جزاك الله خيراً الدكتور عبد الرحمن الصالح أنا الذي قلته بأن الذي ينفي الكتاب عن مؤلفه مطالب بالدليل لأن الكتاب ذكره جمع من علماء الحنابلة ولم يطعنوا فيه وأثبتوه للإمام أحمد وهم القاضي أبو يعلى في الطبقات والحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد وغيرهم، والكتاب مطبوع وحققه عبد العزيز السيروان طبع عام 1988 م، الناشر دار قتيبة، بيروت، وذكر في خاتمته أنه قابله على نسخة قديمة تم نسخها في ليلة الثلاثاء الرابع من ربيع الأول سنة ست وسبعين وخمسمائة، 576 هـ فقال: وكان تمام نسخه على يد حامد بن محمد أديب التقي في 13 رمضان سنة 1342 هـ من نسخة قديمة في المكتبة العمومية الظاهرية بدمشق من كتاب الأمر بالمعروف للخلال رقم 245 حديث، ثم جرت مقابلته مرة ثانية على مخطوط المكتبة الظاهرية المذكور أعلاه من قبل الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان والسيدة ابتسام محمد جميل ميرخان في يوم الجمعة 10 ذي الحجة سنة 1406.وذكر أنه من رواية مسدد بن مسرهد، فقال: روى القاضي أبو يعلى محمد بن محمد بن الحسين بن خلف الفراء في الطبقات والحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد وذكر القاضي برهان الدين إبراهيم بن مفلح في كتابه المقصد الأرشد أن أبا بكر أحمد بن محمد البردعي التميمي قال لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر الفتنة يعني في القول بخلق القرآن وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء كتب إلى أحمد بن حنبل أن أكتب إلي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ورد الكتاب على أحمد بن حنبل بكى وقال إنا لله وإنا إليه راجعون يزعم هذا البصري أنه قد انفق على العلم مالاً عظيماً وهو لا يهتدي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى وينهونه عن الردى ويحيون بكتاب الله الموتى وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجهالة والردى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن آثارهم على الناس ينفون عن دين الله عز وجل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الضالين الذين عقدوا ألوية البدع وأطلقوا عنان الفتنة مخالفين في الكتاب يقولون على الله وفي الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا في كتابه بغير علم فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما، أما بعد وفقنا الله وإياكم لكل ما فيه رضاه وطاعته وجنبنا وإياكم ما فيه سخطه واستعملنا وإياكم عمل الخاشعين له العارفين به الخائفين منه فإنه المسؤول ... إلى آخر الكتاب ...
قلت: وكل هذه المعطيات تثبت نسبة الكتاب لمؤلفه ولا شك أن المثبت مقدم على النافي لأن المثبت علم ما لم يعلمه النافي ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، وأيضاً النافي ليس لديه أي دليل يثبت النفي ولو قدر أنه أوجد دليل النفي فالمثبت مقدم على النافي كما هو معروف، ووجود بعض الأخطاء أو الملاحظات الجزئية الفردية لا يدل على عدم إثبات الكتاب لمؤلفه، فقد يبرأ الكتاب من تلك الأخطاء بالرجوع إلى أصله، وقد يكون أخطأ فيها بعض النساخ وأضاف تلك العبارات فقد يكون يراها من باب الشرح والتوضيح والتقريب عنده، ومثل ذلك كثير وقد سبقت تلك المسائل كاملة في المكاتبات السابقة مع الدكتور الجكني، ومن ناحية أخرى اعتذر للإخوان عن الإطالة، وما أرت إلا الفائدة للجميع، ولم أرد إتعاب الأخ الجكني، ولكني طالبته بالدليل الذي يثبت نفي الكتاب عن مؤلفه، وأعوذ بالله أن أكون من الظالمين الذين أشرت لهم في بيتك:
وما من يد إلا يد الله فوقها ** ولا ظالمٍ إلا سيبلى بأظلمِ
ولكن لا بأس ما دمت ذكرته من باب المزح، أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Jun 2006, 02:48 ص]ـ
أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الصالح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد:
العبد الضعيف لم يتعب الشيخ الفاضل محمد يحي شريف، بل ماكان مني ومنه إلا مداولات في مسألة علمية متعلقة بحرف من كتاب الله تعالى،ولو رجعت إلى المداخلات لوجدت ما تكرم هو بتسطيره أطول وأكثر مما كان من العبد الضعيف،ولكن يا أخي التعب في مثل هذا محمود ومرغوب إن شاء الله 0
وأما البيت الذي أنشدته (ممازحا) فإني أبرأ إلى الله منه وكذا أنزه أخي الشيخ أبو عبد الله عنه،فوالله لم يظلمنى كما أني لم أظلم الشيخ شريف، واسمح لى أن أبدل عجز البيت بهذه العبارة وأقصد بها أخي أبو عبد الله:
ولا (عالم) إلاسيبلى (بأعلم) وأكرر اعتذاري لكم وللشيخين الفاضلين إن كان بدر مني مالا يليق،فالعلم رحم بين أهله
وأذكر لأخي أبو عبد الله أني لست بصدد (نفي) أو (إثبات) الكتاب للإمام أحمد وإنما هي معلومة جاءت عرضاً0والله من وراء القصد
¥