تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بل يقول رحمه الله: (ومن أنكر هذه الوسائط فهو كافر بإجماع أهل الملل) (2)

ثم يبين رحمه الله تعالى المعنى غير الشرعي لمعنى الواسطة والذي ينقل من الملة فيقول: (فإن أراد بالواسطة أن لابد من واسطة في جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يكون واسطة في رزق العباد ونصرهم وهداهم يسالونه ذلك ويرجعون إليه فيه فهذا من أعظم الشرك الذي كفر الله به المشركين) (3).

فشيخ الإسلام رحمه الله يوضح أن الوسائط تنقسم إلى حق وباطل، فأما الحق فهم الرسل الذين يبلغون الدين للعباد قال تعالى: {يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس} الحج آية 75، أما الباطل فهو إتخاذ الوسائط واعتقاد النفع والضر بهم فهذا كفر أكبر يخرج من الملة.

_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض الثالث من نواقض الإسلام العشرة: من لم يكفر المشركين او شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فقد كفر) وهذا أمر جسيم وقع فيه بعض المسلمين اليوم، إذ نراهم يوادون النصارى واليهود معتقدين أنهم ليسوا بكفرة، محتجين على ذلك بأنهم من أهل الكتاب، والرد عليهم من كتاب الله، قال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد} المائدة آية 73، وقال عز وجل: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير} البقرة آية 120ونسمع أصواتاً تنادي بالتقريب بين الأديان، ومن وراء هذه الدعوات والأصوات الماسونية العالمية، التي تسعى من وراء ذلك أن تهدم عقيدة الولاء والبراء في نفوس شباب الأمة الإسلامية، حتى ينشأ ضائعاً بعيداً عن أمجاد أمته السابقة، ولا يسعى لإعادة هذه الأمجاد، فلا يخرج من الأمة مجاهد، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون، فإن الجهاد ماض إلى يوم القيامة، ولابد لنا أن نقف صفاً واحداً لإبطال هذه الدعوات والمؤامرات الخبيثة، والله المستعان، وعليه التكلان.

_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض الرابع من نواقض الإسلام العشرة: من أعتقد ان هديه افضل من هديه صلى الله عليه وسلم، او أن حكمه أفضل من حكمه صلى الله عليه وسلم كالذي يفضل القوانين الوضعية عن قوانين رب العاليمن كفر إجماعاً)

فبعض الناس يصف شرع الله بأنه غير صالح للتطبيق في عصر الذرة والتقدم، ويصفونه بأنه رجعي او أنه وحشي، لأنه يقضي بقتل الزاني المحصن وقطع يد السارق، او أعتقد ان الإسلام عبادة فقد لا أنه نظام حياة كامل شامل كفر إجماعاً ونترك الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مبيناً موقف الشرع من أصحاب الإيمان الجزئي فيقول: (ذم الله الذين أوتوا الكتاب لما آمنوا بما خرج عن الرسالة وتفضيل الخارجين عن الرسالة على المؤمنين بها، كما يفعل ذلك بعض من يفضل الصابئة من الفلاسفة والدول الجاهلية_جاهلية الترك والديلم والعرب والفرس وغيرهم_ على المؤمنين بالله وكتابه ورسوله، كما ذم المدعين الإيمان بالكتب كلها وهم يتركون التحاكم إلى الكتاب و السنة ويتحاكمون إلى بعض الطواغيت المعظمة من دون الله، كما يصيب ذلك كثيراً ممن يدعي الإسلام وينتحله في تحاكمهم إلى مقالات الصابئة الفلاسفة أو غيرهم، أو إلى سياسة بعض الملوك الخارجين عن شريعة الإسلام من ملوك الترك وغيرهم، وإذا قيل لهم

[ line]

(1) الواسطة بين الحق والخلق_الطبعة الثالثة_ص 8 طبعة المكتب الإسلامي.

(2) المصدر السابق صفحة 10

(3) المصدر السابق صفحة 11

[ line]

تعالوا إلى كتاب الله وسنة رسوله أعرضوا عن ذلك إعراضا). (1)

وكثير من حكومات اليلاد الإسلامية لا تصرح بالإلحاد، ولا بالتحاكم إلى الطاغوت، ولكنها تفعله وهؤلاء الذين عناهم الله تعالى في قوله: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا يما انزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا ليكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً} النساء آية 60، وهذه الطواغيت هي كل ما عبد من دون الله أو أُطيع في غير ما أحل الله، وكثير من الحكام يصرح بأنه يريد دولته: علمانية، ومنهم من يدعو إلى مناهج وأنظمة منافية لبعض احكام الإسلام في الحلال وفي الحرام فتحرم ما أحل الله، وقد بين علماء الأمة لهم عدم جواز ذلك ولكنهم أصروا نسأل الله لهم الهداية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير