تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبوالأسود]ــــــــ[31 - 03 - 2007, 03:05 م]ـ

(لو) حرف شرط غير جازم (كان) تامّ أو ناقص (فيهما) متعلّق ب (كان)، أو بخبر له (آلهة) فاعل- أو اسم كان- (إلّا) اسم بمعنى غير، و هي و لفظ الجلالة صفة لآلهة، و ظهر أثر الإعراب في لفظ الجلالة.

جملة: «كان فيهما آلهة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.


(1) المراد من الآية نفي الآلهة المتعدّدة، و إثبات الإله الواحد الفرد، و لا يصحّ الاستثناء بالنصب لأنّ المعنى حينئذ: «لو كان فيهما آلهة، ليس اللّه فيهم، لفسدتا و ذلك يقتضي أنّه لو كان فيهما آلهة فيهم اللّه لم تفسدا و هذا ظاهر الفساد، و كذلك لا يصحّ أن يعرب لفظ الجلالة بدلا من آلهة لأنّه لم يصحّ الاستثناء فلا تصحّ البدليّة.

و جملة: «فسدتا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

الأدلّة الكلامية أو الفلسفية: قوله تعالى لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا. قال علماء الكلام: إذا تعددت الآلهة، فإما أن تتفق، و إما أن تختلف. فإن اتفقت، فيكون ذلك على حساب حرية أحدهما أو كليهما، و إن اختلفت فسوف تتناقض أفعالهما. و في كلا الحالين فساد للكون و دمار. و هناك أدلة فلسفية علمية مركبة، يطلق عليها علماء الكلام برهان الوجوب و برهان الحدوث. و قد استخدمها علماء الكلام للبرهنة على وجود اللّه. و يغلب على الظن أنها مستقاة من فلسفة الإغريق و كثير من الفلاسفة القدامى و المعاصرين، مسلمين و غير مسلمين لم يرق لهم التوصل إلى حقيقة الإله بواسطة البراهين العلمية فلجئوا إلى الفطرة من جهة، و إلى التأمل في آثار الإله، من تنظيم و إبداع، سواء في أوصاف الطبيعية و أشكالها، أم في جسم الإنسان و نفسه، أم في أصناف الحيوان و ما في خلقها من دقة و إبداع. و قد أطلقوا على هذه الوسيلة لمعرفة اللّه أسماء متعددة، أهمها «قانون الإبداع و الاختراع». و لعل الفكر و القلب يرتاحان لهذا المجال من التأمل، لإدراك عظمة الخالق، أكثر من تلك القوانين العلمية المركبة.
(لو) تأتي بعدة معان:
1 - لو: حرف عرض، و هو الطلب بلين و رفق، مثل: لو تنزل عندنا فتصيب خيرا.
2 - لو: حرف تمنّ (تمني)، مثل: لو أنّ لنا كرّة فنكون من المؤمنين.
3 - لو: حرف امتناع لامتناع، حرف شرط لما مضى، فتفيد امتناع شي ء لامتناع غيره، كما في الآية التي نحن بصددها، (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا).
فالمعنى: قد امتنع الفساد لامتناع وجود غير اللّه، و تحتاج لو هنا لجواب، و يجوز في جوابها أن يقترن باللّام.
4 - لو حرف مصدريّ، و يسمى موصولا حرفيا لأنّه يوصل بما بعده فيجعله في تأويل مصدر، مثل: أودّ لو تجتهد، أي اجتهادك.

ونظير ذلك من الشعر قوله وهو ذو الرمة:

أنِخَتْ فأَلْقَتْ بَلْدَةً فوقَ بَلْدةٍ
قليلٍ بها الأَصْواتُ إلاّ بُغامُهاَ.

ـ[الملك الضليل]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 01:22 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بارك الله في القائمين على أروع منتدىً للأدب العربي - ولا فخر -
لا أدري ...
لا أدري هل المنتدى روضة من رياض الأدب يرتع فيها كل عضو وزائر
أم أنه صار قاعة من قاعات الامتحان والاختبار
لا أدري إن كان المنتدى فضاء لتبادل المعلومات وتصويب الأخطاء وتوجيه المبتدئين (محبي الأدب دون كثير علم)
أم أنه حوض ضيق لا يسبح فيه إلا من برع
لا أدري إن كان أساس العلاقة بين الفصحاء الود والاحترام والتقدير
أم أن أهم مافيها الغلظة والجفاء
لا أدري أأعيب على جلمود طريقة طرحه للمشاركة
أم أعاتب (أقول أعاتب) علي المعشي على مجاراته وولوجه متاهة لا مخرج منها إلا قولك سلاما
مع خالص تحياتي لكل الفصحاء عالمهم وجاهلهم، ذكرهم وأنثاهم، جديدهم ومتقدمهم، مجتهدهم ومقتصدهم.
والسلام عليكم

ـ[الملك الضليل]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 06:06 م]ـ
:::
أخي جلمود،
شكرا على التوضيح، ولكن هذا لا يمنع ذاك، فبعث فن المناظرة لا يتنافى أبدا مع اللباقة واللين،
ودمت فصيحا نافعا ومنتفعا إن شاء الله
والسلام عليكم

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 06:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
معذرة أخي الكريم جلمود
بيتك الذي خاطبت فيه أخانا الملك المهتدي بإذن الله فيه كسر في الشطر الأول وخطأ في الشطر الثاني عندما أنثت الهدى وهو مذكر.
ثم اعلم أن حقيقة المراد بكون (إلا) وصفا أنها وما بعدها بمنزلة الوصف، ولكن لما كانت (غير) تقع هذا الموقع -في نحو: إنما يجزي الفتى غير الجمل_ جعلوها وصفا تجوزا، وإلا فالوصف هو مجموع (إلا) والاسم الذي بعدها، تماما كالبدل في نحو: ما جاء أحد إلا زيد، فـ (إلا زيد) هو البدل وليس زيد وحده البدل، والبدل على نية حذف المبدل منه، ففي هذا المثال صح البدل لأنه يصح أن نقول: ما جاء إلا زيد، أما في البيت الذي أنشده سيبويه وجعله من هذا الباب فليس بغامها وحده الصفة وإنما (إلا بغامها) كلها الصفة، ولا يصح جعلها بدلا وإن جعلت قليلا نفيا، لأنه لا يصح أن تحذف الأصوات وتقول: ليس بها إلا بغامها، وقد وهم الأعلم الشنتمري حينما أجاز كون البغام بدلا، لأن ذكر المستثنى هنا واجب، كما أن ذكر الآلهة في الآية واجب ولا يجوز أن يقال في غير القرآن: لو كان فيهما إلا الله لفسدتا، لأنه يؤدي إلى معنى آخر وهو أنه لو كان فيهما أي شيء آخر لفسدتا ونحن نعلم أنه يوجد فيهما المخلوقات مع وجود الله الواحد الأحد، فلما لم يصح البدل جعل (إلا) وما بعدها وصفا ليستقيم المعنى المراد مع التوجيه النحوي، وكذلك بيت الكتاب: قليل بها الأصوات إلا بغامها، عندما لم يصح البدل _ فيما لو قلت: قليل بها إلا بغامها _ جعلت (إلا) وما بعدها وصفا، وهو توجيه سيبويه _ وحسبك به توجيها _ فدعك من أمثال الشنتمري، فإن توجيهه يفسد المعنى.
أرجو أن تكون قد اقتنعت يا جلمود مكة:)
مع التحية الطيبة.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير