تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هو علي بن زريق البغدادي وكنيته أبو الحسن, شاعر مقل لا يذكر له مؤرخو الأدب غير هذه القصيدة التي اشتهر بها أكثر من بعض الشعراء, وأصبحت مثلا, وقد قالها في ابنة عم له يحبها أشد الحب وهي تحبه اشد الحب وكانا يقيمان في بغداد فاضطر لفقره وقلة ذات اليد إلى الارتحال عنها, ويمم وجهه شطر الأندلس طلبا للرزق وسعة العيش, ويقال انه قصد أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي ومدحه بقصيدة بليغة فلم يعطه إلا عطاء قليلا فاغتم ومرض, ثم سأل عنه عبد الرحمن بعد أيام وذهبوا يتفقدونه في الخان الذي يسكن فيه فوجدوه ميتا وعند رأسه هذه القصيدة البليغة المعبرة, وقد تميزت هذه القصيدة بسهولة وسلاسة ألفاظها وكلماتها مع عمق في معانيها, والقصيدة بعنوان لا تعذليه

لا تعذليه فإن العذل يولعه

قد قلت حقاً، ولكن ليس يسمعه

جاوزت في لومه حداً أضر به

من حيث قدرتِ أن اللوم ينفعه

فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً

من عذله، فهو مضنى القلب موجعه

قد كان مضطلعاً بالخطب يحمله

فضيِّقت بخطوب الدهر أضلعه

يكفيه من لوعة التشتيت أن له

من النوى كلَّ يوم ما يروّعه

ما آب من سفر ٍ إلا وأزعجه

رأي إلى سفر ٍ بالعزم يزمعه

كأنما هو في حل ٍ ومرتحل

موكّل بفضاء الله يذرعه

إن الزمان أراه في الرحيل غنىً

ولو إلى السند أضحى وهو يزمعه

وما مجاهدة الإنسان توصله

رزقاً ولا دعة الإنسان تقطعه

قد وزع الله بين الخلق رزقهمو

لم يخلق اللهُ من خلق ٍ يضيّعه

لكنهم كلِفوا حرصاً، فلست ترى

مسترزقاً، وسوى الغايات تقنعه

والحرص في الرزق والأرزاق قد قُسمت

بغي، ألا إن بغي المرء يصرعه

والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه

إرثاً، ويمنعه من حيث يطمعه

استودع الله في بغداد لي قمراً

بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

ودعته وبودّي لو يودعني

صفو الحياة وأني لا أودعه

وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحىً

وأدمعي مستهلات وأدمعه

لا أكذب الله، ثوب الصبر منخرقٌ

عني بفرقته، لكن أرقّعه

إني أوسع عذري في جنايته

بالبين عنه، وجرمي لا يوسعه

رُزقت ملكاً فلم أحسن سياسته

وكلُّ من لا يسوس المُلك يخلعه

ومن غدا لابساً ثوب النعيم بلا

شكر ٍ عليه، فإن الله ينزعه

اعتضتُ من وجه خلي بعد فرقته

كأساً أُجرّع منها ما أجرّعه

كم قائلٍ لي ذقت البين، قلت له:

الذنبُ ذنبي لست أدفعه

ألا أقمت فكان الرشد أجمعه

لو أنني يوم بان الرشد أتبعه

إني لأقطع أيامي وأنفدها

بحسرةٍ منه في قلبي تُقطّعه

بمن إذا هجع النوّام بتُ له

بلوعةٍ منه ليلي، لست أهجعه

لا يطمئن لجنبي مضجعٌ، وكذا

لا يطمئن له مذ بِنتُ مضجعه

ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني

به، ولا أن بي الأيام تفجعه

حتى جرى البين فيما بيننا بيدٍ

عسراء، تمنعني حظي وتمنعه

قد كنت من ريب دهري جازعاً فرِقاً

فلم أوقَّ الذي قد كنت أجزعه

بالله يا منزل العيش الذي درست

آثاره، وعفت مذ بنتُ أربعه

هل الزمان مُعيد فيك لذتنا

أم الليالي التي أمضته تُرجعه

في ذمة الله من أصبحت منزله

وجاد غيث على مغناك يُمرعه

من عنده لي عهد لا يضيعه

كما له عهد صدقٍ لا أضيّعه

ومن يصدّع قلبي ذكره، وإذا

جرى على قلبه ذكري يصدّعه

لأصبرن لدهر ٍ لا يمتعني

به، ولا بي في حال ٍ يمتعه

علماً بأن اصطباري مُعقبٌ فرجاً

فأضيق الأمر إن فكرت أوسعه

عسى الليالي التي أضنت بفرقتنا

جسمي، ستجمعني يوما وتجمعه

وإن تغل أحداً منا منيته

فما الذي بقضاء الله يصنعه

ـ[ريتال]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 11:51 م]ـ

بارك الله فيك أستاذنا

لا تعذليه فإن العذل يولعه

قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه

لا: ناهية جازمة، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب

تعذليه: تعذلي فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والهاء ضمير الغائب ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به، وجملة لا تعذليه ابتدائية لا محل لها من الإعراب

فإن: الفاء استئنافية

إن: حرف مشبه بالفعل مبني على الفتح

العذل: اسم إن منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة

يولعه: يولع فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن.

قد: حرف تحقيق وتأكيد مبني على السكون لا محل له

قلت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء التأنيث، والفاعل مستتر فيه وجوبا

حقا: نائب عن المفعول المطلق صفته منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة

ولكن: الواو استئنافية، لكن حرف استدراك مبني على السكون " مخففا " لا عمل له

ليس: فعل ماض ناسخ مبني على الفتح، واسمه ضمير شأن محذوف

يسمعه: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة، والفاعل هو، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصبل مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب خبر ليس

وجملة لكن ليس يسمعه اسئنافية لا محل لها من الإعراب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير