ـ[البنوتة السورية]ــــــــ[15 - 12 - 2007, 06:07 ص]ـ
أختنا الفاضلة , مشكورة على التعقيب وإبداء الرأي
أمّا الفعل , اعتقد فهو من أفعال اليقين وليس الشك وهو بمعنى علم فهو ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر وأصل الجملة: ما الوفاء إلاّ رأي , ثمّ دخل الفعل نعتقد اليقينيّة فصارت: لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم**رأيًا
ثمّ كيف يكون المستثنى متقدّما على المستثنى منه , ألم تسألي نفسك ذلك؟
هذا وحده كفيل ببطلان وجهة نظرك وإثبات الوجه الذي قدّمناه
قلت إنّ المفعول به هو "رأيا" وأنّ المستثنى هو "الوفاء " وإذا بك في تقديرك تجعلين الوفاء هو المفعول به , فأي تناقض هذا؟
وهذا التقدير منك يؤكّد وجهة نظري من كون الفعل بمعنى علم ووجد الذي ينصب مفعولين
ألم تقولي إنّ الوفاء هو المفعول الأول عندما قدّرت الجملة؟ فكيف عدلت هنا إلى الثاني " رأيا"؟ ثم , كيف جعلت المستثنى سابقا للمستثنى منه؟
قولك هذا مردود فقد تعدّى الفعل بالتضعيف , وليس هو مثل الفعل الذي مثّلت به , فذاك فعل لازم قولا واحدا أمّا قلّد فهو متعد , فماذا تقولين عن الجملة التالية (قلّدتك سيفا)؟ فعلى قولك , "سيفا" هنا حال , وهذا فاسد , فتأمّلي
أمّا سوى هنا فهو فاعل وهاد بدل منه , وهذا ما أختاره ,
والبيت لا يصلح للاستشهاد لأنه حمّال أوجه
وفقك الله
اولا الفعل علم ليس دائما ينصب مفعولين والدليل قوله تعالى قد علمنا ما تنقص الارض منهم فاين المفعول الثاني لذلك قد يكون الاعتقاد الذي جعلته هنا بمعنى العلم من باب العلم الذي يتعدى لمفعول واحد مثال آخر علم الله ان سيكون منك مرضى اين المفعول الثاني ان الله يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل المزمل فاين المفعول الثاني ثم ان تقدم المستثنى على المستثنى منه جائز وما لي إلا آل احمد شيعة 888 وما لي سوى مذهب الحق مذهب آل احمد مستثنى مقدم وشيعة هي المستثنى منه المؤخر وايضا ليس إلاك يا علي همام ... وسيفه دون عرضه مسلول ويغدو بذلك ردك علي غير ذي اساس متين
لم اجعل الوفاء مفعولا به والتقدير جعل الوفاء مفعولا به لانني حذفت المفعول الحقيقي هنا لضرورة الحوار فمن الطبيعي ان ينقلب الوفاء هنا لمفعول به لان الفعل اعتقد متعد ولابد له من مفعول به فقد انقلب هنا الى مفعول به من باب الضرورة والامر هذا بدهي فلو قلت لك ما عبدت احدا إلا الله فالله مستثنى لكن لوحذفت احدا سينقلب المستثنى إلى مفعول به فهل يصح بهذه الحالة ان تقول ان الله هو مفعول به بحجة اننا عند حذف المفعول الاول انقلب لمفعول به لا وكذلك بهذه القصيدة الوفاء مستثنى ولكن لما حذفت المفعول به رايا لتوضيح وجهة نظري كان الفعل بحاجة لمفعول فتسلط على الوفاء ومثالي السابق خير دليل
قولك ومثالك قلدتك سيفا لا ينطبق على هذه القصيدة ولايدعم رايك بحال لان قلدتك على وزن فعلتك وهذا الوزن المشدد هو الذي يمنح الفعل قابلية التعدية
فقط اما تفعلتك المشدد فلا يمنح هذه الخاصية بحال والدليل قول البوصيري
وما تزودت قبل الموت نافلة ****ولم اصل سوى فرض ولم اصم
فاين المفعول الثاني لتزودت ياسيدي
فليس من الضرورة على اقل تقدير ان يمنح التشديد الذي ذكرته المفعولية الثانية لتوافر الدليل
ثم ان الفعل شرب متعد ولكن لو شددته وقلت تشربت الماء لم يخصص بمفعول ثان وكذلك الفعل تكسبت من كسب لا يكون له مفعول ثان تفهمت الامر فاين المفعول الثاني الناشئ عن القوة التشديدية المذكورة مع انها افعال متعدية بالاساس
بالعكس الوزن تفعلت المشدد يختصر المفعول الثاني ويخفيه ويحوله لفاعل مثال
تقول علمتك شيئامفعولان لكن لوقلت انت المتعلم الذي وقع عليك التعليم تعلمت شيئا لصار المفعول به الذي هو انت فاعلا بقولك تعلمت ولم يكن هناك سوى مفعول به واحد قطعا والامثلة اوضح من ان اذكرها
فلذلك لا ينبغي الخلط بين تقلدت وقلدت والمقايسة بينهما ولا يمكن ان ياتي تفعلت متعديا لمفعولين الا اذا كان من افعال القلوب تصورتك عالما وهنا التعدي لعلة التصور القلبي لا للتشديد
اما البيت الذي ذكرته صحيح انه حمال اوجه لكن لا يصح ان يكون هاد بدلا لان البدل ياتي لتوضيح كلام قبله مع عدم الاخلال بالمعنى عند اسقاط المبدل منه لان البدل على نية اسقاط المبدل وجعله بديلا فيصير المعنى لم يهدهم هاد وهذا فاسد لان السياق دل ان العزم قد هداهم
ثم ان قولك والاخ الذي ايدك بكون ان رايا مفعولا ثانيا فاقول لك وله على فرض صحة كلامك فلماذا هنا اورد الشاعر إلا معناه من باب العبث الا هنا جاءت للحصر ولا تستطيع انكار ذلك كما فعل صاحبك الذي رفض الحصرية
وإلا معناه الشاعر اتى بها جهالة واحاشي شاعرا مبدعا مثل ابن زيدون ان يفعل ذلك والشاهد انه لدى وجود اسلوب حصر كما هنا لانكم لم تجعلوها على مذهبكم اداة استثناء والسؤال ما هو تقدير المنفي عنه الحصر بهذه الحالة لانه لابد من تقديرطرف منفي عنه الحصر فقولك مثلا مارايت الا حمامتين التقدير ما رايت حماما الاحمامتين او مارايت طيورا الاحمامتين فقد صح تقدير المنفي مع الابقاء على المفعول به حمامتين فما هو تقديره وهل يجوز الابقاء عليه مع سلامة المعنى وإن قدرتم فسنرى صحة تقديركم وعلى ضوئها نقرر
¥