تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[29 - 06 - 05, 02:13 ص]ـ

7 - وصف عام للكتاب: ابتدأ ابن النجار كتابه بحمد الله تعالى والثناء عليه, ثم الصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم ,ثم بين أهمية التنقيح والمقنع فقال"وبعد:فالتنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع قد كان المذهب محتاجا إلى مثله إلا أنه غير مستغن عن أصله "

ثم بين عمله الجليل فقال:

"فاستخرت الله تعالى أن أجمع مسائلهما في واحد مع ضم ما تيسر عقله من الفوائد الشوارد ولا أحذف منهما إلا المستغنى عنه والمرجوح وما بني عليه ".

وقد بناه على قول واحد في الجملة فقال:

"ولا أذكر قولا غير ما قدم أو صحح في التنقيح إلا إذا كان عليه العمل أو شهر أو قوي الخلاف فربما أشير ,وحيث قلت: قيل وقيل_ ويندر ذلك_ فلعدم الوقوف علىتصحيح, وإن كانا لواحد ,فلإطلاق احتماليه".

وترجيحاته رحمه الله عمدة عند المتأخرين كما سبق.

ثم ابتدأ بكتاب الطهارة فالصلاة فالزكاة فالصوم فالحج ثم الجهاد ثم المعاملات ,البيع فما يتبعه, وقد سار على ترتيب أصليه ولم يخل به.

وصرح رحمه الله بحذف المستغنى عنه للعلم به أو لعدم أهميته أو لذكر عبارة أخصر من عبارتهما أو عبارة أحدهما.وحذف كذلك القول المرجوح ومابني عليه. واهتم بذكر القول الثاني إن كان عليه عمل الناس والقضاة مما يبين أهمية الاعتناء بما عليه علماء الزمان وإن كان مرجوحا من حيث النظر. وللشيخ المبارك أبي عبد الله النجدي حفظه الله بحث ماتع في هذه المسألة موجود في هذا الملتقى المبارك.

ويهتم المصنف رحمه الله تعالى بذكر الحدود الاصطلاحية لا اللغوية في عامة الأبواب, ويرتب المسائل على الأبواب والفصول ترتيبا منطقيا في الجملة يدل على إتقانه ودقته.

8 - مميزات الكتاب:الكتاب في الواقع ملئ بالمميزات وقد سبق مرارا أهميته وثناء الناس عليه واقتصارهم على ما فيه ولكن نذكر هنا طرفا من مميزاته على ما يحضرني ذكره لا على سبيل الحصر فالأمر أكبر من طاقتي.

فمن ذلك:

1_أنه جمع كتابين من أعمد الكتب عند الأصحاب وزاد عليهما مسائل محررة وحذف منهما المرجوح ومالا حاجة لذكره, وهذا الجمع والعمل خدمة جليلة للمذهب لأن كلا من الكتابين لايستغنى عنه بالآخر ويمكن أن يستغنى عنهما بالمنتهى لمن قصرت همته.

2_كثرة مسائله فلا تكاد توجد مسألة مهمة إلا وذكرت فيه ولو بالمفهوم أو الإشارة ولولا ذلك ما اعتمد في القضاء والفتيا.

3_تحرير نقوله.

4 - ألفاظه فصيحة محررة في الجملة.

5 - أصالة مصادره.

6 - ظهور أثره فليس مجرد ناقل أو جامع بل مصحح ومنقح يتعقب المنقح رحمه الله ويزيد عليه.

7_ومن مزاياه التي يعز نظيرها أن مؤلفه أصولي متقن, وكتابه الفذ مختصر التحرير وشرحه شاهدان على ذلك فلا جرم أن ظهر نفسه الأصولي في ثنايا الكتاب في الترجيح والعبارات ودقتها ومتانتها وفي إشاراته التي قد تصعب على المبتدئ وغير المتخصص إلا أن المتمرس المتخصص يلتذ بها ويصقل.

8_أنه مرتب الذهن جدا في سياق المسائل كما أنه حاضر الذهن فلم يقع له فيما وقفت عليه قولان مختلفان في كتابه خلافا للإقناع فقد تكرر ذلك منه في مواضع.

9 - ولعل هذا وغيره من الإخلاص والصدق فيما نحسب هو السبب في شهرة كتابه واعتماده في القضاء والفتيا من زمن مؤلفه إلى يومنا هذا وإلى أن يشاء الله تعالى.


9 - بعض المآخذ على الكتاب: الحقيقة أنني أقدم رجلا وأؤخر أخرى عند الكلام في هذه النقطة فمن أنا حتى أتكلم في مثل هذا؟ لكن البحث يتطلب ذلك, مع أنه من المقرر ما قاله الشافعي رضي الله عنه"أبى الله أن يتم إلا كتابه"فلهذا سأبين ما ظهر لي من هنات لا تؤثر على الكتاب بل هي من طبيعة البشر"ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"على أن هذه الهنات قد تكون بحسب نظري القاصر لا بحسب الواقع ونفس الأمر وهي قابلة للأخذ والرد فأستعين بالله وأقول:
منها:
1 - وعورة ألفاظه وتعقيد بعض عباراته وهذا أمر لاحظه العلماء وأشار إليه في النعت الأكمل نقلا عن ابن طولون وكذا ابن بدران في المدخل وتبعه الشيخ بكر وغيرهم بل ابن النجار نفسه أشار لذلك في مقدمة شرحه للمنتهى. وهذه النقطة مما امتاز بها الإقناع على المنتهى حيث إن الإقناع واضح العبارة بل ويبسطها كثيرا ولهذا قلّت شروحه وحواشيه بالنسبة للمنتهى.
2 - التشويش في مرجع الضمائر في بعض مسائله والميل إلى الاختصار ولو على حساب التوضيح المطلوب مما يتطلب بذل وقت وجهد لفهم بعض مسائله وهذا أمر تشترك فيه المتون المختصرة في الجملة إلا ما ندر. ولعل هذا من أسباب عدم في التدريس والإقراء مع كونه عمدة في الفتيا والقضاء.
3_ خلوه من التعليل في مواضع تحتاج إلى التعليل.وقد يكون هذا لقصد الاختصار, وقد حلت شروحه هذا الإشكال.
4 - كثرة الجمل الاعتراضية بين الكلام أحيانا مما يشوش على القارئ ويقطع تسلسل أفكاره.
5 - التزامه بنفس تراكيب أصليه وهو أمر طيب في الجملة ودليل على الدقة والأمانة لكن في بعض المسائل والعبارات يصعب فهم عبارتهما فكان ينبغي أن يبدلها بعبارة أسهل وأوضح ,ولايضيره ذلك طالما أن المؤدى واحد, لكن الملاحظ أن الحنابلة يأخذ بعضهم ألفاظ بعض ولو كان اللفظ معقدا. وأمثلة هذا كثيرة يطول بذكرها الكلام.
6 - حاجته إلى بعض القيود في المسائل المطلقة وتحرير بعض العبارات وإن كانت قليلة.
7 - ترجيحه خلاف الراجح في المذهب في عدد من المسائل لكنها معدودة.وقد يكون قول الإقناع أقوى فيها فليراجع كتاب الشيخ عبد العزيز الحجيلان في المسائل التي اختلف فيها الكتابان.
8_ ذكر بعض المسائل المرجوحة من حيث الدليل ,والكتاب وإن كان مذهبيا لكن أحيانا توجد في المذهب رواية توافق الدليل وتكون رواية قوية بل هي الراجحة في المذهب.
9 - التقصير في حكم بعض البدع وجعلها في مرتبة المكروهات وهي من المحرمات بل من ذرائع الشرك أحيانا.

وبعد: فهذا بعض ما وقفت عليه من عيوب في هذا الكتاب المبارك وهي نقطة في بحر فضله جزى الله مؤلفه خير الجزاء.
يتبع إن شاء الله تعالى.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير