2 - قول ابن العربي المالكي في قوله تعالى ((ماءأ طهورا)) وَهُوَ أَنَّ بِنَاءَ " فَعُولٍ " لِلْمُبَالَغَةِ، إلَّا أَنَّ الْمُبَالَغَةَ قَدْ تَكُونُ فِي الْفِعْلِ الْمُتَعَدِّي كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: ضَرُوبٌ بِنَصْلِ السَّيْفِ سُوقَ سِمَانِهَا وَقَدْ تَكُونُ فِي الْفِعْلِ الْقَاصِرِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: نَئُومُ الضُّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ فَوَصَفَهُ الْأَوَّلُ بِالْمُبَالَغَةِ فِي الضَّرْبِ، وَهُوَ فِعْلٌ يَتَعَدَّى، وَوَصَفَهَا الثَّانِي بِالْمُبَالَغَةِ فِي النَّوْمِ، وَهُوَ فِعْلٌ لَا يَتَعَدَّى، وَإِنَّمَا تُؤْخَذُ طَهُورِيَّةُ الْمَاءِ لِغَيْرِهِ مِنْ الْحُسِْن نَظَافَةً، وَمِنْ الشَّرْعِ طَهَارَةً، كَقَوْلِهِ: {لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طَهُورٍ} ثم ذكر رحمه الله وجها آخر أن فعول تأتي عبارة عن الآلة وهو ما رجحه ابن تيمية رحمه الله تعالى لكن السؤال هنا هل طهور تأتي للمبالغة (نعم، لأنه من أبنية المبالغة، أي المتناهي في الطهارة) وهل فعول فقط على وجهين لا غير للمبالغة وعبارة عن الآلة (هذا عند قوم، وذهب آخرون إلى أنه يأتي بمعنى التطهير أي المطهر لغيره، منهم ثعلب والأزهري، قال الأزهري: وكل ما قيل في قوله عز وجل: {وأنزلنا من السماء ماء طهورا}، فإن الطهور في اللغة هو الطاهر المطهر ; لأنه لا يكون طهورا إلا وهو يتطهر به، كالوَضوء هو الماء الذي يتوضأ به، والنَشوق ما يستنشق به، والفَطور ما يفطر عليه من شراب أو طعام. وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ماء البحر، فقال: هو الطهور، ماؤه الحل ميتته ; أي المطهر، أراد أنه طاهر يطهر.) ولو قلنا طهور للمبالغة فما دلالة ذلك على ما ذهب إليه المالكية في قوله تعالى ((ماءا طهورا)) أنه بمعنى مطهر لغيره.
3 - ماذا يقصد ابن تيمية بقوله طهور ليس معدولا عن طاهر (يعني ليس مصوغا من اسم الفاعل طاهر، حتى يشاركه في التعدي واللزوم، فليس هو من المشتقات أصلا وإنما هو عنده اسم لنفس الماء الذي يُتطهر به، كالسحور اسم لنفس الطعام الذي يُتسحر به)
4 - قول اين تيمية كما في الاختيارات الفقهية للبعلي (أن العرب لا تفرق بين فاعل وفعول في التعدي واللزوم) وقوله (من اعتقد أن فعول بمعنى فعل الماضي فقد أخطأ) لا تعليق، لأن الجواب معلوم مما سبق. ودمتم موفقين ولكم أطيب تحياتي
الجواب بالخط الأزرق، فأرجو أن أكون قد وُفقت في الجواب.
ـ[الخالد القادري]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 05:13 م]ـ
ابن القاضي جزاك الله خيراً أخي الفاضل
ولكن قولك: فَلَيْسَ فَعُولٌ مِنْ التَّفْعِيلِ فِي شَيْءٍ (وإنما هو من فعُل اللازم) وَقِيَاسُ هَذَا عَلَى مَا هُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ الْأَفْعَالِ الْمُتَعَدِّيَةِ كَقَطُوعٍ وَمَنُوعٍ غَيْرُ سَدِيدٍ (هذا رد على من قال إن الطهور هو الذي يطهر غيره قياسا، كما أن قطوع هو الذي يقطع غيره، وكما أن منوع هو الذي يمنع غيره، ووجه الرد أن مصادر الثلاثي سماعيه غيرمنقاسة)
ماذا تقصد بقولك أنه من فعُل اللازم وما علاقة كونه من فعل اللازم بما ذكرت وأريد مثالا لشيءٍ من الأبنية من التفعيل
وإن كان قطوع ونحوه سماعياً فمما اشتقاقه
أنت ترى أن طهور يأتي للمبالغة ولكن في المغرب في ترتيب المعرب للمطرزي قال: (وَالطَّهُورُ بِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى التَّطَهُّرِ يُقَالُ تَطَهَّرْت طَهُورًا حَسَنًا وَ (مِنْهُ) (مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطَّهُورُ) (وَطَهُورُ) إنَاءِ أَحَدِكُمْ وَحَتَّى يَضَعَ الطَّهُورَ مَوْضِعَهُ وَاسْمٌ لِمَا يُتَطَهَّرُ بِهِ كَالسَّحُورِ وَالْفَطُورِ وَصِفَةٌ فِي قَوْله تَعَالَى: (مَاءً طَهُورًا) وفي تاج العروس والطَّهُورُ، بالفتح المَصْدَرُ، فيما حكى سِيَوَيهِ من قَولهم: تَطَهَّرْتُ طَهُوراً، وتَوَضَّأْتُ وَضُوءًا، ومثله: وقَدْتُ وَقُوداً. قد يكونُ الطَّهُورُ: اسم ما يُتَطَهَرُ به، كالفَطُورِ والسَّحُورِ والوَجُورِ، والسَّعُوطِ. وقد يكون صِفَةً، كالرَّسُولِ، وعلى ذلك قوله تعالى "وسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً، تنبيهاً أَنه بخِلافِ ما ذُكِرَ في قوله "ويُسقَى مِنْ ماءٍ صَديدٍ"، .. وفي الكشاف والطهور على وجهين في العربية: صفة، واسم غير صفة؛ فالصفة قولك: ماء طهور، كقولك: طاهر، والاسم قولك لما يتطهر به" طهور، كالوضوء حسناً انتهى
فمن كلام الأئمة أن الطهور يأتي بمعنى التطهر المصدر ويأتي بمعنى الآلة ويأتي صفةً ولم يذكروا المبالغة
ويبقى بعد ذلك سؤال وهو ما المقصودل بقولهم معدول عن كذا بأتم بيان
ولك أخي الكريم في النهاية تحياتي الطيبة وثنائي البالغ على شخصك الطيب