تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقد روى البخاري عن غيره عن عائشة وأختها أسماء وابن مسعود وابن عمر وأبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة" والواصلة هي التي تقوم بوصل الشعر بنفسها أو بغيرها، والمستوصلة التي تطلب ذلك.

ودخول الرجل في هذا التحريم من باب أولى، سواء أكان واصلا كالذي يسمونه "كوافير" أو مستوصلا كالمخنثين من الشباب (كالذي يسمونهم الخنافس).

ولقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم في محاربة هذا النوع من التدليس، حتى إنه لم يجز لمن تساقط شعرها نتيجة المرض أن يوصل به شعر آخر، ولو كانت عروسا ستزف إلى زوجها.

روى البخاري عن عائشة أن جارية من الأنصار تزوجت، وأنها مرضت فتمعط شعرها، فأرادوا أن يصلوها، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة".

وعن أسماء قالت: سألت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن ابنتي أصابتها الحصبة، فتمزق شعرها، وإني زوجتها، أفأصل فيه؟ فقال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة".

وعن سعيد بن المسيب قال: قدم معاوية المدينة آخر قدمة قدمها، فخطبنا، فأخرج كبة من شعر. قال: "ما كنت أرى أحدا يفعل هذا غير اليهود، إن النبي صلى الله عليه وسلم سماه الزور، يعني الواصلة في الشعر". وفي رواية أنه قال لأهل المدينة: أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه ويقول: "إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم".

وتسمية الرسول صلى الله عليه وسلم هذا العمل "زورا" يومئ إلى حكمة تحريمه، فهو ضرب من الغش والتزييف والتمويه، والإسلام يكره الغش، ويبرأ من الغاش في كل معاملة، مادية كانت أو معنوية، "من غشنا فليس منا".

قال الخطابي: إنما ورد الوعيد الشديد في هذه الأشياء، لما فيها من الغش والخداع، ولو رخص في شيء منها لكان وسيلة إلى استجازة غيرها من أنواع الغش، ولما فيها من تغيير الخلقة، وإلى ذلك الإشارة في حديث ابن مسعود بقوله "المغيرات خلق الله".

والذي دلت عليه الأحاديث إنما هو وصل الشعر بالشعر، طبيعيا كان أو صناعيا، فهو الذي يحمل معنى التزوير والتدليس، فأما إذا وصلت شعرها بغير الشعر من خرقة أو خيوط و نحوها، فلا يدخل في النهي.

وفي هذا جاء عن سعيد بن جبير قال: "لا بأس بالقرامل". والمراد به هنا: خيوط من حرير أو من صوف تعمل ضفائر، تصل به المرأة شعرها، وبجوازها قال الإمام أحمد.

وبناء على هذه الفتوى نقول للسائلة إنه لايجوز أن تدلسى على الخاطب بهذا الأمر والأولى أن يصارح الخاطب بهذا الأمر ولايخلو شخص كائنا من كان من العيوب وعيوب الخلقة ليست عيوبا لأنها ابتلاء من الله يأخذ المسلم عليه الثواب من الله سبحانه وتعالى ولكن العيب الحقيقى هو عيب الخلق والدين وعلى أختك ألاتشعر بالحرج من هذا فإذا رضى بها الخاطب على حالتها هذه يجوز لها بعد ذلك أن تصل شعرها أو تلبس الباروكة ما دام أن هذا ليس غشا للزوج وليس تدليسا عليه.

والله أعلم

ـ[علال بوربيق]ــــــــ[15 Apr 2006, 05:42 م]ـ

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله أريد أن أرجع إلى أصل الموضوع فإنه مبحث مهم لمعرفة أسرار الشريعة فرأيت أنه لابد من التعليق هنا على بعض الأمور وزيادة ما لم يذكر

1 - معرفة عادات العرب وأعرافهم وطرائق عيشهم في حلهم وترحالهم وحال أمنهم وخوفهم وزمن رغدهم وشظف عيشهم أمر لابد من طلبه والتمكن فيه، وتحصيل هذا الأمر يتم بكثرة مطالعة أشعارهم،وخطبهم، ومعرفة أمثالهم وأقوالهم، ومن قل حظه من هذا كان حظه من معرفة الشريعة قليلا ولذلك أُ ثرعن الشافعي رحمه الله أنه قال " قل لي كم هوحظك من لغة العرب. أقول لك: كم هو حظك من الشريعة "

2 - كما أن القرآن الكريم غني ومليء بذ كر العرب وعادتها , ووصف معتقداتها وجهلها فقد روى البخاري عن بن عباس رضي الله عنهما قال إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ مافوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام " قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم " إلى قوله: "قد ضلوا وما كانوا مهتدين "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير