين والدارسين لحقبة طويلة لأكثر من عشرة قرون.

وغيرها من الأعمال البيبليوغرافية التي ألفها علماء الأمة الإسلامية وشكلت نواة لولادة هذا العلم الجليل وأساساً لانطلاقته.

مساحة سلسلة البيبليوغرافيا الإسلامية:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير