تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[28 - 07 - 2007, 02:13 ص]ـ

تكاد تُضِيءُ النار بين جوانحي

إذا هي أذكتها الصَّبابة والفِكرُ

مُعللتي بالوصل والموت دُونه

إذا مِتُّ ظمآناً فلا نزل القطرُ

حَفِظتُ وضَيَّعتِ المَودَّةَ بيننا

وأحسن من بعض الوفاءِ لكِ العذرُ

وما هذه الأيام إلاّ صحائفٌ

لأحرفها من كفِّ كاتبها بَشرُ

بنفسي من الغادين في الحي غادةٌ

هواي لها ذنبٌ وبهجتها عُذرُ

تروغ إلى الواشين فِيَّ وإن لي

لأذناً بها عن كل واشيةٍ وَقرُ

بدوت وأهلي حاضرون لأنني

أرى أن داراً لستِ من أهلها قفرُ

وحاربت قومي في هواك وإنهم

وإيَّاي لولا حُبُّكِ الماء والخمرُ

فإن يك ماقال الوشاة ولم يكن

فقد يهدم الإيمان ماشيَّد الكفرُ

وفيت وفي بعض الوفاء مذلة ٌ

لإنسانة في الحي شيمتها الغدرُ

وقورٌ وريعان الصبا يستفزُّها

فتأرن أحياناً كما أرِنَ المهرُ

تسائلني من أنت وهي عليمة ٌ

وهل بفتىً مثلي على حاله نُكرُ

فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى

قتيلُكِ قالت أيُّهم فَهُم كُثرُ

فقلت لها لو شئتِ لم تتعنتي

ولم تسألي عني وعندك بي خُبرُ

فقالت لقد أزرى بك الدَّهر بعدنا

فقلت معاذ الله بل أنتِ لا الدهرُ

وما كان للأحزان لولاك مسلكٌ

إلى القلب لكن الهوى للبِلى جسرُ

وتهلك بين الهزل والجدِّ مهجة ٌ

إذا ماعداها البَين عذبها الهجرُ

فأيقنت أن لاعز بعدي لعاشقٍ

وأن يدي مما عَلِقت به صفرُ

وقلَّبت أمري لا أرى لي راحة ً

إذا البين أنساني ألَحَّ بِيَ الهجرُ

فعُدتُ إلى حُكم الزمانِ وحكمها

لها الذنب لاتُجزَى به ولي العذرُ

كأني أنادي دون ميثاء ظبيةٍ

على شرف ظمياء جللها الذعرُ

تجَفَّلُ حيناً ثم ترنو كأنَّها

تنادي طلاً بالوادِ أعجزه الخضرُ

فلا تنكريني يا ابنة العم إنني

ليعرف من أنكرته البدو والحضرُ

ولا تنكريني إنني غير مُنكَر ٍ

إذا زلت الأقدام واستُنزِلَ النصرُ

وإني لجرَّارٌ لكل كتيبةٍ

مُعَوَّدةٌ أن لايُخِلَّ بها النصرُ

وإني لنَزَّالٌ بكل مَخُوفَةٍ

كثير إلى نزالها النظر الشزرُ

فأظمأ حتى ترتوي البيض والقنا

وأسغَبُ حتى يشبع الذِّئبُ والنسرُ

ولا أُصبِحُ الحي الخُلُوف بِغَارَةٍ

ولا الجيش مالم تأته قَبلِيَ النُّذرُ

ويارب دار لم تخفني منيعة

طلعت عليها بالردى أنا والفجرُ

وحيٍّ رددت الخيل حتى ملكته

هزيماً وردَّتني البراقع والخُمرُ

وساحبةِ الأذيال نحوي لقيتها

فلم يلقها جافي اللقاء ولا وَعرُ

وهبت لها ما حازه الجيش كلهُ

ورحت ولم يكشف لأبياتها سترُ

ولا راح يُطغيني بأثوابه الغنى

ولا بات يُثنيني عن الكرم الفقرُ

وما حاجتي بالمال أبغي وُفورَهُ

