هل أصلح لأن أكون محققاً؟ (ماهي شروط المحقق؟)
ـ[صغير المحدثين]ــــــــ[01 - 09 - 04, 01:48 م]ـ
أيها الأحبة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وبعد:
فأحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أحمده كما حبب لي العلم وزينه في نفسي ...
لدي سؤال دائماً يراودني ...
إذا كنت في طلب العلم، فهناك مايعينك على زيادة التحصيل ألا وهو تحقيق المخطوطات، فإن ذلك سيتطلب منك مراجعة العديد من الكتب والتقليب والقراءة من هنا وهناك ...
وسؤالي أيها الأحبة ...
ماهي شروط المحقق؟ وما رأيكم هل الأفضل للمبتدأ أن يحقق ويعض عمله على محقق آخر أقدم منه؟ أم يعرضها على شيخ عالم؟
وجزاكم الله خيراً والسلام عليكم ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 09 - 04, 11:20 م]ـ
الأفضل له المثابرة على طلب العلم، والاجتهاد في تحصيله، والحضور عند العلماء، وملازمتهم حتى يشتد عوده، ويتمكن بعد ذلك سيرى هو أمورا أخرى غير التي يراها في بداية طلبه.
وأما البداية بالتحقيق فهذا خطأ منهجي، ويسبب إهلاك أوقات كبيرة، وتخبطات أكبر هو في عافية عنها.
هذا باختصار، والموضوع يحتمل أكثر من هذا.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[02 - 09 - 04, 11:58 ص]ـ
جزى الله خيرا أخانا الشيخ السديس
وقد كان شيخنا الدكتور فاروق حمادة يؤكد على هذا المعنى، وينصح طلبة الدراسات العليا ألا يتوجهوا إلى التحقيق ابتداء.
وذلك أن الكثير يظنون أن التحقيق أسهل من التأليف، وذلك لأنهم يحسبون التحقيق منحصرا في قراءة المخطوطات، والتعريف بالأعلام المذكورين، وتخريج الأحاديث، مع مقدمة فيها ترجمة المؤلف ونحو ذلك.
والحق أن هذا يحسنه أي طالب علم، خاصة في هذا الزمان ..
لكن التحقيق أكبر من ذلك بكثير. وأول درجاته التمكن العالي من اللغة العربية، والخبرة الفائقة بعالم المخطوطات، والجلَد والصبر العاليين.
ونظرة عابرة في تحقيقات أمثال أحمد شاكر، وعبد السلام هارون، وأضرابهما تفيدك عن ماهية التحقيق وعظم خطورته.
وفي جميع الأحوال، فينبغي البدء بالطلب والتحصيل، ولا بأس أن يرافق ذلك تأليفات تدريبية، تمرن الطالب على الجمع والتحرير، على ألا يتعجل في نشرها.
فإذا آنس في نفسه التمكن، فلينتقل إلى التأليف في الفنون التي يتقنها.
وليجعل التحقيق أحد خياراته، ولا يخض فيه إلا بعد مراس طويل، وخبرة واسعة.
والله أعلم.
ـ[أبو عدنان محمد]ــــــــ[18 - 06 - 10, 10:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عسى الله أن ينفع بهذا:
شروط المحقق (اللغوي مثلاً) كثيرة:
أولًا: الإلمام بمعطيات النظام اللغوي بنية وتركيبًا ودلالة وأسلوبًا؛ النظام اللغوي -المستويات الأربع: الصوتي، والصرفي، والنحوي، والدلالي- هذه هي المستويات اللغوية الأربع، فالمحقق لا بد أن يكون ملمًا بهذه المستويات كلها، لماذا يلم بهذه المستويات؟ ألا يكفي مستوى أو مستويين؟ لا يكفي، عدم الإلمام بهذه المستويات لا يصل بالمحقق إلى الغاية المنشودة، فلكي يصل إلى الغاية المنشودة لا بد أن يكون ملمًا بهذه المستويات الأربع؛ حتى يتمكن من معالجة النص؛ لأن النص نسيجه اللغوي فيه تركيب من هذه المستويات الأربع، لذلك إلمام المحقق بهذه المستويات تعد أهم السمات أو أهم الشروط التي يجب توافرها في المحقق.
فيجب أن يكون ذا دراية واسعة، وثقافة عالية متخصصة في أهم مقومات النص، إذا لم يكن ملمًا بهذه المستويات الأربع لا يستطيع أن يصل إلى مقومات النص، ولا يستطيع أن يصوب النص إذا كان قد وقع فيه خطأ، فكيف يعمل المحقق على توثيق النص اللغوي، وليس له دراية بمستويات اللغة؟
الشرط الثاني من شروط المحقق: الإحاطة بمعطيات الكتابة في العصر الذي دُون فيه النص، من حيث أشكال الخطوط، وأحجامها، وأنماطها، وإعجام الحروف وإهمالها، وعلامات الأداء وهيئاتها، ومصطلحات الترقيم والرموز، لماذا هذا كله؟ لأن كل عصر من العصور له وسائله، والخط العربي مر بمراحل متعددة في عملية الضبط، وعملية الإعجام، وعملية الترتيب؛ ربم أن النص كتب في عصر لم يكن فيه نظام الإعجام، أو ربما أن النص قد كتب في عصر لم يوضع فيه نظام الضبط الإعرابي إلى آخره.
فكل هذه الأشكال الكتابية على مختلف العصور، وأنماط الكتابة، واختلافها على مراحل العصور المختلفة لا بد وأن يكون المحقق ملمًا وعارفًا بمعرفة ألوان الكتاب.
¥