تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[04 Apr 2006, 08:09 ص]ـ

الجزء الثالث من مشاهدات وملاحظات وذكريات من إيطاليا وألمانيا

قبل أن أشرع في السفر إلى إيطاليا تلقيت دعوة من مركز دراسات الشرق الحديثة لحضور محاضرة حول (الحرية الأكاديمية في الجامعات الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م) يقدمها البروفيسور بشارة دوماني أستاذ التاريخ بجامعة كاليفورنيا- بيركلي. ودوماني هو المحرر لكتاب حول الحرية الأكاديمة التي تتعرض لهجوم ضخم منذ أحداث سبتمبر، وقد بدأ مركز برلين بإرسال دعوات أو أخبار المحاضرات منذ عقدت في الرياض في العام الماضي ندوة حول ألمانيا والثقافة العربية وقدمت فيها ورقة حول موقع (القنطرة) الذي أسسته وزارة الخارجية الألمانية للحوار مع العالم الإسلامي. وقابلت عدداً من أساتذة الجامعات الألمانية ومنهم أساتذة من مركز الدراسات الشرقية الحديثة ZMO.

ورأيت أن فلورنسا أو بالأحرى مونتي كاتيني (وهي المكان الذي عقدت فيه ورش العمل) القريب من بيزا وفلورنسا (مطارها كان مغلقاً) يمكن أن تكون قريبة من برلين بألمانيا، وسألت الوكالة السياحية في الرياض أن تسأل لي عن تذاكر القطار من إيطاليا إلى ألمانيا، ولكني بدأت أسأل بعد وصولي بقليل عن طريقة الوصول إلى ألمانيا وذهبت إلى وكالة سياحية فقالوا التذكرة من بيزا إلى ميونخ فبرلين في الطيران الألماني أربعمائة وثلاثين يورو وهناك ضرائب تبلغ سبعين يورو، والمكتب السياحي يتقاضى خمسين يورو عمولة ولا بد من الدفع بالنقد. ففكرت في الأمر قليلاً ولكني رجعت إلى الفندق وطلبت من موظف الاستقبال أن يحجر لي مع الشركة الألمانية وفي المطار أشتري التذكرة. ولكني قلت لنفسي أحاول مع إحدى موظفات المؤتمر بسؤالها عن أفضل طريقة للسفر إلى برلين، فقالت هناك شركات رخيصة كلما تحتاج إليه أن تحجز عن طريق الإنترنت وتسدد ببطاقة الإئتمان وفي المطار يعطونك بطاقة صعود وليس في الطائرة مقاعد محددة ولا خدمة على الطائرة إلاّ أن تدفع. وكانت قيمة التذكرة حوالي عشرين بالمائة من التذكرة العادية. وقررت السفر بهذه الوسيلة. وقامت الموظفة بعمل الحجز وأيضاً إرسال رسالة بالبريد الإلكتروني إلى برلين ليحجزوا لي في الفندق، وشكرتها على هذه الخدمات فقالت هذه وظيفتنا. ورغم علمي بأن هذا ليس عملها فهي من المنظمين للندوات، ولكن الغربيين يسعون إلى خدمة الباحثين. وتذكرت أمر الإركاب في جامعتي وكيف عليّ أن أمر على أرعبة أو خمسة مكاتب لأحصل على التوقيعات العظيمة ونسخ أمر الإركاب ثم الانطلاق إلى مكتب الخطوط لوضع السعر، فقلت ما أرخص وقت الأستاذ الجامعي عندنا. حتى إنني قلت لأحد الموظفين لماذا تضطرون أستاذاً كبيراً في السنّ مثلي للقيام بكل هذه الإجراءات. فرد علي بسكوت جميل وكأنه يقول إن أردت السفر فعليك القيام بهذه الإجراءات وإلاّ سافر على حسابك.

وفي اليوم الذي كان سبق سفري إلى ألمانيا قرر مجموعة من المشاركين في ورش العمل زيارة مدينة فلورنسا، وهناك قطار كل ساعة ينطلق من مونتي كاتيني وفلورنسا من المدن الإيطالية السياحية الجميلة، فهي تقع في منطقة توسكاني المشهورة تاريخياً وفيها عدد من المباني الكنسية الكبرى التي يحب السيّاح أن يقضوا وقتاً ينظروا ما فيها من تماثيل وصور. وفيها طبيعة خلابة وأسواق جميلة. ومن أسواقها المتاجر المفتوحة. وفيها بضائع يمكن أن تكون أسعارها طيبة. كما في فلورنسا جسر جميل على نهرها وعلى الجسر بنيت بعض المساكن ليسكن فيها الباعة على الجسر وفي الأماكن القريبة. كما لاحظت وجود اليد العاملة الأجنبية من كل دول العالم. كما لاحظت بعض الأفارقة الذين يبيعون الساعات الرخيصة والأحزمة ويتجولون في الشوارع يتحدثون فيما بينهم اللغات الإفريقية ولكنهم يتحدثون الإيطالية. قد يكون بعض هؤلاء ممن ليس لديهم إقامات نظامية ولكنهم يعملون في كل مكان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير