تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وشرابكم هذه المرّة فيه من المتعة ما فيه فاغرف منه غير مذموم:)

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 12:48 ص]ـ

الإمام البوصيري .. رائد المدائح النبويّة

اشتهر الإمام "شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري" بمدائحه النبوية، التي ذاعت شهرتها في الآفاق، وتميزت بروحها العذبة وعاطفتها الصادقة، وروعة معانيها، وجمال تصويرها، ودقة ألفاظها، وحسن سبكها، وبراعة نظمها؛ فكانت بحق مدرسة لشعراء المدائح النبوية من بعده، ومثالا يحتذيه الشعراء لينسجوا على منواله، ويسيروا على نهجه؛ فظهرت قصائد عديدة في فن المدائح النبوية، أمتعت عقل ووجدان ملايين المسلمين على مرّ العصور، ولكنها كانت دائمًا تشهد بريادة الإمام البوصيري وأستاذيته لهذا الفن بلا منازع.

أصول البوصيري ونشأته

ولد البوصيري بقرية "دلاص" إحدى قرى بني سويف من صعيد مصر، في (أول شوال 608هـ = 7 من مارس 1213م) لأسرة ترجع جذورها إلى قبيلة "صنهاجة" إحدى قبائل البربر، التي استوطنت الصحراء جنوبي المغرب الأقصى، ونشأ بقرية "بوصير" القريبة من مسقط رأسه، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث تلقى علوم العربية والأدب.

وقد تلقى البوصيري العلم منذ نعومة أظفاره؛ فحفظ القرآن في طفولته، وتتلمذ على عدد من أعلام عصره، كما تتلمذ عليه عدد كبير من العلماء المعروفين، منهم: أبو حيان أثير الدين محمد بن يوسف الغرناطي الأندلسي، وفتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد العمري الأندلسي الإشبيلي المصري، المعروف بابن سيد الناس ... وغيرهما.

وتُوفِّي الإمام البوصيري بالإسكندرية سنة (695 هـ= 1295م) عن عمر بلغ 87 عامًا.

منقول من موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرّة

وهذه قصيدته المشهورة بقصيدة البردة:

ملاحظة:

لقد هاجم بعض الفقهاء البوصيري في قصيدته بحجّة الغلو في مدح الرسول:=, وهذا الخلاف نتركه لأهله , وما يعنينا هو النواحي الأدبيّة والجماليّة في القصيدة , وما فيها من سلاسة في التعبير ورقة في الوصف , وصدق في المشاعر المرهفة تجاه الحبيب:=

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 01:09 ص]ـ

أمنْ تذكر جيرانٍ بذى سلمٍ ** مزجْتَ دمعا جَرَى من مقلةٍ بدمِ

أَمْ هبَّتِ الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمةٍ ** وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضمِ

فما لعينيك إن قلت اكْفُفا هَمَتا ** وما لقلبك إن قلت استفق يهمِ

أيحسب الصبُ أنّ الحب منكتمٌ ** ما بين منسجم منه ومضْطَّرمِ

لولا الهوى لم ترق دمعاً على طللٍ ** ولا أرقْتَ لذكر البانِ والعَلمِ

فكيف تنكر حباً بعد ما شهدتْ ** به عليك عدول الدمع والسقمِ

وأثبت الوجدُ خطَّيْ عبرةٍ وضنىً ** مثل البهار على خديك والعنمِ

نعمْ سرى طيفُ منْ أهوى فأرقني ** والحب يعترض اللذات بالألمِ

يا لائمي في الهوى العذري معذرة ** مني إليك ولو أنصفت لم تلمِ

عَدتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمستترٍ ** عن الوشاة ولا دائي بمنحسمِ

محضْتني النصح لكن لست أسمعهُ ** إن المحب عن العذال في صممِ

إنى اتهمت نصيحَ الشيب في عذَلٍ **والشيبُ أبعدُ في نصح عن التهمِ

فإنَّ أمَارتي بالسوءِ ما أتعظتْ ** من جهلها بنذير الشيب والهرمِ

ولا أعدّتْ من الفعل الجميل قرى ** ضيفٍ ألمّ برأسي غيرَ محتشم

لو كنتُ أعلم أني ما أوقرُه ** كتمتُ سراً بدا لي منه بالكتمِ

منْ لي بردِّ جماحٍ من غوايتها ** كما يُردُّ جماحُ الخيلِ باللُّجُمِ

فلا ترمْ بالمعاصي كسرَ شهوتها **إنَّ الطعام يقوي شهوةَ النَّهمِ

والنفسُ كالطفل إن تُهْملهُ شبَّ على ** حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطمِ

فاصرفْ هواها وحاذر أن تُوَليَهُ ** إن الهوى ما تولَّى يُصْمِ أو يَصِمِ

وراعها وهي في الأعمالِ سائمةٌ ** وإنْ هي استحلتِ المرعى فلا تُسِمِ

كمْ حسنتْ لذةً للمرءِ قاتلةً من **حيث لم يدرِ أنَّ السم فى الدسمِ

واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع **فرب مخمصةٍ شر من التخمِ

واستفرغ الدمع من عين قد امتلأتْ * *من المحارم والزمْ حمية الندمِ

وخالف النفس والشيطان واعصِهِما **وإنْ هما محضاك النصح فاتَّهِمِ

ولا تطعْ منهما خصماً ولا حكماً ** فأنت تعرفُ كيدَ الخصم والحكمِ

أستغفرُ الله من قولٍ بلا عملٍ ** لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقُمِ

أمْرتُك الخيرَ لكنْ ما ائتمرْتُ به **وما استقمتُ فما قولى لك استقمِ

ولا تزودتُ قبل الموت نافلةً **ولم أصلِّ سوى فرضٍ ولم اصمِ

وللقصيدة بقيّة

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 01:43 ص]ـ

وهذا استفتاح مبارك:

أمنْ تذكر جيرانٍ بذى سلمٍ ** مزجْتَ دمعا جَرَى من مقلةٍ بدمِ

أمن: الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب

من تذكّر: جار ومجرور متعلّقان بالفعل مزجت المتأخّر ,

أي: مزجت دمعا بسبب تذكّر جيران

و" تذكّر " مضاف

جيران: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة

بذي: الباء حرف جر مبني على الكسر , وذي , اسم مجرور به وعلامة الجر الياء لأنّه من الأسماء الخمسة , وهو مضاف

سلم: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة

والجار والمجرور متعلّقان بالمصدر تذكّر

مزجت: فعل ماض مبني على السكون , والتاء المتحرّكة ضمير متّصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل , والجملة الفعليّة ابتدائيّة لا محل لها من الإعراب.

دمعا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة

جرى: فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف للتعذّر , والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على" دمعا " والجملة الفعليّة في محل نصب نعت لدمعا على التبعيّة

من مقلة: جار ومجرور متعلّقان بمحذوف حال من فاعل الفعل جرى

بدم: جر ومجرور متعلّقان بالفعل جرى

أي جرى الدمع بالدم منسكبا من مقلة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير