تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بشراً: حال منصوب لأنها جاءت لوصف الهيئة أي كيف تمثل لها؟ تمثل لها على هيئة البشر.

ـ[أبوالأسود]ــــــــ[31 - 03 - 2007, 06:04 ص]ـ

مغني اللبيب ج1/ص605

2الثاني انقسامها بحسب قصدها لذاتها وللتوطئة بها إلى قسمين مقصودة وهو الغالب وموطئة وهي الجامدة الموصوفة نحو فتمثل لها بشرا سويا فإنما ذكر بشرا توطئة لذكر سويا وتقول جاءني زيد رجلا محسنا.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 10:58 م]ـ

أخوي العزيزين مهاجرا وأبا الأسود

أعلم أن ابن هشام ـ رحمه الله ـ قد جعل (بشرا) في الآية (فتمثل لها بشرا سويا) من الحال الموطئة واستشهد بها في أوضح المسالك وفي المغني ولا أخفيكما أني قرأت ذلك في أوضح المسالك قبل كتابة مشاركتي تلك ببضع دقائق، وإنما كتبت رأيي ـ رغم مخالفته ـ ليكون مثيرا للحوار حول استشهاده بالآية على الحال الموطئة الأمر الذي شغل بالي منذ زمن ليس بالقصير، وما زال في نفسي منه شيء، وذلك لما يلي:

1ـ الحال الجامدة الموطئة لا تؤول بالمشتق عند أكثر النحاة.

2ـ الحال الموطئة لا تضيف جديدا بدون الصفة التي بعدها.

3ـ الحال الموطئة لا تكون مقصودة بذاتها وإنما المقصود بالدرجة الأولى ما بعدها من وصف.

ومن أمثلة الموطئة:

إنا أنزلناه قرآنا عربيا.

عُرف زيد رجلا صادقا.

فلو وقفنا على (قرآنا) (رجلا) لكان الكلام تحصيل حاصل، إذ إن الغرض منهما التمهيد للوصفين (عربيا، صادقا).

أما في (فتمثل لها بشرا سويا) فالمقصود الأول إنما هو ثمثل جبريل عليه السلام على صورة البشر، ولو وقفنا على (بشرا) لكان في المعنى من الدهشة الشيء الكثير قبل أن نذكر (سويا)، فهل ترون أن كلمة (بشرا) جاءت فقط لمجرد التمهيد لوصف جبريل عليه السلام بأنه سوي؟ أو أن تمثله على هيئة بشر يعد أمرا مقصودا في حد ذاته؟؟

أليست الحال الموطئة حينما تحذف يستقيم المعنى بدونها وتصبح الصفة التي بعدها حالا مقصودة ولا يتأثر المعنى؟ كأن نقول في غير القرآن:

أنزل الله القرآن عربيا.

عُرف زيدٌ صادقا.

أما هناك فهل يبقى من المعنى شيء إذا قلنا في غير القرآن: تمثل الملَكُ سويا؟

ومع هذا لا أجزم بأن ما بدا لي محض صواب، وليس لمثلي أن يخطئ مثل ابن هشام تغمده الله بواسع رحمته، وإنما أردت أن أستنير بآرائكم فلربما أجد فيها ما يقنع.

ولكم مني أخلص الود.

ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 12:49 ص]ـ

بارك الله فيك أخي علي المعشي ...... والله إنك نحوي مفكر وفقيه وأنت أحق باللقب مني!!!

ما قلته مشكل وما زلت أبحث عل الله أن يهديني سواء السبيل فوجدت نصا لابن بابشاذ أطلب رأيك فيه ... وهو قوله في قوله تعالى (وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا):

"لسانا" حال لأنه لمّا نعت اللسان بعربي، والصفة والموصوف كالشيء الواحد، صارت الحال مشبّهة بالمشتق وصار " عربيا " هو الموطئة لكون"اللسان"

حالا، وليس حقيقة "اللسان" أن يكون حالا لكونه جامدا لولا ما ذُكر من الصفة. انتهى

يقول الشيخ خالد الأزهري:

فمقتضاه أن الموطئة هي صفة الحال لا الحال الموصوفة.

في حين يقول الرضي يقول 2/ 663: (فمن الأحوال التي جاءت غير مشتقة قياسا، الحال الموطئة هي اسم جامد موصوف بصفة هي الحال في الحقيقة، فكأن الاسم الجامد وطّأ الطريق لما هو حال في الحقيقة لمجيئه قبلها موصوفا بها وذلك نحو قوله تعالى (إنا أنزلناه قرءآنا عربيا) وقولك: جاءني زيد رجلا بهيا.

ومنها ما يقصد به التشبيه ... كقوله .. بدت قمرا ....

وفي مثله وجهان:

أن تقدر مضافا قبله أي مثل قمر أو أن تؤول المنصوب بما يصح أن بكون هيئة لما تقدم أي بدت منيرة ... أهـ

وأنا أرى أن الحال في الآية مؤلة بمشتق وهو الأقرب والظاهر لمن تأمل وتدبر!! ودعوى التوطئة فيها بعيد .... وكل ابن آدم خطاء ...

والله أعلم

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 10:40 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

ما ذكره ابن هشام له وجه وليس بخطأ وذلك أن تمثل بمعنى تجسد، والتجسد قد يكون سويا مألوفا وقد يكون مشوها مخيفا غير مألوف، فكأنه قيل: فتجسد الملك جسدا سويا، قيكون من باب الحال الموطئة، وهذا الوجه في نظري أقوى، لأن الآية ليس فيها تشبيه، وإنما المراد أن الملك صار بشرا في الشكل حقيقة لا مجازا بالتشبيه، فهو ليس مثل: بدت هند قمرا، لأنها لم تصبح في الشكل قمرا على الحقيقة، وإنما المراد تشبيه وجهها بالقمر وقت بدوها، أما في الآية فليس المراد تشبيه الملك بالبشر وإنما المقصود أنه صار في شكل البشر السوي حقيقة، ثم لما كان تحول الملك لبشر أمرا مخيفا بحيث قد يتخيل الإنسان أن هذا البشر لا بد أن يكون هائلا غير مألوف وصف البشر بالسوي للدلالة على أنه صار بشرا مألوفا غير مخيف.

وليس التمييز ببعيد بل هو وجه قوي لأن الفعل تمثل فيه إبهام فالتمثل قد يكون بأشكال كثيرة، فيجيء الاسم المنصوب بعده رافعا لهذا الإبهام. والله أعلم.

مع التحية الطيبة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير