2 ـ أن يكون العامل محذوفا جوازا: وذلك إذا كان خاصا، ودل عليه دليل، كما هو الحال في جواب الاستفهام.
كأن تقول: متى جئت؟، فيكون الجواب يوم الخميس.
وكم قطعت من مسافة؟، فتقول: ميلين، أو ميلا أو كيلا ... الخ.
ففي الأمثلة السابقة أن ما يتعلق به الظرف جاز لك حذفه، كما هو موضح في الأمثلة، وكذلك يجوز لك إتباثه، كأن تقول: جئت يوم الخميس، وقطعت ميلين أو ميلا.
3 ـ أن يكون العامل محذوفا وجوبا:
يحذف عامل الظرف في عدة مواضع، وذلك إذا كان كونا عاما يصلح أن يراد به كل حدث: ككائن، أو موجود وحاصل، وكان ووجد وحصل، أو مضارعها، خاصة إذا كان الظرف متعلقا بمحذوف صلة الموصول، لأن متعلق الصلة لا يقدر إلا فعلا.
والمواضع التي يحذف فيها عامل الظرف وجوبا هي:
أ ـ إذا وقع الظرف صفة، نحو: جلست بصحبة رجل عندك.
ونحو: رأيت عصفورا فوق الغصن، ومنه قوله تعالى: {هم درجات عند الله} 1.
عند من أجاز أن يكون الظرف " عند الله " متعلق بمحذوف صفة " لدرجات ".
ب ـ إذا وقع حالا، نحو: مررت بمحمد عنك، ورأيت الهلال بين السحاب.
" فعندك، وبين السحاب " قد تعلق كل منها بمحذوف حال، وبذلك وجب حذف المتعلق به " العامل "، والتقدير: مررت بمحمد الجالس عندك، ورأيت الهلال الكائن بين السحاب.
ج ـ إذا وقع خبرا، نحو: عليّ عندك، والطائر فوق الغصن، والنهر أمامك، وتقدير العامل المحذوف: كائن عندك، ومستقر فوق الغصن، وموجود أمامك.
د ـ إذا كان صلة، نحو: صافحت الذي عندك، وسرني الذي معك.
حذف عاملا الظرف وجوبا في المثالين السابقين، لكون كل منهما متعلق بمحذوف صلة، والتقدير: استقر، أو وجد، لأن الصلة لا تكون إلا جملة، فنقول على
تقدير الكلام: صافحت الذي استقر عندك، وسرني الذي وجد معك، أو جاء أو استقر، ونظائرها.
هـ ـ أن يكون الظرف مشغولا عنه، نحو: يوم الجمعة سافرت فيه.
ونحو: الساعة ذهبت إلى عملي. ففي المثالين السابقين وجب حذف عامل الطرف، لكون العامل المتأخر عوض عنه ن إذ لا يجوز أن نقول: سافرت يوم الجمعة سافرت فيه، ولا ذهبت الساعة ذهبت إلى عملي.
و ـ أن يكون قد سمع بحذف العامل، نحو قولهم في المثل: ذكرَ أمراً تقادم عهده " حينئذ الآن "، ونحو: يومئذ الآن.
والتقدير: قد حدث ما تذكر حين إذ كان كذا، واسمع الآن، أو كان ذلك يومئذ، واسمع الآن.
ما ينوب عن المفعول فيه
1 ـ المصدر: إذا كان متضمنا معنى الظرف، دالا على تعيين الوقت، أو المقدار، وفى هذه الحالة يكون الظرف مضافا إلى المصدر، فيحذف الظرف المضاف، ويقوم المصدر " المضاف إليه " مقامه.
نحو: ذهبت إلى عملي طلوع الشمس، وسافرت خفوق النجم.
فهي في الأصل ذهبت إلى عملي وقت طلوع الشمس، ووقت خفوق النجم.
ونحو: لقيتك مقدم الحجاج، أي: زمن قدوم الحجاج.
ونحو: أجبتك صلاة المغرب، أي: وقت صلاتها.
ومثله قولهم: فرقته طرفة عين، أي: مدة طرفة عين.
ونزل المطر ركعتين من الصلاة، وأقمت في البلد راحة مسافر.
أي: مدة ركعتين، ومدة راحة مسافر.
ومنه قوله تعالى: {ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم} 1.
ـ ومنه قول عنترة: عهدي به مدّ النهار كأنما خُضِبَ البنان ورأسه بالعظلم.
والأصل: وقت مد النهار.
ومنه قول عبد الله بن جعفر بن أبى طالب:
كلانا غني عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا
أي: مدة حياته.
* ومثله في ظرف المكان: جلست قرب محمد، وصليت خلف الإمام،
ورحلت نحو الشرق، وسافرت تجاه الشام.
* وقد يكون المصر مؤولا من " ما " المصدرية الزمانية، والفعل الماضي بعدها، نحو: سأحمل جميلك ما حييت، وتأويله: سأحمله حياتي، أي: مدة حياتي.
ـ ومنه قوله تعالى: {ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما} 1.
وقوله تعالى: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم} 2.
والتقدير في الآيتين: لا يؤديه إليك في جميع الأزمنة إلا في مدة دوامك قائما عليه، وكنت شهيدا عليهم مدة دوامي فيهم.
2 ـ العدد المميز بالظرف، أو المضاف إليه.
نحو: مشيت ثلاثة أيام، وقطعت عشرين كيلا.
3 ـ المضاف إليه الدال على الكلية أو، الجزئية.
ـ نحو: سرت كل الليل، ـ وارتحت بعض النهار.
¥