(6) أنْ تَستعملَه مع العَشْرة لإفادة مَعنى "رابعُ ثلاثة" فتأتي أيضاً بأربعةِ أَلفَاظ ولكن يكونُ الثالث مَنها دونَ ما اشتُقَّ منه الوَصفُ فتَقولُ: "رَابعَ عَشرَ ثَلاثَةَ عَشْر" في المذكَّر، و "رابِعَة عَشْرة ثلاث عَشْرة" في المؤنث، ويَجِبُ أن يكونَ التركيبُ الثاني في موضع الجرِّ ولكَ أَنْ تحذفَ العَشَرَةَ من الأول دون أن تَحذِف النَّيفَ من الثاني للإلباس (أجاز ذلك سيبويه، ومنعه الكوفيون، وأكثر البصريين). بأن تقول: "رابع ثَلاثَة عَشر" أو "رابعة ثلاث عشرة".
(7) أن تستعملَهُ مع العشرين وأَخَواتِها فَتُقَدِّمه وتَعْطِف عليه العَقْد بالوَاوِ خاصَّة فتقول: "حَادٍ وعِشْرون" و "حادِية وعِشرون".
-14 تعريفُ العَددِ والمُرَكَّب والمَعْطوف:
إذا أُرِيدَ تَعْريفُ العَدَدِ بـ "أل" فإنْ كان مُرَكَّباً عُرِّف صَدْرُه كـ: "الخَمسة عَشَر" وإنْ كان مُضَافاً عُرِّف عَجْزُه كـ "خَمسةِ الرِّجال" و "ستة آلافِ الدَّرهِم" هذا هو الصواب والفصيح.
قال ذو الرُّمة:
أَمَنزِلَتَي مَيٍّ سَلامٌ عَلَيْكما * هَلِ الأَزْمنُ اللاّئي مَضَيْنَ رَواجِعُ
وهل يَرجعُ التسليمَ أو يَدْفُع البُكا * ثلاثُ الأثافي والرُّسُوم البَلاقعُ
(البلاقع: جمع بَلْقع: الأرض القفر التي لا شيء فيها).
وقال الفرزدق:
مَا زَالَ مُذْ عَقَدَتْ يَدَاه إزَارَه * ودَنَا فأدْركَ خَمْسَة الأَشْبارِ
(البلاقع: جمع بَلْقع: الأرض القفر التي لا شيء فيها).
وبعضهم (يقال للرجال الذي بلغ الغاية في الفضائل: أدرك خمسة الأَشْبار وهو مثل) يُعرَّفُ الجُزْأين، فيقول: "الخمسةُ الرجال" و "الثلاثةُ الأشهر". وإنْ كان معطوفاً عُرِّف جزآه معاً كـ "الأربعة والأربعين" ونظمَ ذلك الأجْمهوري فقال:
وعَدداً تُريدُ أن تُعَرَّفا * فَأَلْ بِجُزْأيه صِلَنْ إنْ عُطِفا
وإن يَكُوْ مُرَكَّباً فالأوَّل * وفي مًضاف عَكْسُ هذا يُفعل
وخالَفَ الكوفيُّ في هذين * وفيهما قَدْ عَرَّفَ الجُزْأَينَ
-15 ضبطً العَشْرَة:
يَجُوزُ في "عَشْرَة" تَسْكينُ الشين تَحْرِيْكُها إذا كانَتْ مع تاء غير مُرَكَّبَةٍ وأمَّا شين "أَحَدَ عَشرَ" إلى "تسعة عشَر" فمفتوحة لا غير.
-16 العدَدُ في التَّأريخ:
إذا أرادوا التاريخ قالو للعشرِ ومَا دُونها خَلَوْنَ وبقينَ، فقالوا: "لتسعِ ليالٍ بقينَ" و "ثمانِ ليالٍ خلونُ" لأنَّهم بينون بجمع وقالوا لما فوق العشرة: "خلت" و "بقيتْ"لأنَّهم بيَّنون بِمُفْرد فقالوا لـ "إحْدَى عَشَرة لَيلَة خَلتْ" و "ثلاثَ عَشَرة لَيْلة (وإنما أرخ بالليالي دون الأيام، لأن الليلة أول الشهر فلو أرخ باليوم دون الليلة لذهب من الشهر ليلة) بقيت". ويقال في التاريخ أو الشهر "كتب لأوَّل ليلة منه" أو "لغُرَّته" أو "مَهِلَّه" أو "مُستَهَلَّه". ويؤرِّخ آخراً فيقال: "لآخِرِ لَيلَةٍ بَقِيَتْ منه" أو "سِرَاره" أو "سَرَرِه" أو "سَلْخِه" أو "انْسِلاخِه".
-17 ما جَاءَ على وَزْن "العَشِير" من الأعداد:
قال أبو عبيد:
يقال: ثَلِيثٌ وخَمِيسٌ وسَدِيس وسَبِيع - والجمع أسْباع - وثَمِين وتَسِيع، وعَشِير، والمرادُ منها: الثُلُثُ والخُمُس والسُّدُس والسُّبع والثُمن والتُّسع والعُشْر.
قال أبو زيد: لم يعرفوا الخميس ولا الربع ولا الثليث.
وأنشد أبو عبيد:
ألْقيتُ سَهْمي وَسْطُهُم حين أو خَشوا * فما صارَ لي في القَسْم إلا ثَمِينُها
أي ثُمْنها.
-18 أفعال مشتقة من العدد:
تَقُول: كان القوم وِتْراً فَشَفَعْتُهم شَفْعاُ، وكانوا شَفْعاً فَوَتَرْتُهُم وَتراً، بقول ثَلَثتُ القوم أَثْلِثُهُمْ ثُلْثَاً: إذا كنتَ لهم ثالثاً، وتقول: كانوا ثَلاثاً فَرَبَعْتُهم، أي صِرتُ رابعَهم، وكانوا أَرْبَعَةً فخَمَستُهُم. إلى العَشَرة، وفي يفعِل، قلت: يَثلِثُ ويَخمِس إلى العشرة، وكذلِكَ إذا أخَذْتَ الثُّلثُ من أَمْوالِهم، قلت: ثَلَثْتُهم ثَلْثاً، وف الرُّبع رَبَعْتُهم، إلى العُشْر مثله، وفي الأموال: يثلُث يَخمُسُ إلى العُشر إلاَّ ثلاث كلمات فإنها بالفتح في الموضعين يَرْبَع، ويَسْبَع، ويَتْسع.