تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشِّدَّة في النقد .. بين الإفراط والتفريط

ـ[النقّاد]ــــــــ[27 - 09 - 04, 01:03 ص]ـ

.

عاب عليَّ بعضُ الأحباب في أحد المواضيع وصفي لتحريفٍ ظاهر الخطأ لا اشتباه فيه , وقع من بعض طلبة العلم المعاصرين = بأنه قبيح , بل ذهب بعضهم إلى أن هذا من قلة الأدب , وادعى آخر أنه لا وجود لمثل هذا اللفظ فيما كتبه أهل العلم في ردودهم وتعقباتهم ...

وأولاً: أنا لا أدعو إلى القسوة والشدة في النقد مطلقًا , ولكن لكل مقام مقال ..

فهناك خطأ مطبعي , وهناك تصحيف يحتمل وقوعه ويقل ضرره , وهناك تحريفٌ قبيحٌ ظاهر الخطأ لا يشتبه على الفطن , وهناك تحريفٌ في اسم لا يدل عليه ما قبله ولا ما بعده , وهناك تحريفٌ يحيل المعنى ويقلبه رأسًا على عقب , وهناك ... وهناك ...

فمن الخطأ التسوية بين هذه جميعا بالشدة أو بالتساهل .. وما هذا بمنهج أهل العلم ..

ووضع الندى في موضع السيف في العلى * مُضِرٌّ كوضع السيف في موضع الندى

وثانيًا: إلى أولئك الأحباب هذه الأمثلة اليسيرة على وصف بعض أهل العلم لأخطاء بعض كبار أهل العلم بأنها قبيحة ..

قال الخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (1/ 75): «قد وهم البخاري في تفريقه بينهما , وأخطأ أيضا خطأ قبيحًا حيث ذكره بالنون والصواب بابي بالباء كما ذكره أولا». يقصد ((بابي)) مولى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه , وقع في نسخة الخطيب

من «التاريخ»: ((نابي)) بالنون , والصواب: ((بابي)) بالباء.

فهذا الخطيب يقول هذا في البخاري على مثل هذا الخطأ , وهو خطأ في اسم قليل الوقوع , لا مجال للاجتهاد فيه , ولا تدل عليه لغة , فالعذر فيه لو وقع له مجالٌ فسيح! فأين من يستنكر ويتباكى على إطلاق هذا على تحريفٍ ظاهرٍ واضحٍ لا اشتباه فيه وقع من طالب علم معاصر؟!

وقد استعظم العلامة المعلمي - وحقَّ له - إطلاق مثل هذا اللفظ على البخاري؛ لأنه البخاري , ولأنه خطأ يسير , ثم لأن الصواب مع البخاري والخطأ إنما هو من نسخة الخطيب.

وفي «المسند» (4/ 247): « ... عن مصعب بن عبد الله الزبيري , حدثني مالك بن أنس , عن ابن شهاب , عن عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة .. فذكر هذا الحديث. قال مصعب: وأخطأ فيه مالك خطأ قبيحًا». وانظر: «التمهيد» (11/ 122).

ولم ينكر ذلك عليه أحد!

وقال الإمام الورع الزاهد النووي في «شرح مسلم» (15/ 217): «وقد صحف صاحب التحرير في هذا الحديث تصحيفًا قبيحًا جدًّا فقال: ما عدا سودة. بالدال. وجعلها سودة بنت زمعة , وهذا من الغلط الفاحش نبهت عليه لئلا يغتر به».

فأين هذا ممن صحَّف «سبي حنين» إلى «سبي خيبر»؟!

وقال ابن حجر في «تعجيل المنفعة» (39): «وكتبه الحسيني بخطه: شقيق بفتح المعجمة وقافين الأولى مكسورة ,

فصحَّف تصحيفًا قبيحًا».

والأمثلة كثيرة جدًّا .. وليس الغرض الاستقصاء ..

ومن أراد الوقوف على بعضها فليبحث في البرامج عن كلمة «قبيح» «قبيحا» «فاحش» ... . إلى آخره ..

فهل سيمحوا إخواننا هذه الألفاظ من هذه الكتب , أم سيرموا أئمتنا بقلة الأدب لاستعمالهم إياها مع أهل العلم؟!!

أم سيحملوا كل لفظ على موضعه وسياقه الذي ورد فيه والحاجة التي دعت إليه .. لعل هذا هو الأجمل بهم ..

والله الموفق ,,

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 09 - 04, 07:55 م]ـ

أحسنت أخي الكريم الشيخ النقاد وفقك الله، ونفع بجهودك ..

وأنا ـ والله ـ مستشكل جدا لمطالبات هؤلاء الإخوة التي جاءت في مواضيع عديدة .. ولمزوا كل من خرج عن ذا!

وإذا ذهب ذاك اليوم، أو بعضه .. رأيت لأحدهم نحو الذي عاب على أخيه!

لأنه كتب في حال غير حال أخيه.

وأظن أن بعض هذا من ردود الفعل لما يحدث في بعض المواقع من الشتائم، والسباب، والكلام البذيء ..

فطالب الإخوة بسقف عال جدا من الخطاب في حال الرضا، والغضب يخرجنا من سياق البشر!

فيُراد من الراد على خطأ، أو وهم .. أيا كان نوعه أن يقدم بمقدمة طويلة يبين فيها فضل هذا المنتقد، أو المردود عليه ..

فمثلا: وجدت خطأ، أو تصحيفا ... لعالم، أو طالب علم .. فلابد قبل التنبيه عليه أن تقول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير