العلمي مع اعتقاده أن بحثه يقتضيها ".
إن قرار محمد بك نور الذي سجله منذ نحو ثمانين عاما يمثل وثيقة فضائية لامعة تحتوى على كل الأسس لاحترام الرأى المخالف، وعدم تجريمه، والطريقة الصحيحة للتعامل مع الفكر. تحية لروح ذلك الرجل العظيم محمد بك نور، رحمه الله، ورحم نجله عميد عائلة نور بالمنصورة.
...
كاتب مصري
ـ[المستشار]ــــــــ[21 - 06 - 05, 05:29 ص]ـ
وهنا تجد الآتي: ( http://www.khayma.com/taasil/shaker.htm)
محمود محمد شاكر ومقدمات التيار التأصيلي العربي
أولاً: عن حياة محمود شاكروأعماله وشهادته على عصره:
في مسعانا للتأريخ للتيار التأصيلي في الثقافة العربية منذ الإرهاصات الأولى له تستوقفنا شخصية عنيفة المزاج ذكية ذات شخصية مستقلة هي شخصية الأستاذ محمود محمد شاكر الذي هو بلا ريب من رواد التيار التأصيلي وهو في الوقت نفسه يتقاطع مع التيار الإسلامي العام (والتيار التأصيلي هو بلا شك تيار إسلامي عام على حين يشكل ما يدعى حالياً التيار الإسلامي حالة خاصة جزئية من التيار التأصيلي الذي هو أعم وأوسع كما أوضحنا في مقالات أخرى، وبسبب هذا التقاطع كثيراً ما يخرج التأصيليون بآراء متطابقة مع التيار الإسلامي بمعناه الشائع وإن كانوا ذوي اهتمامات أوسع بكثير من اهتمامات هذا التيار التي تكاد تقتصر على البعدين السياسي والعقائدي دون الاقتراب من الأبعاد الثقافية والحضارية).
الأعمال التي رجعنا إليها واعتمدنا عليها في كتابة هذا المقال هي:
1 - "المتنبي" في جزئين: "السفر الأول" وصدر عن مطبعة المدني في القاهرة وأرّخ شاكر مقدمته في نوفمبر 1977 وهو يحتوي على هذه المقدمة الطويلة الهامة وعلى كتاب "المتنبي" الذي صدر كعدد من مجلة "المقتطف" خاص في عام 1936."السفر الثاني"وصدر عن مطبعة المدني في القاهرة في عام 1977 وتضمن جملة مساجلات مع طه حسين كان كتبها في عام 1937 في جريدة "البلاغ" بعنوان "بيني وبين طه" عن موضوع المتنبي وتضمن أيضاً مساجلات أخرى مع سعيد الأفغاني رحمه الله وثلاثة تراجم للتنبي (علاوة على تقريظ لمصطفى صادق الرافعي)
2 - "أباطيل وأسمار" وصدرت طبعته الثانية التي نعتمد عليها هنا في جزئين عام 1972 وهو مجموعة من المقالات السجالية ضد لويس عوض نشرها شاكر في مجلة الرسالة عام 1964.
وولد الأستاذ شاكر عام 1909 لعائلة من العلماء فأبوه هو الشيخ محمد شاكر الشخصية الأزهرية المعروفة ومن رجال حاشية الخديوي عباس الثاني وأخوه الشيخ أحمد شاكر عالم الحديث المشهور وصاحب الأعمال الكثيرة تأليفاً وتحقيقاً وقد كان رحمه الله من رموز الحركة السلفية البارزة في مصر والعالمين العربي والإسلامي.
--وهو يقول إنه أولع بالرياضيات بين الثالثة عشرة والسابعة عشر من عمره لذلك دخل القسم العلمي في "المدرسة الخديوية الثانوية" على أنه كان مع ذلك شغوفاً بالشعر والأدب والتاريخ فلما أنشئت الجامعة المصرية خالف اتجاهه العلمي وتوسط له الدكتور طه حسين فقبل في كلية الآداب عام 1927 وكان قد قرأ على شيخه وشيخ طه حسين سيد بن علي المرصفي ("المتنبي"-ص11 وانظر ما يقوله طه حسين عن هذا الأديب الناقد في مطلع كتابه "في الأدب الجاهلي") ونتج عن هذه القراءة عنده (كما عند طه حسين) إجلال للشعر الجاهلي واحتقار لشعر "المحدثين" (أي شعر العصر العباسي وما تبعه) وقاده ذلك إلى قراءة طويلة عميقة في الشعر الجاهلي فوجد كما يقول فرقاً واضحاً بين الشعر الجاهلي وكل من الشعر الأموي والشعر العباسي على ضآلة ما يفصل العصر الجاهلي عن العصرين الأموي والعباسي من الزمن مقارنة بما يفصله عن عصرنا. وقد اهتدى للوصول إلى هذه النتيجة باتباع منهاج خاص في التذوق يصفه في كتابه عن المتنبي ولأنه ليس من موضوع هذا المقال فنكتفي بالإشارة إليه هنا.
وفي عام 1925 أطلعه الأستاذ أحمد تيمور على مقالة مرجليوث التي أصبحت فيما بعد مشهورة بعد أن أخذ طه حسين فكرتها الجوهرية وبنى على هذه الفكرة نظريته في الشعر الجاهلي التي نشرها في كتاب بهذا الاسم أثار ضجة كبرى عام 1926.
¥