[واو الوقاية في النسب]
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 10:42 ص]ـ
يذهب الصرفيون إلى أن الحرف الثالث في الاسم المقصور
أو المنقوص أو الشبيه بالصحيح يقلب واوًا عند النسب؛
فتقول ناسبًا إلى الفتى، والرضا، والشجي، والحيّ:
الفتَوِيّ، والرِّضَوِيّ، والشجَوِيّ، والحيَوِيّ، أما الحرف
الرابع إن كان ألفًا أو ياءًا فلك أن تحذفه أو تقلبه واوًا؛
فتقول في الكبرى والداعي: الكبرِيّ أو الكبرَوِيّ، والداعيّ
أو الداعَوِيّ. ويمكن لما انتهى بألف أن تبقى ألفه كما في
طنطا إذ يقال طنطاوِيّ. وهم يذهبون إلى جواز قلب
الهمزة من مثل سماء وبناء فتقول سماوِيّ وبناوِيّ،
ويوجبون قلب ألف التأنيث الممدودة كما في صحراء،
تقول: صحراوِيّ. ومذهب الصرفيين أقرب إلى الوصف
الظاهر المجمل؛ ولكنه لا يقنع عند التأمل. وليست الواو،
عندي، في كل هذه المُثُل المذكورة منقلبة عن ألف أو ياء
أو همزة؛ إذ ليس من علة صوتية مقنعة لهذا القلب. والذي
أراه مطّردًا ومناسبًا للتفسير أنّ (الواو) مقحمة إقحامًا
لتفصل بين لاحقة النسب (ـِيّ) وحركة آخر الاسم
المنسوب إليه، فالفتى مختوم بفتحة طويلة (الألف) ولاحقة
النسب أولها كسرة فوجب أن تقحم هذه الواو للوقاية
(الفتاوِي) وقصرت الفتحة الطويلة (الفتَوِي)، وأما
الشجي فهو مختوم بكسرة فأقحمت واو الوقاية بينها وبين
كسرة لاحقة النسب (الشجيوِيّ) ثم قصّرت الحركة
الطويلة (الشجِوِيّ) وخولف بين الكسرتين فأبدلت
الفتحة من الكسرة تخلصًّا من المتماثلات (الشجَوِيّ).
وأما (الحيّ) فحذفت الياء الآخرة منه تجنبًا للمتماثلات
عند النسب وإقحمت واو الوقاية بين الياء والكسرة مع
تحريك الياء للتخفيف (الحيَوِيّ). وفي الألف الرابعة خيار
الحذف لطول الكلمة فتقول عند النسب إلى أرطى أرطِيّ،
ولك أن تحافظ على الألف ولكن تفصل بينها وبين لاحقة
النسب بواو الوقاية، تقول أرطاوِيّ ويمكن أن تقصر
الحركة الطويلة (الألف) أرطَوِيّ. وأما ما انتهى بياء رابعة
فإن ياءها تحذف (داعي> داعِيّ) ويمكن أن تبقى فيفصل
بينهما بواو الوقاية (داعيوِيّ) ثم تقصر الكسرة الطويلة
(الياء) وتبدل فتحة للمخالفة بين الكسرتين (الداعَوِيّ).
وأما في مثل (سماء/بناء) فيمكن أن تحذف الهمزة فيصير
الاسم منتهيًا بألف رابعة (سما/ بنا) فيفصل بينها وبين
لاحقة النسب بواو الوقاية (سماوِيّ/ بناوِيّ). وكذلك تحذف
ألف التأنيث الممدودة فينتهي الاسم بفتحة طويلة (ألف)
فيفصل بينها وبين كسرة لاحقة النسب بواو الوقاية:
صحراء+ ـِيّ> صحرا+ ـِيّ> صحراوِيّ). وصارت
الواو كأنها جزء من لاحقة النسب، والناس اليوم
يستعملون واو الوقاية هذه لنسب متميز عن المألوف
المقعد فتكون لغرض دلالي لا صوتي، كنسبتهم إلى النصر
نصراوِيّ، وإلى القادسية قدساوِيّ، وإلى الإسلام
إسلاموِيّ.
ـ[أبو سلمان]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 11:25 ص]ـ
مرحبا بك يادكتور ..
وجزيت خيرا عى المعلومات القيمة.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 12:14 م]ـ
مرحبا بك يادكتور ..
وجزيت خيرا عى المعلومات القيمة.
بارك الله بك وبكلماتك الطيبة المشجعة.
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 04:39 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أ. د. أبو أوس أرجو أن تكون في أتم صحة و عافية، و أسأل الله أن يزيدك علماً و ينفع بك.
لفت نظري رسمكم لكلمة بناء منصوبة هكذا (بناءاً) وهذا لم ألفه و الجاهل عدو ما لم يألف.
أما ما ذكرتم حول (واو الوقاية) فإني أريد أن أفهم فليسعني حلمك.
قلتم:
ومذهب الصرفيين أقرب إلى الوصف
الظاهر المجمل؛ ولكنه لا يقنع عند التأمل. وليست الواو،
عندي، في كل هذه المُثُل المذكورة منقلبة عن ألف أو ياء
أو همزة؛ إذ ليس من علة صوتية مقنعة لهذا القلب.
أليست قواعد اللغة مبينة في مجملها على الوصف الظاهر المجمل؟
في المقصور الرباعي لم تفرقوا بين ما تحرك ثانية و بين ما سكن ثانية
وفي الألف الرابعة خيار
الحذف لطول الكلمة فتقول عند النسب إلى أرطى أرطِيّ،
ولك أن تحافظ على الألف ولكن تفصل بينها وبين لاحقة
النسب بواو الوقاية، تقول أرطاوِيّ ويمكن أن تقصر
الحركة الطويلة (الألف) أرطَوِيّ.
فعندكم يصح أن نقول كنداوي أم أنتم تتحدثون فيم نص فيه الصرفيون على القلب فقط؟
- حين حديثكم عن المختوم بهمزة سهلتم حذف الهمزة وهي حرف أصلي و يمكنها حمل الكسرة (سمائي) ثم جئتم بالواو لتحمل الكسرة.
- وفي ألف التأنيث الممدودة حذفتم الهمزة و أبقيتم الألف
وكذلك تحذف
ألف التأنيث الممدودة فينتهي الاسم بفتحة طويلة (ألف)
فيفصل بينها وبين كسرة لاحقة النسب بواو الوقاية:
صحراء+ ـِيّ> صحرا+ ـِيّ> صحراوِيّ).
أعرف أن ألف التأنيث الممدودة مركبة من الألف و الهمزة فالكلمة بعد حذف الألف (صحر)
قلب الهمزة واواً يحصل في التثنية و الجمع سماوات و صحراوات و صحراوان فكأنها قاعدة عامة؟
أنا هنا أستفهم و لا أناقش (رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه) و الويل لمن لم تسعه رحمة الله.
دمت مباركاً أينما كنت
¥