إذا لم أفِر عرضي فلا وفر الوفرُ

أ ُسِرْتُ وما صحبي بعُزلٍ لدى الوغى

ولا فرسي مُهرٌ ولا رَبُّهُ غَمْرُ

ولكن إذا حُمَّ القضاءُ على امرئ ٍ

فليس له بَرٌّ يقيه ولا بحرُ

وقال أصيحابي الفرار أو الرَّدَى

فقلت هما أمران أحلاهما مرُّ

ولكنني أمضي لما لايعيبني

وحسبك من أمرين خيرهما الأسرُ

يقولون لي بِعتَ السلامة َ بالرَّدَى

فقلت أما والله مانالني خُسرُ

وهل يتجافى عني الموت ساعة ً

إذا ماتجافى عني الأسر والضرُّ

هو الموت فاختر ماعلا لك ذِكْرُهُ

فلم يمت الإنسان ماحيي الذكرُ

ولا خير في دفع الرَّدى بِمذلةٍ

كما ردها يوما بسوءته عمرو

يَمُنُّونَ أن خَلَّوا ثيابي وإنَّما

عَلَيَّ ثيابٌ من دمائهم حمرُ

وقائم سيفي فيهم إندقَّ نَصْلُه

وأعقاب رُمحي فيهم حُطَّمَ الصدر

سيذكرني قومي إذا جَدَّ جِدُّهُم

وفي الليلة الظلماء يُفْتَقَدُ البدرُ

فإن عشت فالطعن الذي يعرفونه

وتلك القنا والبيض والضُّمَّرُ الشُّقْرُ

وإن مِتُّ فالإنسان لابد مَيِّتٌ

وإن طالت الأيام وانفسح العمرُ

ولو سد غيري ماسددت اكتفوا به

وما كان يغلو التِّبر لو نفق الصفرُ

ونحن أناسٌ لا توسط عندنا

لنا الصدر دون العالمين أو القبرُ

تهون علينا في المعالي نفوسنا

ومن خطب الحسناء لم يغله المهرُ

أعزُّ بني الدنيا وأعلى ذوي العُلا

وأكرم من فوق التراب ولا فَخرُ

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[28 - 07 - 2007, 06:01 ص]ـ

تكاد تُضِيءُ النار بين جوانحي ... إذا هي أذكتها الصَّبابة والفِكرُ

تكاد: فعل مضارع ناسخ يعمل عمل كان , مرفوع بالضمة واسمها ضمير القصة المحذوف , وعلى قول الكوفيين وابن مالك يمكن أن تكون النار اسم تكاد وفاعل تضيء من باب التنازع

تضيء: فعل مضارع مرفوع بالضمة

النار: فاعل مرفوع بالضمة واسم تكاد كما أسلفنا , والجملة الفعلية في محل نصب اسم تكاد

وجملة تكاد وما في حيزها استئنافية لا محل لها

إذا: شرطية غير جازمة، ظرف لما يستقبل من الزمان، خافضة لشرطها منتصبة بجوابها

هي: ضمير منفصل مبني في محل رفع فاعل لفعل محذوف وجوبا يفسره الفعل الذي بعده , ويمكن اعتبارها مبتدأ والجملة بعدها خبر عند من أجاز ذلك , والجملة الاسمية بعد إذا أو الفعلية المقدرة في الوجه الأول في محل جر بإضافة الشرط إليها

أذكتها: فعل ماض مبني على الفتح على الألف المحذوفة منعا لالتقاء ساكنين

والتاء للتأنيث لا محل له والها ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به مقدم

الصبابة: فاعل مؤخر مرفوع بالضمة , والجملة الفعلية مفسرة لا محل لها

والفكر: عاطف ومعطوف على الصبابة

وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير