ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[12 Mar 2006, 02:07 م]ـ
[ line]
المبحث الثالث
العواصم
إن ما تمر به الأمة اليوم من فتن أخبر عنها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم:" بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا " رواه مسلم، ليحثنا أن نحصن أنفسنا من مداخل الشيطان، والكيس الفطن من تحصن بحصن الله المنيع، وجميل بنا أن نتذكر هذه العواصم، {فإن الذكرى تنفع المؤمنين} الذاريات آية 55، وحتي ننتصر في معركتنا مع الشيطان نذكر طرفاً من هذه العواصم:
1_ الإعتصام بالكتاب والسنة علماً وعملاً: فنحذر ونُحذر من كل صوت ومن كل مبدأ يناهض الإسلام، ونجاهد أتباعه جهاداً عظيماً، مع إخلاص نية لله تعالى وقصده في جميع الأفعال والأقوال والأحوال، واضعين نصب أعيننا أنه لابد للعلم من عمل كما قال علي رضي الله عنه: (هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل).
2_مجاهدة أعداء الله: فكراً وأشخاصاً واهدافاً، ولو كان في ذلك إزهاق الروح وإهلاك النفس، لأن القتل في سبيل الله من أعظم القربات التي يتقرب بها إلى الله تعالى قال عز وجل: {إن الله أشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} التوبة آية 111
وأنظر رحمك الله إلى عظيم كرم الله فأنفساً هو خلقها، وأموالاً هو رزقها، ثم أودع تلك الأرواح في أجساد العباد، وأجرى تلك الاموال في أيديهم، ثم أشتراها منهم بأغلى الأثمان، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة.
3_الصبر على الإبتلاء: فبما أنك أخي الحبيب قبلت أن تكون من جند الرحمن فلا شك أن أولياء الشيطان سيناصبوك العداء، وقد يكتب الله تعالى لك السجن والتعذيب والتشريد والقتل، فيجب عليك أن تتحصن بالصبر، يقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم سيد الصابرين: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه مسلم.
4_الدعاء: ذلك السلاح الذي غفل عنه الكثير من المسلمين اليوم، والله تعالى يقول: {قال ربكم أدعوني استجب لكم} ولله در القائل:
الله يغضب إن تركت سؤاله وبنو آدم حين يُسأل يغضب
فيجب علينا أن نتسلح بهذا السلاح الثمين، ونكثر منه في السجود لقول النبي صلى الله عليه
وسلم:" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء" رواه مسلم
وكذلك في الثلث الأخير من الليل كما يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:" ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له" متفق عليه
5 _الحرص على الاخوة في الله: فالمسلم قليل بنفسه كثير بإخوانه، فالأخ في الله ينصحك ويرشدك، والأخوة في الله شأنها و عاقبتها من ديننا عظيمة، يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:" قال الله عز وجل المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء" رواه الترمذي والحديث صحيح، كما أن المسلم يتقوى على العبادة مع إخوانه، ويتقوى على الصبر عند الشدائد، فأحرصوا على الاخوة في الله بارك الله فيكم.
[ line]
المبحث الرابع
الصوفية
إذا كانت الصوفية تعني الزهد في الدنيا، والإنصراف إلى الآخرة، وتهذيب النفس،، فإن هذا المعنى جميل ومحبوب بشرط أن لا يفضي ذلك إلى تحريم حلال ورهبانية ما أنزل الله بها من سلطان.
نعم لقد دخل إلى الزهد في العصور المتأخرة ما ليس فيه من بدع ومنكرات وغيرها، واختلف الناس في الصوفية لكن شيخ الإسلام ابن القيم اوضح ذلك في كتابه القيم "مدارج السالكين" حيث قال رحمه الله: (وهذه الشطحات أوجبت فتنة على طائفتين من الناس:-
إحداهما: حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة ولطف نفوسهم وصدق معاملاتهم، فأهدروها لأجل هذه الشطحات، وأنكروها غاية الإنكار، وأساءوا الظن بهم مطلقاً وهذا عدوان وإسراف فلو كان كل من أخطأ أو غلط ترك جملة وأهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات والحكم وتعطلت معالمها.
¥