تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إذا كان الاسمُ المُرادُ جَمْعُه بالأَلِفِ والتاء ثُلاثيّاً سَاكِنَ العَيْن غير مُعتَلِّها ولا مُدْغَمِها اخْتُتِم بتاءٍ أمْ لا - فإنْ كَانَتْ فَاؤهُ مَفْتُوحَةً لَزِم فَتْحُ عَيْنِهِ نحو: "جَفْنَة ودَعْد" تقولُ في جَمعِها "جَفَناتٍ ودَعَدات" قال تعالى: {كَذَلِكَ يُريهُم اللّه أَعْمَالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِم} (الآية "167" من سورة البقرة "2") وقال العَرجي:

باللَّهِ يا ظَبَيَاتِ القَاعِ قُلْنَ لَنا * لَيْلايَ مِنْكُنَّ أَمْ لَيْلى من البشر

وإنْ كانَ مضمومَ الفاءِ نحو: "خطْوَةٍ وجُمْلٍ" (جمل: اسم امرأة) أو مَكْسُورَها نحو: "كِسْرة وهِند" جَازَ لنا في عينه الفَتْحُ والإسْكَان مُطْلقاً، والإِتْبَاع لحركةِ الفاءِ بِشَرْط ألاَّ تكونَ فَاءُ الكَلِمَةِ مَضْمُومَةً ولامُها ياءً كـ "دُمْيَة وزُبْيَة" (الزبية: مَصْيَدَةُ الأسَد، وهي حُفْرَة في هَضْبَة أو في قُلَّةِ الجَبَل) فجمعها: "دُمْيَات" و "زبْيَات" ويَمْتَنِعُ ضمُّ الميم والباءِ إتباعاً لضمَّةِ الدَّالِ والزَّاي ولا مَكْسُورَةً وَلاَمُها وَاوٌ ويَمْتَنعُ كَسْرُ الرَّاء، في "ذِرْوَات" والشِّين في "رِشْوات" إتْباعاً لفَائهما.

ويَمْتَنِعُ التَّغيير في عَيْن الجَمْع في خَمْسَةِ أنواع:

(1) في الوَصْف نحو: "ضَخْمَات وعَبْلات" (أمَّا "العَبَلات" بفتح العَين والباء فإنما قصدوا إلى "عَبْلة" وهو اسم) وشذَّ "كَهَلات" بالفَتْح، و "ربْعَة" وجمعُها "رَبَعات" بالفتح أيضاً.

(2) في الرُّباعي نحو: "زَيْنَبَات وسُعَادَات".

(3) في المُحَرّك الوَسَط نحو: "شَجَرَات وسَمُرات وَنَمِرَات".

(4) في المُعْتَلِّ العَيْن نحو: "جَوْزات وَبَيْضَات"، قال تعالى: {فِي رَوْضَات الجَنَّات} (الآية "22" من سورة الشورى "42").

(5) في المُدْغم العَيْن نحو: "حَجَّات".

-7 جمعُ ما كَان على "فِعْلة":

* في جمع "فِعْلة" ثلاثةُ أَوْجُه:

(أحدُها) "فِعِلاَت" تتبعُ الكسرةُ الكسرةَ.

(الثاني) "فِعَلات" بكسر ففتح.

(الثالث) "فِعْلات" بكسر فسكون.

وذلك نحو: "سِدْرَة" وجمعها: "سِدِرَات" و "سدَرات" و "سدْرات" ومثلها: "قِرْبَة" بالباء.

أمَّا "رِشْوَة" بكسر أوَّله فَتُجمَع على: "رِشْوات" و "رشَوَات" ولا يأتي على نحو: "سِدِرات" بكسر أوله وثانيه لأَنَّه يَلْزمُه قَلْبُ الواو ياءً. فَتَلْتَبسُ بَنَاتُ الوَاوِ بِبَنَاتِ الياءِ ومثلُها: "عُِدوَة".

-8 جمع ما كان على "فُعْلَة":

في جمع "فُعْلة" بضم الفاءِ وسكونِ العَين ثلاثة أوجُه:

(أحدهما) "فُعُلات" بضم الفاء والعين أتْبَعتِ الضمةُ الضَّمَّةَ كَقُبُلات.

