تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهو اللاحق للاسماء المعربة كزيد ورجل، ليدل على تمكنها في الاسمية، وهي صفة الثبوت والدوام على مدلولاتها، والاستقلال والوضوح في مفهومها، والتامة بالاعراب، الكاملة بالتنوين او بالاضافة، ودلبلها صحة الاسناد الى مدلولها اسناداً تاماً في الجملة الاسمية والفعلية او ناقصاً في الاضافة والجر بدليل اختصاصهما بالاسم، لان كل مجرور مخبر عنه في المعنى ولا يخبر إلا عن الاسماء، لذلك استوفت علامات الاعراب الثلاث وتغيرت معانيها التركيبية بالتعاقب، فكان الاسم اقوى من غيره، للحاجة اليه لكل كلام مفيد، وقد تستغني الجملة المستقلة عن الفعل والوصف والمبهمات والغايات والحرف، ولكنها لا تستغني عن الاسم، لدلالته على مدلوله بنفسه من غير حاجة الى انضمام كلمة اخرى اليه لاستقلاله بالمفهومية، لذلك كان الاصل في الاسم الاعراب، وهو محل علامات الاعراب، وموطن المعاني المتعاقبة وظيفياً، اما ذاتياً فهو المستقل بنفسه، فجاء التنوين دالاً على تكامله في الدلالة، بدليل حذفه عند الاضافة أو الاقتران بـ (أل) لحصول التضاد، فكان التنوين علماً على الاسمية، لان الاسم وحده هو المعرب، وهو وحده الذي يكمل بالتنوين.

7 - علم العموم:-

وهو اللاحق للنكرة غير المقصودة في النداء، نحو قول الاعمى: يارجلاً خذ بيدي، والذي يلحق المصدر النائب عن فعل الامر، نحو: ضرباً زيداً اذ المعنى يارجلا ايا كان و ضربا أي نوع من الضرب، والذي يلحق اسماء الافعال، نحو (صه) اذا نونٌ فان المعنى امسك عن أي نوع من انواع الكلام تحاوله، واذا كان كلاماً معيناً اسكن الهاء في الوصل، وهذه المعاني التي يساق التنوين من اجلها ليست شبيهة بتنوين التمكين الذي اختصت به الاسماء المعربة المصروفة.

8 - علم الفعلية:-

وهو اللاحق للصفات بدليل عملها عمل افعالها، لان التنوين فيها يقوي معنى الفعلية فيها، وذلك لانها في اصولها افعال قد بولغ فيها، فالتنوين يعيدها الى اصولها في المعنى، لانه يلازم الاصل اسماً كان ام وصفا، مع اختلاف دلالته فيهما، بدليل صحة الاخبار عن اعرف المعارف، وهو الله تعالى بحذف التنوين من الوصف، نحو قوله تعالى ((إن الله فالق الحب والنوى – الانعام 95))، ووصفه تعالى في قوله ((تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول – غافر 2، 3)) وقوله ((الحمد لله رب العلمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين – الفاتحة 2 - 3))، فالاضافة فيها محضة وليست لفظية واذا نون الوصف جاء وصفاً للنكرة، نحو قوله تعالى ((فلما رأوه عارضاً مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا – الاحقاف 24)).

وعاملا كفعله، نحو قوله تعالى ((اني جاعل في الارض خليفةً – البقرة 30))، وقوله ((فلعلك تارك بعض الذي يوحى اليك وضائق به صدرك – هود 12 "، وقوله " فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفاً –الكهف 6)).

9 - علم الاصالة:-

وهو اللاحق للاعلام العربية فصلا لها عن الاعلام الاعجمية بدليل اشتراطهم في العلم الاعجمي الممنوع من الصرف (أن يكون علما في اللسان الاعجمي، وزائداً على ثلاثة احرف كابراهيم، واسماعيل، فتقول: هذا ابؤاهيم، ورايت ابراهيم، ومررت بابراهيم، فتمنعه من الصرف للعلمية والعجمة، فان لم يكن الاعجمي علماً في السان العجم، بل في لسان العرب، او كان نكرة فيهما، كلجام – علما او غير علم – صرفته، فتقول: هذا لجام ورأيت لجاماً، ومررت بلجام، وكذلك ما كان علما اعجمياً على ثلاثة احرف، سواء كان محرك الوسط كشَتَرَ، او ساكنه كنوح ولوط) (1)، وصرف الثلاثي منه لخفته، والتنوين علم الخفة بدليل سكون الوسط ومنع متحركه.

10 - علم التكامل:-

وهو اللاحق للاسم المعرب، لاستقلاله الذاتي، لان التنوين فيه مؤذن بالوقوف عليه، بخلاف المضاف الذي لا يوقف عليه لحاجته الى المضاف اليه، والتنوين في الاسم المعرب يكمله، لانه يدل على عدم حاجته الىضميمة توضح دلالته الذاتية، بدليل الوقوف عليه، ولا يجتمع مع (أ ل)، لانها تجئ بمعان التعريف كالعهد والحضور والجنس والغلبة، وهي تتعارض مع التنوين، وكذلك الاضافة، لانها صلة ونسبة واسناد تقتضي وجود طرفين، بدليل قيام التنوين مقام المضاف اليه عند حذفه، فيوقف على المضاف اذا دل على العموم او التبعيض.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير