تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أم أن المقصود بالضرورة هنا المعنى اللغوي؟

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[03 Apr 2006, 08:34 ص]ـ

يعني: الحكمة من التفليج بين الأسنان والوشم واحدة في داخل البيت وخارجه، أما الوصل فيمكن تعليل التحريم بهذه الحكمة خارج البيت، لا داخله، إذن لا بد من وجود سبب آخر للتحريم يلازم الوصل في كل الأحوال. كما أن الحفاظ على عرض المرأة ملاحَظ في جميع التشريعات المختصة بها وبالمجتمع، وليست هذه حكمة خاصة بتحريم الوصل.

ليس هذا اعتراضاً على الشيخ ابن عاشور رحمه الله تعالى، فهو من هو في العلم، ولكني أحاول أن أفهم فقط.

ثم إن الأحكام التي ورد بها نص شرعي تختلف عن الأحكام التي وضعها العلماء اجتهاداً تماشياً مع حال معينة في زمان معين، فالأولى لا سبيل لتغييرها، أما الثانية فقد يرى العلماء انتهاء العمل بها لتغير الأحوال.

والله أعلم.


نعم، صدقت، و أحسنت:
- هذا السبب الملازم لتحريم الوصل بشعر الآدمي في كل حال: هو " حرمة الانتفاع بشعر الآدمي و سائر أجزائه [في كل حال]
، لكرامته [عند الله تعالى] "، كما قال الإمام النووي في " المجموع "، و أقره الشوكاني في " نيل الأوطار "، و الشيخ سيد سابق في " فقه السنة ".

- و أما ما اعتل به ابن عاشور في تحريم الوصل من أنه كان شعار العاهرات و المشركات: فقول عجيب، لا يحتاج من قائله إلا التخلي عن العلم،
و لا يحتاج من متقبله إلا التخلي عن العقل،
و هو قول بلا دليل، و مخالف لكل شراح الحديث و أئمة الفقه،

بل مخالف لأصول الفقه في استنباط الأحكام،
لأن النهي و التحريم - المستفاد من اللعن - جاء عاما، لمجيئه بصيغة من صيغ العموم، و هي: المعرف ب (ال)، المفيدة للاستغراق لكل ما تشمله، و المعرفة للجنس:
أي جنس الوصل - في قوله صلى الله عليه و سلم: " الواصلة و المستوصلة " - و لم يكن التحريم خاصا بما إذا كان شعارا للعاهرات و المشركات، كما ادعى ابن عاشور في تفسيره المسمى " التحرير و التنوير "،
غفر الله له، فقد كان عليه التثبت بل التيقن في أمر جاء فيه الوعيد الشديد بأقوى الدلالات على التحريم، و هو اللعن، أي الطرد من رحمة الله و الإبعاد.

- بل و كان الوصل بشعر الآدمي من ضمن أسباب إهلاك أمة من الأمم السلبقة، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم ". رواه البخاري و مسلم في (باب الوصل في الشعر)، (عن معاوية بن أبي سفيان، عام حج، و هو على المنبر، و هو يقول، و تناول قصة من شعر كانت بيد حرسى [أي أحد الحرس]: أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يتهى عن مثل هذه، و يقول: " إنما هلكت بنو إسرائيل ... " الحديث)،
و ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلمك قال: " لعن الله الواصلة و المستوصلة، و الواشمة و المستوشمة ".
...
و لم يكن هناك نساء عاهرات و لا مشركات عندما أنكر معاوية رضي الله عنه على علماء المدينة عدم علمهم بما فعلته بعض نسائها من الوصل بالشعر الآدمي،
و هذا كاف في رد ما ادعاه ابن عاشور، علاوة على ما تقدم بيانه.
- فلنتق الله في كل أقوالنا و أفعالنا، فلا نقول بما ليس لنا فيه سلطان، و لا نفعل ما نهى الله و رسوله عنه من الوصل بشعر الآدمي، و لا نستحله بالطغيان و بقول ليس عليه برهان.
هذا و بالله التوفيق.

ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[03 Apr 2006, 11:17 ص]ـ
أختي الكريمة /
قلتِ: " أليس هذا من التجمل، أخي الكريم؟
هذا ليس فيه حفاظ على ضرورة.
أم أن المقصود بالضرورة هنا المعنى اللغوي؟ "

قلتُ: ألا ترينَ معي أنّ الضرورةَ هنا هي سترُ عيبٍ خَلْقيّ، وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى- أنّ عمليّات التجميل تدخل تحت هذا فما كان لإزالة عيب فلا بأس به .. كأن تُجرَى عمليةٌ لتقويم أنفٍ معوجٍ مثلا .. أو لإزالة بقعة سوداء من الوجه وهكذا.
والدليل: الحديث الذي رواه أبو داود - وقد ذكرته سابقا - أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أذن لعرفجة بن سعد لما قطع أنفه يوم الكلاب أن يتخذ أنفا من ذهب.

والله أعلم.

ـ[البتول]ــــــــ[03 Apr 2006, 01:21 م]ـ
اقتباس من كلام الدكتور ابو خليل " .. الوصل بالشعر الصناعي لا بأس به .... "
وقال الدكتور" ... النهي و التحريم - المستفاد من اللعن - جاء عاما، لمجيئه بصيغة من صيغ العموم، و هي: المعرف ب (ال)، المفيدة للاستغراق لكل ما تشمله ... "
حمل الحديث على تحريم الوصل بشعر الآدمي فيه تخصيص والتخصيص هنا يحتاج الي دليل. مقالة ابن عاشور رحمة الله عله لم تكن في كتابه التحرير والتنوير بل كان في كتاب المقاصد الشرعية
وهو لم يبح الوصل ولا التفليج ولا الوشم بل حاول البحث عن علة للنهي.المقصد الذي ذكره لايعدو أن يكون الا حكمة وليس مقصدا بالمعنى الشرعي عند علماء الأصول.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير