تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عاملة]ــــــــ[26 - 03 - 2007, 06:00 م]ـ

بالنسبة لما ذكرتموه أخي علي، فيما يتعلّق بمثال: ما زال غلام هندٍ حبيبها، الظّاهر أنّكمْ حملْتموه على مثْل: (زيْدٌ صديقُنا)، الذي ينطبق عليه القاعدة التي أسّس لها النّاظم في الألفيّة بقوْله:

فامنعه حين يستوي الجزآن عُرْفاً ونُكْراً عادمَي بيان

وهي قاعدة: (لزوم تأخير الخبر عند مساواته للمبتدأ في التعريف والتنكير إذا لمْ يكنْ هناك قرينةٌ تعيّن المبتدأ من الخبر)

ولكنْ ألا يُمْكن أنْ ندّعي أنّ مثال (ما زال غلام هندٍ حبيبها) خارجٌ عن هذه القاعدة، لأنّ البيان فيه موجودٌ، وهو أنّ الاسم مرفوعٌ والخبر منصوبٌ، فسواء قدّمْنا الخبر أو أخّرْناه، فإنّ نصْبه يبقى علامةً على خبريّته، بخلاف مثال (زيدٌ صديقنا) فإنّ البيان فيه مفقود، لأنّ كلا الاسْميْن: المبتدأ والخبر، مرفوعٌ، فإنْ قدّمْنا يشتبه الخبر بالمبتدأ، فيجب منْع التقديم حينئذٍ مراعاةً للأصل؟؟؟

وبعبارةٍ ثانية: ألا يُمْكن أنْ يُقال: إنّ قياس مثْل (ما زال غلام هندٍ حبيبها) على مثْل: (زيدٌ صديقنا)، قياسٌ مع الفارق، لأنّ القرينة المعيّنة للخبر موجودةٌ في الأوّل دون الثاني؟!!!!!!!!!!

أيضاً أجيبوني وأرشدوني يرحمكم الله .........

ـ[عاملة]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 03:10 م]ـ

تسجيل متابعة

أرجوكم أكملوا هذا النقاش

ـ[علي المعشي]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 06:59 م]ـ

مرحبا أخي الكريم

بعضهم يجري أحكام المبتدأ والخبر من حيث التقديم والتأخير على معمولي كان باعتبار أصلهما، واعتبار الناسخ طارئا عليهما.

ثم إن تأخير الخبر في المثال (ما زال غلام هند حبيبَها) ليس لأن الاسم والخبر متساويان في التعريف فقط، وإنما هناك أمر آخر أشرت إليه في المشاركة السابقة وهو أن تقديم الخبر (حبيبها) يجعل عود الضمير على متأخر لفظا متقدم رتبة، وهذا جائز إذا كان بمقتضى نكتة بلاغية أو مانع صناعي من الأخذ بالأصل أي تقدم المرجع وتأخر الضمير.

لاحظ أن اسم مازال مركب إضافي (غلام هند) وخبرها مركب إضافي أيضا (حبيبها) ولاحظ أن المضاف إليه في اسم ما زال (هند) وهو مرجع المضاف إليه الضمير في الخبر. أي أن المضاف إليه في الاسم والخبر شيء واحد من حيث المعنى، فلو أريد تقديم الخبر لغرض بلاغي لجاز بشرط أن يتقدم معه المضاف إليه الظاهر هكذا (ما زال حبيبَ هند غلامُها)؟

أما تقديمه مع الضمير (ما زال حبيبَها غلامُ هند) فلا أراه إلا عبثا لغويا لأن فيه تقديما للضمير على مرجعه دون مسوغ بلاغي ولامانع صناعي، كأن يقول قائل: أصبحَ كتابَه صديقُ زيدٍ. ألا ترى أن التركيب غير مستساغ؟ لأنه من الممكن التقديم والتأخير دون ارتكاب الخروج عن الأصل فيما يتعلق بالترتيب بين الضمير ومرجعه، إذ يمكن:

أصبح صديقُ زيدٍ كتابَه، أو أصبح كتابَ زيدٍ صديقُه.

هذا والله أعلم.

ـ[عاملة]ــــــــ[29 - 03 - 2007, 07:08 م]ـ

باسمه تعالى

أخي العزيز علي ..

قد نطقْتَ درراً وقلائد، حريٌّ بها أنْ تُكْتَب بماء الذّهب، فللّه درّك، وعلى الله أجْرك، وقد وجب عليْنا شكْرك، والتنويه بتواضعك .. فشُكْراً شُكْراً .. وقديماً قيل: مَنْ علّمني حرْفاً صرْتُ له عبْداً ..

ولكنْ هل ما ذكرْتَه من لزوم مراعاة الدّاعي البلاغي أمرٌ مطّردٌ في قواعد النّحْو، بحيْث يلْزم مراعاته دائماً، ويكون عدم الدّاعي البلاغي مساوياً للحُكْم بالبطلان النّحْوي، أم أنّه يُمْكن التفكيك بين النّحْو والبلاغة، فيُقال بالصّحّة النّحْويّة مع قطْع النّظر عن مُقْتَضَيات علْم البلاغة؟! وبعبارةٍ ثانية: ألا يُمْكن أنْ يُقال: إنّ لكلٍّ من العلْميْن مجاله الخاصّ الذي ليس للآخر أنْ يتدخّل فيه، فالبلاغة تحْكم بالصّحّة أو الفساد من وجهة نظرٍ بلاغيّةٍ فقط، والنّحْو يَحْكم بالصّحّة أو الفساد من وجْهة نظرٍ نحْويّةٍ فقط، ولا يتدخّل أيٌّ منهما في شؤون الآخر، وإنّما تكون فصاحة الكلام والتراكيب خاضعةً للتوْليف بين النّتائج النّهائيّة التي يُقدّمها ويَحْكم بها كلّ فنٍّ من الفنون المعْنيّة وصاحبة العلاقة، فيكو ن الكلام صحيحاً من ناحيةٍ بلاغيّةٍ ولو لمْ يكنْ صحيحاً من جهة علْم النّحْو، أو يكون صحيحاً نحْويّاً، بمعنى: أنّه جارٍ على وفْق القواعد النّحْويّة، ولو لمْ يكنْ مراعىً فيه الجانب البلاغيّ، ولكنّه لا يكون فصيحاً إلاّ إذا كان صحيحاً من كلتا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير