(د) منهاج السنة " ولهذا لما اختصره أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي , وكان أعلم بالحديث والفقه منه: والثعلبي أعلم بأقوال المفسرين , والنحاة , وقصص الأنبياء , فهذه الأمور نقلها البغوي عن الثعلبي , وأما الأحاديث فلم يذكر في تفسيره شيئاً من الموضوعات التي رواها الثعلبي , بل يذكر الصحيح منها , ويعزوه إلى البخاري وغيره , فإنه مصنف كتاب " شرح السنة " , وكتاب " المصابيح " وذكر ما في الصحيحين والسنن , ولم يذكر الأحاديث التي تظهر لعلماء الحديث أنها موضوعة كما يفعله غيره من المفسرين , كالواحدي صاحب الثعلبي , وهو أعلم بالعربية منه , وكالزمخشري وغيرهم من المفسرين الذين يذكرون من الأحاديث ما يعلم أهل الحديث أنه موضوع ".
*ملاحظة:
ذكر الدكتور رمزي نعناعة في كتبه " الإسرائيليات و أثرها في كتب التفسير " صفحة (280) منتقداً شيخ الإسلام في تقييمه للبغوي فقال " إن ابن تيمية لم يكن دقيقاً في حكمه على البغوي بأنه صان تفسيره عن الأحاديث الضعيفة ... ولعله لم يطلع على تفسير البغوي , ولكنه حكم عليه بما حكم , لما يعرفه عنه من أنه من رجال الحديث البارزين , ومن كان هذا شأنه يستبعد عليه – عادة – أن يغتر بموضوع فيرويه على أنه صحيح لا غبار عليه ... "
وقد رد هذا الانتقاد الدكتور الفاضل عبدالرحمن عبدالجبار الفريوائي في كتابه البديع " شيخ الإسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه " الذي نال به الشهادة العالمية (الدكتوراه) قال " كلام شيخ الإسلام في هذا التفسير كان كلام خبير , ومطلع على ما فيه من حسن وقبح , وليس هو بالظن والتخمين كما يظنه الباحث , لأن مثل هذا الكلام لا يستطيع أن يقوله أحد في أي كتاب مستقل , أو تلخيص إلا بعد قراءة متأنية , وكلام شيخ الإسلام حول هذا التفسير في أماكن متعددة يفيدنا بأن هذا التفسير اختصار من تفسير الثعلبي والواحدي , وأنه حذف منه الأحاديث الضعيفة والموضوعة , والآراء المبتدعة , كما حذف أشياء أخرى , وسبب حذف هذه الأشياء ثقافته الواسعة في الدين , والعقيدة , والحديث , والفقه.
وأما ما اعتمد فيه على الثعلبي هو أقوال المفسرين , والنحاة , و قصص الأنبياء , فهذه الأمور نقلها منه.
وقصص الأنبياء مما لم ينكر شيخ الإسلام وجوده في هذا التفسير , بل لم ينكر وجود الأحاديث الضعيفة , والموضوعة , وإنما ذكر أن تفسيره أحسن من هذه التفاسير في الجملة , لا النفي عن وجود بعض المآخذ سواء كان سبب وجود هذه الأشياء متابعة للثعلبي والواحدي , أو رأي رآه المؤلف فذكره بإسناده , فبرأ عن نفسه العهدة.
وهناك كلام صريح منه في وجود الضعاف والموضوعات في تفسير البغوي لما في ذلك من تأييد لما ذكرته أن الكلام فيه في الجملة , ونظراً إلى التفاسير الأخرى لا ألبت في أمر لا يمكن ألبت فيه في غير الصحيحن , فذكر حديث (من يجييبني إلى هذا الأمر , ويؤازرني على القيام به يكن أخي , ووزيري , ووصيي , وخليفتي من بعدي).
وقال كلام مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم , وقال: فإن قيل: فهذا الحديث قد ذكره طائفة من المفسرين , والمصنفين في الفضائل , كالثعلبي والبغوي وأمثالهما , والمغازلي.
وقيل له: مجرد رواية هؤلاء لا توجب ثبوت الحديث باتفاق أهل العلم بالحديث , فإن في كتب هؤلاء من الأحاديث الموضوعة ما اتفق أهل العلم على أنه كذب موضوع , وفيها شيء كثير يعلم بالأدلة اليقينية السمعية العقلية أنها كذب بل فيها ما يعلم بالاضطراب أنه كذب " أ. هـ.
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 09 - 05, 12:45 ص]ـ
8 - الزمخشري
هو أبو القاسم جار الله محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري من أئمة من أئمة متأخري المعتزلة , ولدة سنة (476) وهو من علماء اللغة والتفسير , توفي سنة
(538). تفسيره مطبوع ومتداول واسمه " الكشاف عن حقائق التنزيل " في أربع مجلدات , وقد تعرض تفسير الزمخشري لانتقاد جمع من الأئمة , بسبب النهج الاعتزالي في تفسيره.
كلام انم تيمية في تفسير الزمخشري:
تنحصر انتقادات شيخ الإسلام للزمخشري في عدة نقاط نوجزها بالتالي:
(أ) احتوائه على الأحاديث الموضوعة , فقال شيخ الإسلام في منهاج السنة (7/ 91) " وهو من المفسرين الذين يذكرون من الأحاديث ما يعلم أهل الحديث أنه موضوع ".
(ب) منهاج السنة (7/ 434) " إنه ذكر أحاديث فضائل السور سورة سورة في آخر كل سورة , وهي موضوعة ".
(ج) مجموع الفتاوى (13/ 386) " وأما الزمخشري فتفسيره محشو بالبدعة , وعلى طريقة المعنزلة من إنكار الصفات , والرؤية والقول بخلق القرآن , وأنكر أن الله مريد للكائنات , وخالق لأفعال العباد , وغير ذلك من أصول المعتزلة ".
(د) الرد على البكري , صفحة (14) " ومثل هذا لا يرويه إلا أحد رجلين: رجل لا يميز بن الصحيح والضعيف , والغث والسمين , وهم جمهور مصنفي السير , والأخبار , وقصص الأنبياء , كالثعلبي , والواحدي , والمهدوي , والزمخشري ... فهؤلاء لا يعرفون الصحيح من السقيم , ولا لهم خبرة بالمروي المنقول , ولا لهم خبرة بالرواة النقلة ... ".
(هـ) مجموع الفتاوى (13/ 387) " وتفسير القرطبي خير منه – أي من تفسير الزمخشري – وأقرب إلى طريقة الكتاب والسنة , وأبعد عن البدع , وإن كان كل هذه الكتب لا بد أن يشتمل على ما ينقد لكن يجب العدل بينها , وإعطاء كل ذي حق حقه ".
(و) مجموع الفتاوى (13/ 385) " وتفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشري , وأصح نقلاً وبحثاً , وابعد عن البدع ".
¥