تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقدمة العلامة المعلمي ـ رحمه الله ـ لكتاب المنار المنيف للإمام ابن القيم]

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[02 - 09 - 04, 01:35 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وقفت على الرسالة المطبوعة باسم المنار، تصنيف الإمام العلامة المحقق أبي عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية - رحمه الله - فأقبلت على مطالعتها، فعثرت على خطأ في بعض الأسماء والألفاظ، فكنت أشير إلى ذلك في حاشية النسخة، فاتفق أن وقف عليه حضرة البحاثة المدقق الشيخ سليمان بن عبد الرحمن الصنيع، وكان هو قد لاحظ عدة من ذلك عند مطالعته الرسالة، فحثني على تتبعها وتقييدها، فعدت للمطالعة مرة أخرى مع مراجعة كتب الحديث وغيرها. وكان مما راجعته: الموضوعات للملا علي قارىء، وإذا به قد نقل قريباً من ثلثي هذه الرسالة.

قال في ص (130) من موضوعاته المطبوع - استنبول سنة 289 هـ: فصل: وقد سئل ابن قيم الجوزية: هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن ينظر في سنده؟ فقال: هذا سؤال عظيم القدر. . فساق المسألة الخامسة الواقعة في هذا المطبوع من أول ص (15) إلى آخر ص (51)، لم يحذف إلا يسيراً كبعض الكلام في شأن الخضر، وقد يفصل بين كلام ابن القيم بكلام من عنده مميزاً له بقوله في أوله قلت وفي آخره ثم قال.

وفي مكتبة الحرم المكي نسخة مخطوطة من موضوعاته برقم (420) من كتب الحديث، كتبت سنة 280 أهـ بخط الشيخ محمد صالح ابن الشيخ محمد أمين وعليها تعليقات بخطه، فعارضت بذاك النقل، ثم أفادني الشيخ سليمان بالقصة التي أدت إلى طبع الرسالة، وأرى أن أسردها بلفظه، قال: كنت يوماً بحضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبد الملك ابن إبراهيم آل الشيخ رئيس هيئات الأمر بالمعروف، فكان مما أفاده أن بعض طلبة العلم أخبره أنه اطلع في مكتبة آل الرواف من وجهاء أهل بريدة إحدى مدن القصيم على نسخة من المسائل الطرابلسية ونسخة من المنار كلاهما لابن القيم، وأفاد فضيلة الشيخ أنه كاتب آل الرواف وأنهم لم يجدوا الكتابين، ولعلهما مما استعير فذهب.

وأرانا الشيخ فوائد نقلها ذاك الطالب من المنار وإذا منها كلام في حديث: لا مهدي إلا عيسى وفيه نقل عن مناقب الشافعي لمحمد بن الحسن الأسنوي.

كان في هذا الخبر ما يستغرب فإنا لم نكن نعرف كتاباً لابن القيم باسم المنار ولا نعرف من مؤلفي مناقب الشافعي من يقال له محمد بن الحسن الأسنوي، فبقيت بعد ذلك أبحث عن هذا، فراجعت كتب التراجم والفهارس فلم أظفر بشيء حتى نظرت في كتاب حديث هو كتاب هداية العارفين في أسماء المؤلفين لإسماعيل باشا، فوجدته ذكر في مؤلفات ابن القيم المنار المنيف في الصحيح والضعيف.

ثم اتفق أن ذهبت في إجازة رسمية إلى مصر وكان ذلك في رمضان سنة 1375 هـ، فزرت دار الكتب المصرية، وبحثت عن الكتاب فلم أجده، ثم راجعت فهارس المكاتب الأخرى، فوجدت ذكر المنار لابن القيم في فهرس مكتبة برلين رقم 1069 ترجمتها: أن النسخة في (42) ورقة، ونقل عبارة من أوله وعبارة من آخره، فكتبت حينئذ إلى فضيلة الشيخ عبد الملك أخبره بذلك، وأنه ممكن - بواسطة الأخ الفاضل فؤاد السيد رئيس قسم المخطوطات بدار الكتب - الحصول على صور من الكتاب، وعقب ذلك قدم الأخ فؤاد السيد للحج، واجتمع بفضيلة الشيخ عبد الملك وجرى ذكر الكتاب، فوعد الأخ فؤاد السيد باستحضار صور منه، ولما عاد إلى مصر وفى بوعده فاستحضر الصور، وصور منها نسخة أخرى وأرسلها لفضيلة الشيخ عبد الملك، ولما حضرت لدى فضيلته بشرني بذلك وأطلعني على المصور، فقلت: لو تتكرمون بالأمر بطبعه، وحالاً - كعادته في المبادرة إلى أعمال الخير ونشر العلم - أمر سكرتيره الخاص أحمد محمد باشميل أن يكتب إلى فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي أن يأخذ صوراً أخرى من النسخة التي لدى الأخ فؤاد السيد، ويستنسخ منها مسودةً للطبع، ويقوم بطبع الكتاب، ولم يكتف فضيلته بذلك بل أردفه بمحادثة تلفونية مع الشيخ حامد.

فقام الشيخ حامد بالطبع على نفقة الشيخ عبد الملك، وقدم بالنسخ معه في رجب هذه السنة.

بعد أن قص الشيخ سليمان هذه القصة ذكرت له أنه لأجل إتمام عملي في الرسالة يحسن المعارضة بالنسخة المصورة إذ قد تكون صورة أوضح من صورة، وقد يتضح لقارىء ما التبس على قارىء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير