وكان لا يكفر أحدا من أهل القبلة بذنب كبيرا كان أو صغيرا إلا بترك الصلاة فمن تركها فقد كفر وحل قتله قاله ابن حنبل ويستدل بقوله عز وجل ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله فقد جمع بينهم في الإصطفاء.
مسائل شتى في الفضائل:
وكان لا يفسق الفقهاء في مسائل الخلاف.
وكان يسلم أحاديث الفضائل ولا ينصب عليها المعيار وينكر على من يقول إن هذه الفضيلة لأبي بكر باطلة وهذه الفضيلة لعلي باطلة لأن القوم أفضل من ذلك ولا يتبرأ من عين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يجمع المسلمون على التبرىء منها.
الميزان
ويقول إن لله تعالى ميزانا يزن فيه الحسنات والسيئات ويرجع إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الذنوب والإستغفار والتوبة:
ويقول إن الذنوب من ورائها الاستغفار والتوبة وإن اخترمته المنية قبل الاستغفار والتوبة فأمره مرجى إلى الله عز وجل إن شاء غفر وإن شاء عاقب ويجوز عنده أن يغفر الله لمن لم يتب واستدل على ذلك بقوله وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم والتائب لا يقال له ظالم واستدل بقوله عز وجل قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله والتائب لا يقال له مسرف.
الشهداء أحياء يرزقون:
ويقول إن الشهداء بعد القتل باقون يأكلون أرزاقهم.
وكان يقول إن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون وأن الميت يعلم بزائره يوم الجمعة بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس وأن الله تعالى يعذب قوما في قبورهم ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الصراط:
وأن لله تعالى صراطا يعبر عليه الناس وأن عليه حيات تأخذ بالأقدام وأن العبور عليه على مقادير الأعمال مشاة وسعاة وركبانا وزحفا ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجيدوا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط.
سؤال الملكين:
وأن لله تعالى ملكين يقال لأحدهما منكر والآخر نكير يلجان إثر الميت في قبره فإما يبشرانه وإما يحذرانه ويذهب إلى حديث عمر رضي الله عنه كيف بك إذا نزلا بك وهما فظان غليظان فأقعداك وأجلساك وسألاك فتغير عمر بن الخطاب وقال يا رسول الله وعقلي معي فقال إذن كفيتهما وذكر حديث ابن عباس في قوله عز وجل لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة قال عند سؤال منكر ونكير.
الإجابة:
وكان يقول إن الله تعالى يجيب دعوة الداعي المؤمن والكافر ويفاوت بينهم في السؤال
مخالفة الإجماع والتواتر.
أ وكان يقول إن من خالف الإجماع والتواتر فهو ضال مضل ويفسق من خالف خبر الواحد مع التمكن من استعماله.
خير الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم:
وكان يقول إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وإن عليا عليه السلام رابعهم في الخلافة والتفضيل ويتبرأ ممن ضللهم وكفرهم.
لا معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم:
وكان يقول إنه لا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله وسائر الأمة يجوز عليهم الخطأ.
الإجماع:
وكان يقول إن الإجماع إجماع الصحابة.
وكان يقول إن صح إجماع بعد الصحابة في عصر من الأعصار قلت به.
القدر خيره وشره من الله تعالى:
وكان يقول لو لم يجز أن يفعل الله تعالى الشر لما حسنت الرغبة إليه في كشفه.
الملائكة الحفظة:
وأن للعبد ملائكة يحفظونه بأمر الله وأن القضاء والقدر يوجبان التسليم.
واجب الغزو:
وأن الغزو مع الأئمة واجب وإن جاروا الامامة.
إلى غير ذلك من المسائل الكثيرة التي ذكرها في الكتاب رحمه الله،
وأما فيما يخص كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد فهو كتاب مشهور وقد يكون وصل إلى حد التواتر بين علماء المسلمين والكل يعزوا إليه بما فيهم الإمام الذهبي الذي أنت متعلق بكلمة فردية قالها ونقضها بالعزو إليه في مواضع كثيرة من كتبه ولم يتعقب ذلك العزو وكغيره من العلماء الذين عزوا إليه ولم يشككوا فيه وقد سبق إيضاح ذلك في التعليق السابق وإليك بعضه: فكتاب الرد على الجهمية ثابت للإمام أحمد بن حنبل ذكره الخلال والقاضي أبو يعلى أيضاً طبع عدة طبعات منها طبعة دار قتيبة عام 1990 م تحقيق أحمد بكير محمود.
ويعزوا إليه جمع كبير من العلماء منهم الذهبي في تاريخ الإسلام 18/ 410، 18/ 88، وفي سير أعلام النبلاء 8/ 101، 402، وفي المنتقى من منهاج الاعتدال ص89، وأبو يعلى في طبقات الحنابلة 2/ 55، والحافظ ابن حجر في فتح الباري 13/ 493، 7/ 88 – 89، وابن القيم في طريق الهجرتين 1/ 523، وفي اجتماع الجيوش الإسلامية ص124، وفي الصواعق المرسلة 1/ 178، 3/ 927، وابن تيمية في الجواب الصحيح 2/ 16، 4/ 66، وفي بيان تلبيس الجهمية ص569، وفي دقائق التفسير 1/ 326، 2/ 31، وفي منهاج السنة النبوية 2/ 568، 2/ 484، وفي مجموع الفتاوى 15/ 284، 16/ 213، 17/ 300، 8/ 385 وفي درء التعارض 1/ 249، 2/ 75، 3/ 23، وابن كثير في التفسير 3/ 229، والشيخ محمد الأمين في أضواء البيان 5/ 280 وابن النديم في الفهرست ص320، وابن جماعة في إيضاح الدليل ص10، وابن عيسى في شرح قصيدة ابن القيم 1/ 98، 290، 295، 349، 444، 2/ 307.
ومعذرة عن الإطالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو عبد الله محمد بن محمد المصطفى المدينة النبوية
المسجد النبوي إدارة التوجيه والإرشاد
¥