(الثاني) "فُعَلاَت" بضم الفاء وفتحِ العَيْن كقُبَلات.

(الثالث) "فُعْلات" بضَم الفاءِ وسكون العين كأصلها، كقُبْلات، قال عز وجل: {وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيطَان} (الآية "168" من سورة البقرة "2").

وواحدها "خُطْوة".

وقال الشاعر:

ولما رَأَوْنَا بَادِياً رُكُبَاتُنا * على مَوْطِنٍ لا نَخْلِط الجِدَّ بالهَزْلِ

(يقول: رأونا وقد شمرنا للحرب وكشفنا عن أسوقنا حتى بدت ركباتنا، والبيت استشهد به سيبويه) يُنْشِدونه رُكُباتُنا ورُكَبَاتِنا.

أمَّا نحو "مُدْيَةٍ" فلا تجمع على مِنْهاج "ظُلُمات" ولكن على نحو: "ظُلْمات" فتقول: "مُدْيَات" وأجَاز المُبَرِّد "مُدَيَاتٍ" وليسَ في كَلاَمِ سيبويه ما يَدُل عليه.

-9 المُلْحَق بهذا الجمع:

حُمِلَ على هذا الجَمْعِ شَيْئان:

(أحدهما) "أُولاتِ" (وهو اسم جمع بمعنى "ذوات" لا واحد له من لفظه وواحده في المعنى "ذات") نحو: {وَإِنْ كنَّ أُولاتِ حَمْلٍ} (الآية "6" من سورة الطلاق "65").

(الثاني) ما سُمِّي به مِنْه كـ "عَرفَات" و "أذْرِعَات".

أمَّا إعرابُ الملحق:

يُعْرَبُ الأوَّلُ وهو "أُولاَت" إعرابَ الأصلِ أيْ يُنصبُ بالكسرة.

أمَّا الثاني وهو ما سُمِّي به مثل عَرَفَات ففيه ثلاثةُ أَعَارِيب: إعرابهُ كما كانَ قَبْلَ التَّسمِية على اللُّغَةِ الفُصْحى مع مَا لا يَنْصَرف، وقد رُوي قولُ امرئ القيس في مَحْبُوبَتِهِ بالأَوْجُه الثَّلاثَةِ:

تَنَوَّرْتُها مِنْ أَذْرِعَاتٍَ وأهلُها * بِيَثْرِبَ أَدْنَى دَارِها نَظَرٌ عَالي

(أذرعات: هي محافظة "حوران" في سوريا وهي المعروفة اليوم بـ "درعا" والمعنى: نظرت إلى نارها بقلبي من أذرعات وأهلها بيثرب، مع أن الأقرب من دارها وهو يَثرب يحتاج لِنَظَر عَظيم لِشدة بُعدها عن أذرعات فكيفَ بمحلها، والبيت من قصيدةٍ طويلة من الطويل وأولها:

ألا عِمْ صباحاً أيها الطللُ البالي * وهل يَعِمَنْ من كان في العُصُر الخالي)

-10 جمع المُسَمَّى بهذا الجمع:

لا يُجْمَعُ مَنْ سُمِّي بنحو هِنْدَاتٍ بألِفٍ وتاء، لأَنَّ فيه أَلِفاً وتاءً ولا تَجْتَمِعَان، وإنِّما يجمع بـ "ذَوَات" تقول: "جَاءَتْ ذَواتُ هِنداتٍ". وإنْ سُمِّي به مُذكَّرٌ كـ "هِنْدَات" اسمُ رجل يجوزُ أنْ تُثَنِّيه وأنْ تَجْمَعه، فتقول في تَثْنِيَتِهِ "هِنداتَان" و "هنْداتَيْن" وهَؤلاء "هِنْدَاتٌ" بحذفِ الألِفِ والتَّاءِ من المُفْرَد الذي أصْلُهُ جَمْعٌ، وتُثْبِت مَكَانَهُما أَلِفاً وَتَاءً للجمع وهذَا على سبيل التَّقْدير والقصد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير