_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض الخامس من نواقض الإسلام العشرة: من أبغض شيئاً مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر والدليل قوله تعالى: {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} محمد آية 9)
فنرى بعض المنتسبين للإسلام يبغض بعض شرع الله كأن يكره أن يعطي بناته حقهن في الميراث، وكأن يكره أن يؤدي زكاة ماله فيعتبرها أتاوة أو ضريبة أو خراجاً، كما اعتقد بها مانعوها على عهد الصديق رضي الله عنه فقاتلهم على منعها، فالإسلام كل لا يتجزأ، فيجب على المسلم أن يقبل الإسلام كلاً متكاملاً، بجميع احكامه وجزيئاته، نسأل الله أن يجعلنا ممن يسمع ويطيع ويسلم أمره لله.
_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض السادس من نواقض الإسلام العشرة: من استهزأ بشيء من دين الله ثوابه أو عقابه، أو آياته أو رسله كفر والدليل قوله تعالى: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} التوبة آية 66،65) فنرى أمة الإسلام إلا من رحم الله قد وقعت في الإستهزاء بالعلماء وطلبة العلم، ونرى بعض المنتسبين إلى الإسلام يصف الحجاب بأنه خيمة أو رجعية، ويصف شعائر الحج بأوصاف لا تليق، ونرى البعض يهزأ باللحى وأصحابها، وغير ذلك فليحذر هؤلاء أن تصيبهم نقمة من الله وعذاب أليم.
_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض السابع من نواقض الإسلام العشرة: السحر ومنه الصرف والعطف، والدليل قوله تعالى: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} البقرة آية 102) وكثير من المسلمين اليوم يذهب إلى السحرة والدجالين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " رواه مسلم، هذا إن لم يصدقه، فإن صدقه "قثد كفر بما أنزل على محمد" والواجب على العلماء أن يقفوا في وجه السحرة متوكلين على الله في حربهم والتحذير منهم.
_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض الثامن من نواقض الإسلام العشرة: مظاهرة المشركين ونصرهم على المسلمين فمن فعل ذلك أو رضي به فقد كفر قال تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنهم منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} المائدة الآية51) وهذا ما وقع به حكام الأقطار الإسلامية من موالاة لدول الكفر ونصرهم على المسلمين مادياً ومعنوياً، وتفضيل هؤلاء الكفرة وهم أهل الزيغ والفساد على المؤمنين وهم أهل الحق والرشاد، ففتحوا السجون للشباب المجاهد في سبيل الله، وهيئوا المعتقلات للعلماء والدعاة، ونصبوا المشانق لمن يأبى أن يقر حكم الطغاة، وهؤلاء الذين يظاهرون الكفار يصدق فيهم قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا، أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا} النساء آية 51
[ line]
(1) مجموع فتاوى ابن تيمية 12/ 339
[ line]
_ قال الشيخ رحمه الله: (الناقض التاسع من نواقض الإسلام العشرة: من أعتقد أن في وسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام كفر إجماعاً والدليل قوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} آل عمران آية 85).
فبعض الناس يدعي أن وصل إلى مرحلة تسقط التكليفات عنه، زاعماً أنه وصل إلى مرحلة ما يسمى بالكشف، وهذا مشاهد عند بعض الدجالين، والجواب على هؤلاء: أن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الخلق وأكرمهم على الله لم تسقط عنه التكليفات، أفهذا المدعي خير من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قال أنه خير منه كفر بالإجماع لأنه بذلك خالف صريح القرآن وصريح السنة.
أما بخصوص عدم اتباع الخضر لشريعة موسى عليه السلام فالجواب على ذلك من وجهين:
1_أن موسى عليه السلام بعث إلى قومه خاصة والخضر لم يكن من بني إسرائيل.
2_أن الخضر عند بعض أهل العلم نبي مستدلين بقوله تعالى: {وما فعلته عن أمري} الكهف آية82.
قال الشيخ رحمه الله: (الناقض العاشر والأخير من نواقض الإسلام العشرة: من أعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به والدليل قوله تعالى: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون} السجدة آية22).
والمقصود بالعلم هنا علم ما لا يُعذر المسلم بجهله كعلم التوحيد، ولا يشترط في علم التوحيد معرفة العامة للرد على الخصوم ودحض حججهم فهذا علم لا يستطيعه الكل، إنما المقصود تثبيت العقيدة الصحيحة، وما هو معلوم بالدين بالضرورة كفرائض الإسلام وكأركان الإيمان.
ويدخل في هذا الناقض كل من حارب وصد عن درس العلم لقوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها} البقرة آية 114
ثم يقول الشيخ رحمه الله: (ولا فرق في جميع هذه النواقض سواء الهازل منها والجاد إلا المكره)
وذلك لقوله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} النحل آية 106.
فيا أبناء الإسلام، الحذر الحذر من هذه النواقض، ابتعدوا عنها وبينوها لمجتمعاتكم حتى يحذروا منها، وأبدؤا بأهليكم لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة} التحريم آية 6
هذا والله أعلم وأحكم وعليه التكلان وهو المستعان
¥