ـ[سمير القدوري]ــــــــ[25 Dec 2005, 03:53 م]ـ
نورد هنا فقرة جميلة شارك بها الجويني في مناقشة حجج أهل الكتاب في دفع تهمة التحريف وهي قولهم:
"إن القول بالتبديل مشروط:
(1) بإمكانه, وإمكانه مشروط:
(2) بتعلق العلم بحصر نسخ التوراة والإنجيل المبثوثة في أقطار الأرض مع اتساع رقعتها, ومشروط أيضا:
(3) بانقياد كل فرد من أفراد الفريقين (يعني اليهود والنصارى) عالمهم وجاهلهم, وزاهدهم وعابدهم, وبرهم وفاجرهم, وإجماعهم على رأي واحد ومقالة واحدة, مع تباين الآراء واختلافها".
[قال الدكتور محمد عبد الله الشرقاوي بعد نقله لهدا الكلام: " هده الشبهة أثارها علماء النصارى القدماء مثل يوحنا الدمشقي, ويحيى بن عدي اليعقوبي, والمطران أيشوعاب بن ملكون مطران نصيبين النسطوري المدهب" نقلا عن كتاب في مقارنة الأديان بحوث ودراسات, دار الجيل – مكتبة الزهراء القاهرة 1990م ص114] قلت: ودكرها أيضا عمار البصري النصراني صاحب المناظرات مع أبي الهديل العلاف. ودلك في كتابه البرهان وكتابه المسائل والأجوبة الدي حققه ميشال الحايك وطبعته كلية القديس يوسف ببيروت.
وكان جواب الجويني في غاية البساطة والقوة:
يقرر الجويني قاعدة ذهبية مفادها أن أكثر الأخطاء العلمية والعقائدية إنما جاءت من أخد الحجج مسلمة تسليما مطلقا بلا إخضاع مقدماتها للنقد الصارم بقصد التأكد أّولا من صحتها فيقول:
" إن أكثر العمايات في العلوم إنما جاءت من أخد الحجج مسلمة, من غير امتحان الفكر وتدقيق النظر في تصحيح مقدماتها".
ثم يكر على كلام خصومه بالنقض لأساسها فيبين أن هدا الانتشار الحالي لنسخ تلك الكتب لم يكن كذلك في كل الأزمان وأنه قد أتى على توراتهم زمان لم تكن عندهم أصلا بعد خراب البيت على يد نبوخدنصر الفارسي واحتاج الأّمر إلى مجيء الكاتب الهاروني عزرا لترى النور هده النسخة من الأسفار الخمسة التي عندهم يقول الجويني أنه لا معنى لدعوى استحالة الاتفاق بين النصارى واليهود على تبديل التوراة لأنه حين تدوين عزرا للتوراة الحالية لم يكن على وجه الأرض نصراني واحد أصلا (لأن عزرا عاش قبل المسيح بما يزيد على أربعة قرون) ثم يعترض على دعوى العصمة المزعومة لعزرا فيقول: أما عزرا وإن رفعوا قدره, فناسخها من نسخة, فوقوع التبديل ممكن, لحرصه على استمرار رئاسته (الدينية) , وعدم القول بعصمته لما نعلم له من الإقدام على الصغائر والكبائر. ورئاسة بني إسرائيل كان شأنها عظيما (يعني أن حرصه على ألا يفقد منصبه الرفيع كفيل بأن يدفعه للتبديل). ثم ينتقل إلى نقض دعوى اتفاق النصارى واليهود على نسخة واحدة من الأسفار الخمسة (المنسوبة لموسى) بإيراد تلك الفروق المشهورة بين النسخة اليونانية والنسخة العبرانية في أعمار الآباء بين آدم ونوح المدكورة في سفر التكوين, ثم يزيد الأمر بيانا بمخالفة النسخة السامرية من التوراة لكلا النسختين السالفتين ويدكر الجميع (النصارى واليهود. والسامريين) بأن بعضهم يتهم البعض الأخر بالتحريف في مواضع الاختلاف تلك فبطل بدلك دعوى الأجماع على نسخة واحدة من التوراة.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[29 Dec 2005, 03:09 م]ـ
لقد استعرضنا جملة من الأقوال حول مسألة التحريف ولا شك أنها يمكن تقسيم القائلين إلى فريقين كبيرين: الفريق القائل بوقوع التحريف في النص والمعنى وأنصاره كثيرون نخص بالذكر بعض من وصلتنا آراؤهم:
1 - الجاحظ.
2 - علي بن ربن الطبري.
3 - القاضي عبد الجبار.
4 - ابن حزم.
5 - إمام الحرمين أبو المعالي الجويني.
6 - طاهر بن مطهر المقدسي.
7 - السموأل بن يحيى المغربي.
8 - الأنباري. وهو من أنصار تحريف التوراة و الإنجيل وينتقي حججه من الفصل لابن حزم.
9 - أحمد بن عبد الصمد الخزرجي.
10 - أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي صاحب كتاب الإعلام بما في دين النصارى ..
11 - أبو البقاء صالح بن الحسين الجعفري مؤلف تخجيل من حرف الإنجيل.
12 - القرافي. وهو ينقل كثيرا عن القرطبي و الخزرجي والسموأل المغربي والجعفري.
13 - علاء الدين الباجي الشافعي.
14 - نجم الدين الطوفي الحنبلي.
15 - ابن تيمية. وقد حرر تقريرا جامعا لمختلف آراء من سبقه كما بيناه سابقا.
16 - ابن قيم الجوزية. وينقل عن ابن تيمية وعن القرافي و السموأل المغربي.
¥